تيودور هينش: مسيرة فيزيائية مكللة بالانجازات والجوائز
١١ يوليو ٢٠٠٦يعد الفيزيائي الألماني تيودور هينش الذي يشغل حاليا منصب مدير معهد ماكس بلانك الألماني للبصريات الكمية من رواد التحليل الطيفي باستخدام الليزر. اعترافا بأبحاثه وإنجازاته في هذا المجال مُنح جائزة نوبل للفيزياء عام 2005. تنقل هينش من هايدلبيرغ إلى كاليفورنيا عودة إلى ميونخ ليجرى أبحاثه في مجال فيزيائي ميزه وتميز به. حاصلا في مسيرته الناجحة هذه على تكريمات وجوائز كثيرة تقديرا لجهوده في هذا المجال. من جائزة باحث العام 1977 في كاليفورنيا منه إلى جائزة غوفريد فيلهيلم لايبنيتس للأبحاث الألمانية وجائزة الملك فيصل الدولية لأبحاث الليزر حتى جائزة نوبل للفيزياء وغيرها من جوائز كثيرة.
مسيرة نجاح
ولد الفيزيائي تيودور فولفغانغ هينش الذي يطلق عليه أيضا اسم تيد هينش، في 30 تشرين الأول / أكتوبر عام 1941 في مدينة هايدلبيرغ الألمانية. وحصل على شهادة الدكتوراه عام 1969 في جامعة روبريشت كارلز في المدينة ذاتها. وبعد حصوله على منحة دراسية مشتركة من الهيئة الألمانية للتبادل العلمي وحلف شمال الأطلسي توجه إلى آرثر شافلوف في جامعة ستانفورد في ولاية كاليفورنيا الأمريكية. وكان هينش قد تعرف على شافلوف الحامل هو الآخر لجائزة نوبل للفيزياء عام 1981 لإسهامه في تطوير عملية التحليل الطيفي باستخدام الليزر في مدرسة صيفية زارها هينش في سكوتلاندا. وفي هذه الأثناء التي عمل فيها كباحث مساعد في الجامعة بصفة مؤقتة قام بإجراء الأبحاث مع شافلوف في جوانب مختلفة من مجال فيزياء الليزر، وحصل كلاهما على جائزة أفضل باحث في ولاية كاليفورنيا للعام 1973 اعترافا بانجازاتهم في هذا المجال.
ولم يمض سوى عامين فقط حتى حصل هينش على كرسي دراسي في الجامعة نفسها. ولعل من أشهر الطلبة الذين درسوا عند هينش كارل فيمان الذي حصل على شهادة الدكتوراة عام 1977 في جامعة ستانفورد وعلى جائزة نوبل للفيزياء عام 2001، كذلك ستيف جوبز الذي يدير اليوم شركة الكمبيوتر العملاقة Apple. بعد إقامة له في الولايات المتحدة دامت 16 سنة عاد تيودور هينش عام 1986 إلى وطنه ألمانيا ليشغل منصب مدير معهد ماكس بلانك لأبحاث البصريات الكمية ولكي يعمل كبروفيسور في جامعة لودفيغ ماكسيميليان في مدينة ميونخ.
انجازات عظيمة
حقق هينش انجازات رائدة في مجالات عديدة. وهذه حقيقة لا تترك مجالا للدهشة من حصول هينش على جائزة نوبل للفيزياء عام 2005 مع زميلين أمريكيين له. فإن كان زميله الأمريكي روي غلاوبر قد قام بوضع أسس نظرية علم البصريات الكمية، فإن هينش وجون هول قد بينا كيفية ترويض ضوء الليزر. وقد أفلح هينش في السبعينات من التوصل إلى طريقة من أجل تبريد الذرات بواسطة الليزر حتى درجة الصفر تقريبا.
أما ما يعتبر من أكبر إنجازات الفيزيائي الألماني فهو تطويره لما يسمى "المشط الترددي" الذي حصل من أجله على جائزة نوبل للفيزياء عام 2005. والذي يساعد في قياس ترددات الضوء بشكل دقيق للغاية. بعد أن كان لا يمكن قياسها إلا بشكل غير مباشر وذلك عن طريق طول موجاتها. كما وتوصل فضلا عن ذلك إلى جعل الليزر يطلق مئات الآلاف من الألوان دفعة واحدة بدلا من إطلاقه ضوءا لتردد واحد فقط. ولو أردنا ترتيب هذه الألوان لتقابلها أزرار مفردة لكانت هذه الأزرار قريبة قرب أسنان المشط من بعضها البعض، ومن هنا تأتي التسمية "المشط الترددي".