ثماني دول أوروبية تدعو لإعادة النظر في العلاقة مع دمشق
٢٢ يوليو ٢٠٢٤في رسالة موجهة إلى جوزيب بوريل، الممثل الأعلى للاتحاد الأوروبي للشؤون الخارجية والسياسة الأمنية كتب ممثلو ثماني دول أوروبية: "يواصل السوريون مغادرة بلادهم بأعداد كبيرة، ما يشكل ضغطا إضافيا على الدول المجاورة، في فترة تزداد فيه حدة التوتر في المنطقة، الأمر الذي يهدد بتدفق موجات جديدة من اللاجئين".
وتقترح هذه الدول، من بين أمور أخرى، تعيين مبعوث خاص إلى سوريا. ومن شأن ذلك أن يعزز العلاقات الدبلوماسية مع كافة الأطراف السورية، بحسب ورقة مناقشة قدمت في اجتماع وزراء خارجية الاتحاد الأوروبي في بروكسل. وبالإضافة إلى إيطاليا والنمسا، وقعت على الورقة كرواتيا وجمهورية التشيك وقبرص واليونان وسلوفينيا وسلوفاكيا. فيما رفضت ألمانيا الانضمام.
وأبدى منسق السياسة الخارجية بالاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل تحفظاته بعد تقديم الورقة. ولم يستبعد اتخاذ إجراء عملي نيابة عن الشعب السوري، لكنه ذكّر بأن النظام السوري يحتفظ بعلاقات وثيقة مع روسيا وإيران.
وتشير الوثيقة، من بين أمور أخرى، إلى أن الأزمة الإنسانية المستمرة في سوريا تؤدي إلى تفاقم تدفقات الهجرة إلى أوروبا. ويجب على الاتحاد الأوروبي المساعدة في خلق ظروف معيشية إنسانية هناك لضمان العودة الطوعية والآمنة للاجئين. وتهدف الورقة المكونة من عشر نقاط إلى أن تكون مقترحا لـ"سياسة أوروبية واقعية واستباقية وفعالة تجاه سوريا".
آفاق السوريين الراغبين في العودة؟
وفيما يتعلق بالعقوبات التي فرضها الاتحاد الأوروبي في الماضي، جاء في الرسالة أنها لم يكن لها التأثير المطلوب وكان لها تأثير سلبي على عامة السكان أكثر من تأثيرها على صناع القرار. ومن وجهة نظرهم، يمكن للدعم المقدم من القطاع الخاص، من بين أمور أخرى، أن يخلق فرص عمل وآفاق جديدة للأشخاص الذين يرغبون في العودة إلى سوريا.
وفي الأشهر الأخيرة، وصل اللاجئون السوريون على وجه الخصوص بشكل متزايد إلى قبرص وبالتالي إلى الاتحاد الأوروبي. فقد عبر عدد من السوريين من لبنان إلى قبرص في قوارب متهالكة، وتوفي البعض أثناء هذه العملية. وكانت قبرص وسبع دول أخرى في الاتحاد الأوروبي قد دعت بالفعل إلى إعادة تقييم الوضع في سوريا في مؤتمر الهجرة في مايو/أيار.
وجاء في الوثيقة أن جميع المناطق ليست مناطق حرب، بل هناك أيضا مناطق آمنة يمكن للاجئين العودة إليها. وبعد أن وعد الاتحاد الأوروبي بتقديم مساعدات مالية بقيمة مليار يورو للبنان، انخفض عدد الوافدين الجدد من السوريين إلى قبرص في البداية.
وفي ألمانيا، هناك وقف للترحيل إلى سوريا منذ سنوات بسبب الأوضاع التي تمر بها البلاد.
يشار إلى أن الاتحاد الأوروبي قطع علاقاته مع سوريا تحت حكم بشار الأسد في عام 2011، بعد تصاعد القمع إبان المظاهرات الحاشدة ضد النظام في سوريا، ما أدى إلى انجراف البلاد إلى حرب أهلية بمشاركة دولية. وغرقت البلاد في الفوضى والبؤس.
وفي عام 2017، وافق التكتل الأوروبي على عدم التطبيع مع النظام السوري حتى يشارك الأسد في عملية سياسية لإنهاء الحرب بما يتوافق مع قرارات الأمم المتحدة.
وحتى بعد مرور سنوات عديدة، لا يوجد حتى الآن أي حل سياسي للصراع في الأفق. ووفقا لتقديرات سابقة للأمم المتحدة، سيعاني 12.9 مليون شخص من الجوع في البلاد هذا العام. وذهب واحد من كل ثلاثة أطفال إلى المدارس مؤخرا دون تناول وجبة الإفطار، ولم يتمكن ثمانية من كل تسعة أطفال في المدارس من تلبية الحد الأدنى من متطلباتهم الغذائية.
كما عاد بشار الأسد خلال السنوات القليلة الماضية إلى الساحة الإقليمية، واستعاد مقعد سوريا في الجامعة العربية العام الماضي.
ف.ي/أ.ح (د ب ا)