Wie Nachrichten aus Nordafrika und dem Nahen Osten um die Welt gehen
٥ مايو ٢٠١١ترمز شخصيات مثل سليم عمامو إلى التحولات الجارية في تونس، لاسيما أن أشخاصا مثله كان ينظر إليهم إبان النظام السابق كأعداء للدولة. وقد تعرض عمامو، وهو مدون وناشط في الانترنت، لعقوبة السجن بسبب دفاعه عن حرية التعبير والديمقراطية. وبعد إطلاق سراحه عُيّن وكيل وزارة الشباب والرياضة في الحكومة الانتقالية التي ستقود البلاد إلى انتخابات نيابية حرة.
وقد عجل كل من الانترنت وشبكات التواصل الاجتماعية من سقوط نظام الديكتاتور زين العابدين بن علي على حد تأكيد سليم عمامو في حلقة نقاش عُقدت في برلين بمناسبة اليوم العالمي لحرية الصحافة. وقد شارك في حلقة النقاش التي انعقدت تحت عنوان"نهاية الاستبداد ـ أنباء من شمال أفريقيا والشرق الأوسط"، ممثلون عن اتحاد ناشري الصحف الألمانية، واتحاد الصحافيين الألمان ومنظمة "مراسلون بلا حدود".
إرساء أسس جديدة للعمل الصحفي
وقال عمامو في مداخلته إن تحرير الصحافة من القيود لا يكفي لوحده "لأن الرقابة على وسائل الإعلام التقليدية كان جزءا من منظومة الفساد في تونس، والنظام السابق كان يرشي الصحافيين أيضا الذين عليهم البدء من الصفر من جديد". ولفت عمامو إلى أنه يتوقع أن يكون هذا التحول "عملية تعلم طويلة بعد عقود من ممارسة الإعلام الدعائي الحكومي الذي ترك بالطبع آثارا عميقة ".
وأضاف الناشط السياسي التونسي أنه حتى يتمكن المرء من إرساء قطاع ناشط للصحافة ووسائل الإعلام الأخرى "لا بد من إصلاح كامل النظام، وهذا يتطلب وقتا". ولفت إلى مسألة أن وسائل الإعلام أصبحت الآن حرّة، بيد أن الصحافيين غير قادرين حاليا على التعامل مع هذه الحرية بصورة صحيحة لأنهم اعتادوا منذ سنوات عديدة على تلقي الأوامر، حسب تعبيره. وأضاف أن عليهم الآن تعلم العمل الصحافي من جديد.
ووافق الخبير في شؤون الشرق الأوسط ومستشار الحكومة الألمانية، ميشائيل لودرز على كلام المسؤول التونسي مشيرا إلى أن الأمر يتعلق بتغيير العقلية. وأضاف أن مسألة قيام شخص باتخاذ القرارات وتحديد طرق العمل "مسألة متجذرة بعمق في الإنسان، وهذا التفكير سلطوي يتوجب تغييره، لكن الأمر يحتاج إلى وقت بالطبع".
"قوى النظام القديم لا تزال فاعلة"
وتبدو الصعوبة في تعزيز حرية الصحافة في تونس في كلام المدافعة عن حقوق الإنسان سهام بن سدرين التي لاحقها نظام بن علي مما اضطرها للهرب إلى المنفى. فهي لا تزال تنتظر الحصول على رخصة لإنشاء راديو "كلمة" يبث عبر الانترنت. وقالت إن قوى النظام القديم لا تزال فاعلة على ما يبدو، ومبادرات الصحافيين الشباب تواجه عدة صعوبات.
وتابعت بن سدرين أن الأمر يتعلق بمحطات إذاعية وتلفزيونية صغيرة على الانترنت يؤسسها أشخاص يملكون بالكاد الوسائل اللازمة لتسييرها، وهم يقومون بعمل ممتاز لكنهم يواجهون ملاحقات من جانب الشرطة.
وأضافت أن معظمهم تعرض للاعتقال كما أحيل بعضهم إلى المحاكمة لأسباب لا أساس لها من الصحة. وحذرت في هذا المجال "من قوى في الحكومة لا مصلحة لها في إنجاح دمقرطة البلد ووسائل الإعلام".
لكن، وعلى الرغم من كل العوائق القائمة في تونس، يمكن أيضا تسجيل تقدم حاصل على الأرض. وتساهم مؤسسة "دويتشه فيلّه" بدورها في هذا المجال من خلال اتفاقات التعاون التي وقعتها مع وسائل الإعلام الحكومية والخاصة، الأمر الذي أثنت عليه سهام بن سندرين وسليم عمامو ورحّبا به.
مارسل فورستيناو/اسكندر الديك
مراجعة: طارق أنكاي