تيمو فيرنر.. من مغضوب عليه إلى مهاجم المستقبل لمنتخب ألمانيا
٥ سبتمبر ٢٠١٧نجح المهاجم تيمو فيرنر (21 عاما)، لاعب لايبزيغ الألماني في تسجيل هدفين في مواجهة المانشافت مع النرويج مساء أمس الإثنين في التصفيات المؤهلة لمونديال روسيا 2018، في مباراة انتهت بفوز ألمانيا 6- صفر. وبذلك يكون فيرنر قد سجل هدفه السادس مع منتخب ألمانيا في ثماني مباريات فقط، وهو أداء يفوق حتى ميروسلاف كلوزه، الهداف التاريخي لكأس العالم، الذي سجل خمسة أهداف فقط في مبارياته الثماني الأولى مع المانشافت.
الثناء حتى من المنافس
تألق فيرنر جاء على ملعب مرسيدس بنز بشتوتغارت، الذي شهد تألقه كناشئ قبل انتقاله عام 2016 إلى ريد بول لايبزيغ، وهي المسألة التي لم يقبلها جمهور فريق شتوتغارت آنذاك. وكانت هناك مخاوف من توجيه السباب له أمس لكن هذا لم يحدث.
وبعد انتهاء مباراة النرويج انهالت عبارات المديح على فيرنر، وقال المدافع ماتس هوميلس إن فيرنر مهاجم رائع يتطور لتوه "لقد أدى مباراة هائلة من جديد على كافة النواحي. لقد سجل هدفين وفتح ثغرات (في صفوف المنافس) بلا حدود."
وكان تيمو فيرنر قد خاض أولى مبارياته الدولية مع المانشافت أمام إنجلترا في مباراة اعتزال لوكاس بودولسكي في مارس/ آذار الماضي، قبل أن يسافر مع يوآخيم لوف إلى كأس القارات ويحصد لقب هداف البطولة، التي فازت بها ألمانيا هذا الصيف. ويتوقع هوميلس أن يكون لدى ألمانيا من خلال فيرنر، "قلب هجوم في منتهى القوة."
ورغم أن فيرنر ينافس الآن قلب الهجوم المخضرم ماريو غوميز (32 عاما)، في التشكيل الأساسي للفريق، إلا أن الأخير، الذي سجل أمس هدفه الـ31 مع المانشافت لا يخفي إعجابه باللاعب الشاب. وعندما نزل بديلا له في الدقيقة 66 أخذ يصفق لفيرنر بحرارة وقال بعدها : "لقد أصابتني قشعريرة وأنا اسمع النداء على اسمه.. وإذا أحرز لنا كأس العالم، فسأكون سعيدا. إن ذهنه صاف لدرجة تجعله عملاقا بكل بساطة، ولذلك فقد فرحت لأجله." وأكد غوميز أن فيرنر "سيكتسح خط الهجوم في ألمانيا وأوروبا في السنوات العشر المقبلة، إذا ما واصل على نفس المنوال."
لعنة الغطسة تطارده ولكن؟
ورغم تألقه وقدراته، التي تعد بأن يكون ورقة رابحة لمنتخب ألمانيا طوال السنوات القادمة؛ فإن جماهير كثيرة لم تنس لتيمو فيرنر قيامه بـ"الغطس" يوم 3 ديسمبر/ كانون الأول 2016، في مباراة لايبزيغ أمام شالكه، وحصوله على ركلة جزاء سددها بنفسه في المرمى، ومن يومها وهناك فئة من الجماهير توجه له أسوأ الشتائم خلال المباريات، التي يشارك فيها، سواء مع لايبزيغ أو المنتخب.
وهذا ظلم، فاللاعب اعترف بخطأه واعتذر عن فعلته ولم يكررها. وقد انتقد المدرب يوآخيم لوف بأشد العبارات تلك القلة، التي تلاحق فيرنر بالشتائم وقال إن هذا "ليس أمرا عادلا ولا مضحكا كما أنه مؤسف وغير محترم." كما تحدث كثير من نجوم ألمانيا السابقين مدافعين عن فيرنر، خصوصا وأنه اعتذر، ومن بينهم ميشائيل بالاك، وأولاف تون، والمدرب برونو لاباديا.
ويقول ماتياس بيكر المعلق بموقع "شبورت 1" الألماني إن عملية "اصطياد الساحرات" هذه يجب أن توضع لها نهاية الآن. ويأمل بيكر أن يمحو ما فعله فيرنر يوم 4 سبتمبر/ أيلول 2017 ما وقع منه يوم 3/12/2016، ويقول "لقد كان 4 سبتمبر هو اليوم، الذي احتفى بفيرنر فيه 60 ألف متفرج في مسقط رأسه، شتوتغارت بسبب تألقه في مباراة تصفيات المونديال أمام النرويج."
صلاح شرارة