ثورة أنشيلوتي الصامتة على إرث غوارديولا!
٧ سبتمبر ٢٠١٦لم يقتصر التغيير الذي يشهده فريق بايرن ميونيخ منذ قدوم المدرب الإيطالي كارلو أنشيلوتي على أسلوب اللعب فقط، بل امتد ليشمل نواح أخرى كانت تسير بطريقة مختلفة خلال فترة المدرب السابق بيب غوارديولا. فبخلاف فلسفة غوارديولا الذي عُرف عنه شغفه بالإشراف الشخصي على كل صغيرة وكبيرة تخص الفريق ومحيطه، يرى أنشيلوتي أن المسؤوليات يجب أن تتوزع على فريق العمل دون الاستسلام لضغط الألقاب.
الابتعاد عن الضغط السلبي
وفي هذا الصدد، قال أنشيلوتي في حوار لصحيفة "دي فيلت" الألمانية "لم يتم التعاقد معي للفوز بجميع الألقاب. أنا هنا للحفاظ على القدرة التنافسية للفريق وإبقائه ضمن أندية النخبة الأوروبية". ويعتبر المدرب الإيطالي أن العمل في أجواء يسودها التفاهم تساعد على تحمل ضغوط المنافسات مما يؤدي إلى تحقيق الأهداف الرياضية المسطرة.
لذلك يحرص أنشيلوتي على الاقتراب من جميع اللاعبين لبناء جسور الود معهم. فبخلاف غوارديولا الذي لم تكن تجمعه علاقة طيبة مع بعض اللاعبين، يبدأ المدرب الإيطالي الحصص التدريبية بإلقاء التحية على جميع اللاعبين مع الحرص على مصافحتهم فردا فردا.
وقد سبق للاعبين دوليين عملوا مع أنشيلوتي في نوادٍ أخرى أن أثنوا على طريقة تعامل المدرب البالغ من العمر 57 عاما معهم، ومن بينهم نجم الكرة السويدية زلاتان إبراهيموفيتش الذي دربه أنشيلوتي عندما كان يشرف على تدريب باريس سان جيرمان.
التواصل مع وسائل الإعلام
وقال إبراهيموفيتش متحدثاً عن أنشيلوتي"بكل بساطة يعرف كيف يتعامل مع الناس"، مضيفا "لم يسبق لأي أحد أن استاء منه. فهو ليس مدربا فحسب، وإنما أيضا صديق. إنه رائع". أمر أكده أيضا مجموعة من لاعبي بايرن ميونيخ مثل ريبيري الذي لم تكن تربطه علاقة طيبة مع مدربه السابق بيب غوارديولا. وبحسب ريبيري، فإن أنشيلوتي هو أفضل مدير فني يصلح لتدريب بايرن ميونيخ.
مجيء أنشيلوتي إلى البيت البافاري، جعل أيضا العلاقة مع وسائل الإعلام تتغير. ففيما كان يعتبر غوارديولا المؤتمرات الصحفية مواعيد مزعجة لابد منها، يرى أنشيلوتي أن هذه اللقاءات فرصة لإبداء التفاعل مع شركاء لا يمكن تصور غيابهم عن المشهد الكروي.
ورغم أن أنشيلوتي صرح في أول مؤتمر صحفي بعد تعيينه على رأس الإدارة الفنية لنادي بايرن ميونيخ بأنه لم يأت إلى ميونيخ لإحداث "ثورة كروية"، إلا أن التغييرات التي أحدثها على مستوى التعامل مع لاعبيه ووسائل الإعلام وأيضا باقتسام مسؤولياته مع فريق عمله تبدو وكأنها ثورة صامتة خارج الملعب على إرث سلفه غوارديولا.