توني كروس يشارك الريال في مباراة "حياة أو موت"
١٢ مايو ٢٠١٥باتت مشاركة الدولي الألماني توني كروس شبه مؤكدة في مباراة يوم غد الأربعاء (12 مايو/نيسان 2015) مع فريقه ريال مدريد الإسباني في إياب الدور نصف النهائي لمسابقة الأبطال أمام اليوفي الإيطالي، بعد أن شارك في الحصص التدريبية الأساسية للريال بداية الأسبوع. وكان كروس قد تعرض لكدمة في العضلة الخلفية لفخذه الأيسر أثناء مباراة الليغا التي جمعت بين النادي الملكي وفريق فالنسيا والتي انتهت بالتعادل بهدفين لكل منهما.
الإعلان عن أن إصابة كروس ليست بالخطيرة، كان بمثابة البلسم على قلب كارلو أنشيلوتي المدير الفني للنادي الملكي الذي أعرب عن "سعادته" بعودة النجم الألماني خاصة وأنه بذلك تخلص من مشكل إضافي يؤرقه، حيث إن غياب كروس قد يعني غياب قاطرة التوازن بالنسبة للريال، كما أن أنشلوتي مقتنع أن لا أحد بالفريق الملكي له تمريرات "فائقة الدقة" مثل كروس. كذلك الأمر بالنسبة لصحيفة "آل بايس" الإسبانية التي ذهبت إلى أن غياب هذا اللاعب سيجعل "صناعة لعب الريال تفقد للفاعلية المطلوبة"، ويعني ذلك مشاهدة "القذف بالكرة نحو الأمام" فقط.
بيد أن كروس لم يقم إلا بجزء من الحصص التدريبية يوم الاثنين الماضي، الأمر الذي فتح الباب أمام تكهنات حول عدم جاهزيته لهذا اللقاء خاصة وأن أنشلوتي نفسه أكد جاهزية كريم بنزيمة، الغائب منذ أربعة أسابيع بسبب تعرضه للالتواء في الكاحل دون أن يشير إلى كروس بشكل واضح.
فور تعرضه للإصابة غرد كروس عبر توتير، "لا تقلقوا أنا بصحة جيدة". وأضاف علينا "التحلي بالصبر. نتيجة واحد لصفر كافية لنا، وأتمنى أننا - بدعم من الجمهور- نستطيع قلب الكفة"، في محاولة منه لإذكاء فتيل الحماس داخل "البيرنابيو" معقل الريال. إنه اللاعب المتعطش للألقاب بعد أن فاز مع بايرن باللقب القاري في موسم 2013، والعالمي مع منتخب بلاده في البرازيل 2014، وهو الآن يسعى إلى الاستمرار في هذا المسار مع ريال مدريد في نهائي سيقام على أرض بلاده وتحديدا في السادس من الشهر القادم على عشب الملعب الأولمبي للعاصمة برلين.
ريال يتطلع إلى نجاح تاريخي
عانى المدير الفني للريال الأمرين في الآونة الأخيرة وتحديدا منذ إصابة لاعب وسطه الدولي الكرواتي لوكا مودريتش. الإصابة أنهت موسمه مبكرا ما انشلوتي مضطرا للتضحية بقطب دفاعه سيرخيو راموس كلاعب وسط، فنجح في رهانه أمام جاره ووصيفه اتلتيكو مدريد في إياب ربع النهائي، غير أنه خيب الآمال في ذهاب دور الأربعة أمام "السيدة العجوز".
وسيكون انشيلوتي مطالبا بمراجعة تخطيطاته لجهة التشكيلة وتحديدا خط الوسط مع عودة نجم يوفنتوس الدولي الفرنسي بول بوغبا أحد أهداف النادي الملكي في الموسم المقبل، بعد تعافيه من الإصابة. أنشلوتي بات الآن مطالبا بالفوز على اليوفي لإنقاذ موسمه، حيث أصبح الحديث عن مباراة "حياة أو موت" خاصة وأن ريال مدريد خرج خالي الوفاض من مسابقة الكأس المحلية، وانهارت فرصه لانتزاع لقب الليغا بعد تعادله السبت مع فالنسيا، ما رفع الفارق بينه وبين غريمه برشلونة المتصدر إلى أربع نقاط ، وذلك قبيل مرحلتين من ختام البطولة.
وإذا كان كروس محقا في تأكيده على أن هدفا دون رد يشكل نتيجة كافية لقلب الكفة على اليوفي الفائز في ذهاب الدور بهدفين مقابل هدف، إلا أن الأمل في الاحتفاظ بمرمى خالٍ من الأهداف هو تصور ضعيف، نظرا للأداء الهجومي الرفيع الذي قدمه اليوفي في ذهاب الدوري أمام تراجع واضح في مستوى أداء الريال في الأسابيع الأخيرة. اليوفي سيدخل أيضا هذه المباراة محملا بموجة من الحماسة النابعة مما حققه على أرضه. وهذا ما جعل المايستر بيرلو يتوعد بالقول إن فريقه "بعث" برسالة واضحة من تورين مفادها "نحن هنا ونريد الذهاب إلى النهائي! وعلينا أن نعيد مرة أخرى أداءنا القوي في مدريد".
وإذا ما نجح الريال بالفعل في التأهل لنهائي برلين، فإنه سيكون التأهل الرابع عشر في تاريخه لنهائي المسابقة، كما سيكون أول فريق يحتفظ باللقب في الصيغة الحديثة للمسابقة القارية الأم.