جائزة نوبل للسلام 2007 للناشطين في مجال مكافحة التغييرات المناخية
١٢ أكتوبر ٢٠٠٧أعلنت اللجنة المسئولة عن منح جائزة نوبل في أوسلو اليوم الجمعة(12 اكتوبر/تشرين اول) فوز آل جور نائب الرئيس الأمريكي السابق و"الهيئة الحكومية الدولية المعنية بتغير المناخ" التابعة للأمم المتحدة بجائزة نوبل للسلام هذا العام. وأشارت اللجنة النرويجية التي تمنح جائزة السلام إلى أنها اختارت جور والهيئة الدولية تقديرا "لجهودهما في بناء ونشر المزيد من المعرفة حول التغير المناخي الذي يتسبب فيه الإنسان ووضع أسس الإجراءات اللازم اتخاذها لمكافحة هذا التغير".
وتصل قيمة جائزة نوبل إلى عشرة ملايين كورونه (1.53 مليون دولار) وسيجرى تسليمها في مراسم تقام في أوسلو يوم 10 كانون أول/ديسمبر المقبل. ومن المقرر أن يقتسم جور والهيئة الحكومية الدولية المعنية بتغير المناخ قيمة الجائزة بالتساوي.
ردود فعل الفائزين
ويبدو أن العاملين في الهيئة الحكومية الدولية المعنية بتغير المناخ لم يتوقعوا نيل هذه الجائزة، حيث عبرت كارولا ترافيرو سيبانتي مسؤولة الاتصال والإعلام بالهيئة عن ذهولهم لدى سماعهم النبأ، وأضافت أنهم لم يدركوا بعد ما حدث حتى الآن. راجينرا باوتشاري رئيس الهيئة، فقد عبر عن شعوره بالسعادة الغامرة لدى سماعه النبأ، وقال في حديث للتلفزيون النرويجي: "الجائزة تخص المجتمع الدولي في الأمم المتحدة والدول التي تدعمنا". وأشاد باوتشاري في إطار حديثه بسياسة المستشارة الألمانية ميركل فيما يخص قضايا البيئة لأنها تعاملت مع القضية بمنتهى الجدية على حد قوله.
أما آل جور فقد عبر عن سعادته بهذا التكريم، مؤكداً على إيمانه بأن التغير المناخي أصبح تحدياً عالمياً ملحاً يجب مقاومته، وبأنه ليس قضية سياسية بل أخلاقية في المقام الأول. وأضاف: "أشعر بالفخر الشديد لفوزي بجائزة نوبل، كما أن هذا التكريم اكتسب معناً أكبر لكوني اقتسمت الجائزة مع هيئة علمية تكرس نفسها لتطوير فهمنا لقضية المناخ، وأعضاؤها يعملون بنشاط وتفاني منذ عدة سنوات"، كما أعلن عن نيته التبرع بقيمة الجائزة لمنظمة تعمل في قضايا المناخ.
الاهتمام بالمناخ ومعنى مختلف "للسلام"
رشح آل جور لهذه الجائزة بفضل فيلمه الوثائقي "حقيقة مزعجة"، الذي حذر من عواقب الاحتباس الحراري، وكان قد منح جائزة أوسكار العام الماضي، كما أنه فتح باب المناقشات في الولايات المتحدة الأمريكية حول قضية المناخ. أما الهيئة الحكومية الدولية المعنية بالتغيرات المناخية، فهي تضم حوالي ثلاثة آلاف عالم وخبير اقتصادي وخبراء في علم المحيطات، وتعنى بشكل خاص بمكافحة ظاهرة الاحتباس الحراري وآثارها. وتقاريرها التي تأتي نتيجة مداولات دقيقة بين وفود مختلف الدول تقدم لصانعي القرار السياسيين قاعدة متينة للإطلاع على هذه الظاهرة.
رسالة إلى العالم كله
وقبل الإعلان عن الفائزين، كان من المتوقع أن تختار اللجنة هذا العام أحد الناشطين في مكافحة التغيرات المناخية، حيث اختارت اللجنة هذا العام الربط بين السلام بالمعنى الواسع للكلمة والتغيرات المناخية. كما كانت من بين المرشحين أيضاً الكندية شيلا وات كلوتييه رئيسة مؤسسة إنويت والتي تدافع عن حق السكان الأصليين في القطب الشمالي ليتمكنوا من البقاء.
ومنح الجائزة لال جور والهيئة المعنية بالمناخ من بين 181 مرشحا هذه السنة يهدف إلى توجيه رسالة إلى المجموعة الدولية، قبل أسابيع من مؤتمر بالي الذي ينعقد في ديسمبر/كانون الأول. من المنتظر التوصل خلال هذا المؤتمر إلى اتفاقية جديدة لمقاومة ظاهرة الاحتباس الحراري، بعد انتهاء العمل باتفاقية كيوتو عام 2010.
ألمانيا ترحب بقرار اللجنة
ومن جانبها رحبت الحكومة الألمانية بهذا القرار على لسان وزير البيئة الألماني زيجمار جابريل، الذي أكد أن هذا القرار يضع قضية المناخ في بؤرة الاهتمام العالم. كذلك عبر وزير الخارجية الألماني فرانك فالتر شتاينماير عن أمله في أن يعطي هذا التكريم الدولي دفعة لمقاومة التغيرات المناخية بشكل عملي.
ورحب حزب الخضر في ألمانيا كذلك بهذا القرار، معتبرا أن هذا التكريم بمثابة تشجيع لجهود مكافحة ظاهرة الاحتباس الحراري المؤدية لارتفاع درجة حرارة الأرض. وشددت ريناتا كوناست وفريتس كون ، رئيسا الكتلة البرلمانية لحزب الخضر اليوم الجمعة في برلين على ضرورة الاهتمام بشكل قوي بمشكلات المناخ المتنوعة. وقالت كوناست: "الاحتباس الحراري هو أحد تحديات الأمن والسلام ويتسبب في نزوح اللاجئين والجوع والأمراض المعدية".