ثلاث سعوديات يخالفن التقاليد ويقدن سياراتهن للمعايدة
٤ سبتمبر ٢٠١١قامت ثلاث فتيات بقيادة سياراتهن خلال أيام عيد الفطر في مدينتين سعوديتين، مبررات تصرفهن بالذهاب لصلاة العيد ومعايدة أقاربهن. ونقلت صحيفة "الحياة" اللندنية في عددها الصادر اليوم، الأحد (4/9)، عن تهاني الجهني تأكيدها أنها "قادت سيارتها خلال أيام العيد، لمعايدة أقاربها، بعد أن ملت انتظار سيارات الأجرة في الشوارع، إضافة إلى ارتفاع راتب السائق الخاص. وقالت الجهني: "لم أجد أمام هذا الموقف، سوى أن أقود سيارتي بنفسي، لقضاء حاجات المنزل، أو زيارة صديقاتي وأقاربي خلال أيام العيد، ولم أتعرض خلالها لأية مضايقات سواء من رجال المرور أو من المواطنين".
كما أكدت المواطنة ابتهال المحمد أنها ذهبت ووالدتها وجاراتها إلى أحد مساجد العيد في جدة غرب المملكة لتأدية الصلاة، ومن ثم العودة إلى منزلهن من دون أن يتعرضن لمضايقات، لافتة إلى أنها لا تزال تقود سيارتها لقضاء حاجات المنزل من دون الاعتماد على السائق. أما طرفة عبد الله، من محافظة الأحساء شرق المملكة، فقالت إنها قادت سيارتها أيام العيد، إذ زارت أقاربها وصديقاتها من دون أن تتعرض لمضايقات من رجال المرور، لافتة إلى أنها تملك رخصة سير عربية ودولية، الأمر الذي شجعها على "خوض تجربة القيادة في بلادها"، على حد تعبيرها.
"مشكلة اجتماعية وليست دينية"
وكانت السلطات السعودية ألقت القبض على ست سيدات بتهمة قيادة سيارات في العاصمة الرياض. ورغم أنه لا يوجد حظر رسمي على قيادة النساء للسيارات بالسعودية، فإن رخص القيادة تصدر للرجال فقط. وقبل شهور كانت الأميرة العنود بنت عبدالله آل سعود، عقيلة الأمير خالد الفيصل، أمير منطقة مكة المكرمة، قد أكّدت لموقع "إيلاف" الإليكتروني السعودي في شهر مايو / أيار هذا العام أن مشكلة قيادة المرأة السعودية للسيارة "اجتماعية وليست دينية كما أكد العاهل السعودي مسبقاً"، مشددةً على أنها لم تقد السيارة يوماً ما، كونها لا تفضل أن تكون من السائقات السعوديات في حال سنحت الظروف للمرأة بالقيادة".
ورفضت الأميرة العنود آل سعود ما توصف به المرأة السعودية من أنها "مكبوتة الطموح" و"عاجزة" عن التميز، مؤكدةً أن أنشطة السعوديات برزت وستبرز أكثر. وجددت دعمها لأي سعودية عاملة تبحث عن كيانها واستقلاليتها، وفقاً لما شرعه لها "دينها الإسلامي". أما الأميرة عادلة، كريمة العاهل السعودي، فقالت في تصريح سابق إنها تتمنى أن تتجاوز السعودية مسألة منع المرأة السعودية من قيادة للسيارات، "إلا أن الأمر ليس بيدي".
وشهدت السعودية خلال الفترة الماضية سلسلة من التغييرات، بخاصة تعيين امرأة في منصب حكومي وتنظيم مؤتمر لم يحظر فيه اختلاط الجنسين. وتستنكر الأميرة عادلة بن عبد الله بن عبد العزيز استمرار منع الاختلاط بين الجنسين في بعض الأماكن في السعودية. وقالت في هذا الصدد: "لماذا لا يمكن للأفراد الحفاظ على احترامهم المتبادل في العمل، كما هو الحال في المستشفيات، وفي الحج؟ يمكن القول أن الأمر سيأتي بالتدريج وبوضع قوانين ضد التحرش".
(س ج / د ب أ)
مراجعة: منصف السليمي