ثالث أيام الانتخابات: ضعف المشاركة وانسحاب حملة صباحي
٢٩ مايو ٢٠١٤رغم إقرار اللجنة العليا للانتخابات تمديد التصويت ليوم ثالث، إلا أن هذا القرار لم يحدث فارقاً في تدفق الناخبين على مراكز الاقتراع، باستثناء بعض الوافدين الذين انزعجوا من توقيع الغرامة عليهم بسبب تكرار الترهيب منها في وسائل الإعلام، مستفيدين من تذاكر النقل العام والقطارات التي منحتها الحكومة للوافدين مجاناً لزيادة المشاركة.
وفي ظل رفض رسمي من كلا المرشحين لقرار التمديد، شهد اليوم الثالث غياباً تاماً لمندوبي حملة المرشح حمدين صباحي في كافة اللجان حفاظاً على سلامتهم، بعد القبض على العديد من وكلائهم في محافظات مختلفة. كما أعلن حزب الدستور انسحاب مراقبيه من محافظات عديدة بسبب التعامل الأمني غير اللائق.
الغرامة واستمرار الاحتفالات
هذا وواصل أنصار عبد الفتاح السيسي احتفالاتهم بالانتخابات الرئاسية ومحاولاتهم حث الناخبين على الإدلاء بأصواتهم، إذ نظم عدد قليل من أنصار السيسي مسيرة بالسيارات في شوارع مدينة حلوان وطالبوا المواطنين بالنزول من خلال مكبرات الصوت وتشغيل أغنية "بشرة خير".
وفي ميدان الإبراهيمية بالقرب من مديرية أمن الإسكندرية، حيث تجولت DW عربية، نظم أنصار السيسي عدة مرات مسيرة بالسيارات التي حملوا عليها مكبرات الصوت، التي صدحت بأغان مؤيدة للجيش، وأطلقوا الألعاب النارية في الهواء، مطالبين الناخبين بالنزول.
كما دعت عدة مؤسسات رسمية المواطنين إلى التوجه لمراكز الاقتراع، إذ تسابق الوزراء والمحافظون إلى الإعلان عن توفيرهم وسائل مواصلات لنقل العاملين في المؤسسات الحكومية إلى لجان الاقتراع. و يقول أحمد سيد، المعروف بـ"جيفارا"، وهو أحد مندوبي حملة حمدين صباحي في مدينة 15 مايو، جنوب القاهرة، لـDWعربية: "اﻹقبال تزايد من قبل الفقراء بسبب خوفهم من الغرامة. والمفترض أن مرشحنا (صباحي) هو مرشحهم".
اعتراضات على التمديد
من جانبه، انتقد المستشار السيد عوض الله، المشرف على لجنة رقم 24 في مدرسة نبوية موسى التجريبية بمنطقة باب شرق، تمديد التصويت ليوم ثالث، مضيفاً، في حديث لـDW عربية: "لم يكن له داع، مع أن هذا من حق اللجنة العليا لتمكين الجميع من التصويت". ويشرح عوض الله بالقول: "هناك قاعدة دستورية ضمنية استقرت في ضمير القانون الدستوري أن الممتنع عن التصويت كأنه يفوض من يذهب للتصويت بالاختيار، فلا عذر له إن قاطع".
لكنه أردف بالقول: "النية حسنة لكن ليس لها تأثير جيد اليوم، إذ لم يصوت اليوم أكثر من 150 فرداً. لكن النسبة اﻹجمالية حوالي 60 في المائة"، حسب تقديره.
وحول إمكانية تفعيل الغرامة على المقاطعين، قال المشرف على اللجنة الانتخابية: "بالتأكيد لن يتم تفعيلها، لأن الغرامة موجودة من تاريخ منح الناخب المصري حق التصويت، ولم تفعّل قبل ذلك".
كما قدّرت المستشارة ميسرة البرادعي، مشرفة اللجنة رقم 20 في مدرسة طريق الحرية بمنطقة اﻹبراهيمية في محافظة اﻹسكندرية، اﻹقبال في اليوم الثالث بالضعيف مقارنة باليومين الماضيين، مضيفة أن "جزء ممن يصوتون من الوافدين، ونسبة التصويت في اللجنة (التي تشرف عليها) تجاوزت الخمسين في المائة بقليل".
مطالبات بانسحاب حمدين
ورغم مطالبة بعض أعضاء حملة حمدين صباحي ومناصريه له بالانسحاب اعتراضاً على قرار اللجنة العليا للانتخابات بتمديد التصويت، أعلن صباحي أنه مستمر في سباق الرئاسة. حول ذلك يعلّق أحمد سيد من حملة صباحي بالقول: "نحن كمندوبين اعترضنا على قرار اللجنة العليا للانتخابات بتمديد التصويت ليوم ثالث". وتابع بأسف: "أنا عن نفسي، فقد تركت اللجنة بعدما علمت بهذا القرار وأعلمت الحملة بقراري قبل إعلانهم قرار انسحاب المندوبين". ويشرح سيد أنه "من الواضح أن الانتخابات تدار بطريقة عسكرية وكل مؤسسات الدولة تعمل لصالح السيسي وضد حمدين صباحي، وﻻ يتم التحقيق في الانتهاكات التي تحدث من جانب حملة السيسي".
كما هاجم سيد المرشح الذي يعمل في حملته لعدم إعلانه الانسحاب الكامل من الانتخابات، مؤكداً: "نحن غير راضين عن رد فعل صباحي وعن البيان الذي أصدره، وننتظر قراراً بالانسحاب".
وقد عقد مؤتمر للقوى الثورية للإعلان عن موقفها من سير العملية الانتخابية، أشارت فيه إلى التجاوزات التي وقعت أثناء التصويت، بالإضافة إلى القبض على عدد من مندوبي حملة حمدين صباحي. وأشار البيان إلى أن "الصدمة المفجعة للثورة المضادة وممثليها، وفي مقدمتهم عبد الفتاح السيسي، هي عزوف الشباب، فانكشفت شعبية السيسي الزائفة وانكسر الصنم قبل أن يتحول إلى إله"، حسب البيان.
في هذا السياق، يقول محمد مصطفى، عضو المكتب السياسي لحركة شباب 6 أبريل، إن فرص الشباب باتت ضعيفة "بسبب الحرب على الشباب، سواءً المعارض أو حتى المؤيد للنظام، وضعف مشاركة الشباب، استكمالاً لما حدث في استفتاء يناير/ كانون الثاني عام 2014". وتوقع مصطفى فشل السيسي، في حالة نجاحه في الانتخابات، في التعامل مع الشباب، موضحاً أن "السيسي لا يملك رؤية لعمل الشباب وحتى لمصر، فهو لن يعوّل على الشباب بل على الجنرالات، لأنه لا يثق في أحد سواهم". ويعتبر مصطفى أن انسحاب صباحي من عدمه لا يفيد، معتبراً أنه (صباحي) "ليس مرشحاً ثورياً".
يشار إلى أن المستشار طارق شبل، عضو اللجنة العليا للانتخابات الرئاسية، قال في تصريحات لقناة "دريم" المصرية إن "غياب مندوبي المرشح الرئاسي حمدين صباحى لن يؤثر على نتيجة الانتخابات ولن يؤجل عملية الفرز".
السلفيون ينتقدون القوى الثورية
وكان غياب القواعد الشعبية السلفية عن التصويت في الانتخابات واضحاً، رغم الجهد الذي بذله التيار السلفي وحزبه "حزب النور" لدعوة أنصاره لانتخاب السيسي.
وهاجم محمد بدر، عضو الحملة المركزية بحزب النور لدعم المرشح المشير عبد الفتاح السيسي، القوى المدنية التي تتهم "حزب النور" بعدم المشاركة، مضيفاً لـDW عربية: "أنا الذي يتهمهم ويتهم كل القوى بعدم التواجد أساساً". وأضاف: "اكتفت (القوى) بالتعامل مع الإعلام فقط بعيداً عن المواطنين، ظناً منهم أنهم يصورون للمواطنين أنهم معهم. هؤلاء مجرد أفراد ليس لهم أي وجود. إنهم يتهمون الحزب الوحيد الموجود فعلاً في الشارع، وأتحدى أي قوى سياسية قامت بعمل ربع ما قمنا به"، حسب بدر.
وتابع عضو "حزب النور" السلفي بالقول: "الحزب يوفر أربعة آلاف سيارة على مستوى الجمهورية لنقل الناخبين إلى لجان الاقتراع، منها 150 سيارة في الإسكندرية ... نحن نعلم أن مرشحنا اقترب من حسم النتيجة، وما يهمنا الآن هو زيادة نسبة المشاركة".
وحول المشاركة النسائية، استمر الحضور النسائي في اليوم الثالث أيضاً. وتعلَق الدكتورة عزة كامل، مديرة مركز وسائل الاتصال الملائمة من أجل التنمية المصريّة والناشطة النسويّة، على حضور العنصر النسائي بالقول: "النساء هن العنصر الأبرز في جميع الاستحقاقات الانتخابية منذ ثورة 25 يناير، وهذا نابع من رغبتهن في التغيير". وتضيف الدكتورة كامل: "كما أنه يتم توظيفهن في بعض الحيان للحشد"، وذلك لضآلة أعداد الناخبين، حسب تفسيرها، "والأجواء التي تركوها من الرقص والغناء".
ومع ختام اليوم الثالث والأخير من الانتخابات الرئاسية، استمرت قوات الجيش والشرطة في تأمين اللجان الانتخابية، وقامت بتفكيك قنبلة في منطقة السيدة زينب.