تونس: استقالة المبزع والغنوشي من حزب الرئيس المخلوع
١٨ يناير ٢٠١١قدم الرئيس التونسي بالنيابة فؤاد المبزع والوزير الأول محمد الغنوشي اليوم الثلاثاء(18 يناير/كانون الثاني) استقالتهما من حزب الرئيس المخلوع زين العابدين بن علي، بحسب ما أعلنت وكالة الأنباء التونسية الرسمية. وأوضح المصدر نفسه أن استقالة كلا من فؤاد المبزع ومحمد الغنوشي من التجمع الدستوري الديمقراطي" تأتي لما وصف بأنه "تجسيد للقرار المعلن من رئيس الوزراء الاثنين بخصوص فصل الدولة عن الأحزاب".
وجاءت الاستقالات في الوقت الذي واصل فيه عشرات الآلاف من المواطنين التظاهر من أجل المزيد من الإصلاحات، وخرج المتظاهرون في العاصمة تونس وفي مدن صفاقس وتطاوين ومدنين إلى الشوارع للاحتجاج على مواصلة الحزب الديمقراطي الدستوري الاحتفاظ بقبضته على السلطة. وأطلقت شرطة مكافحة أعمال الشغب الغاز المسيل للدموع واعتدوا على المتظاهرين في تونس بالهراوات.
وإلى العاصمة تونس وصل اليوم منصف المرزوقي زعيم حزب المؤتمر من أجل الجمهورية( محظور) من منفاه في باريس، ودعا المرزوقي ب"إسقاط الدكتاتورية بعد أن أُسقط الدكتاتور"، كما أعلن عزمه الترشح للانتخابات الرئاسية المقبلة.
التجمع يطرد بن علي و6 من أتباعه
كما أعلنت الوكالة أن التجمع الدستوري الديمقراطي قرر"تبعا للتحريات التي تمت على مستوى الحزب إثر الأحداث الأخيرة، التي مرت بها البلاد، "طرد بن علي وستة من أقرب مساعديه من صفوفه." وشمل القرار إضافة إلى الرئيس المخلوع بن علي، كلا من عبد العزيز بن ضياء وزير الدولة السابق والمستشار لدى رئاسة الجمهورية وأحمد عياض الوذرني (مستشار الرئاسة) وعبد الوهاب عبد الله (مستشار الرئاسة) ورفيق بالحاج قاسم وزير الداخلية السابق وبلحسن الطرابلسي ومحمد صخر الماطري عضوي اللجنة المركزية للتجمع وصهري بن علي.
وتأتي هذه التطورات على خلفية احتجاجات شديدة في تونس على تركيبة حكومة الوحدة الوطنية الانتقالية التي أعلنت الاثنين وضمت ثمانية أعضاء من فريق بن علي جميعهم أعضاء في التجمع الذي حكم البلاد بشكل انفرادي طوال 23 عاما.
مطالب بإبعاد "التجمعيين" من الحكومة
وفي تطور سابق اليوم، امتنع أربعة وزراء، بينهم وزير من المعارضة، في حكومة تقاسم السلطة الانتقالية الجديدة بتونس عن أداء اليمين اليوم الثلاثاء خلال مراسم أداء الحكومة التونسية للقسم. وتنحى ثلاثة وزراء من الاتحاد العام للشغل في وقت سابق اليوم الثلاثاء، بينما تغيب الوزير الرابع وهو مصطفى بن جعفر، زعيم التكتل الديمقراطي من أجل العمل والحريات عن مراسم أداء اليمين.
ونقلت وكالة الأنباء الألمانية (د.ب.أ) عن مصادرمن حزب التكتل الديمقراطي من أجل العمل والحريات أن بن جعفر رفض الانضمام إلى الحكومة احتجاجا على تأييدها لحزب التجمع الديمقراطي الدستوري، الذي يُنظر إليه على نطاق واسع على أنه فاسد. وكان الوزير الأول محمد الغنوشي قد دافع في وقت سابق على إعادة تعيين الوزراء الأعضاء في حزب التجمع الديمقراطي الدستوري بقوله إن"أياديهم نظيفة ويتميزون بالكفاءة". وقال الغنوشي لإذاعة أوروبا الفرنسية إنهم احتفظوا بحقائبهم الوزارية "لأننا نحتاج إليهم في هذه المرحلة" مرحلة بناء الديمقراطية".
وجاء في بيان لحزب التجديد المعارض، نقله التلفزيون التونسي الحكومي اليوم الثلاثاء، أنه قد هدد بالانسحاب من الحكومة الائتلافية إذا لم يتخل الوزراء من حزب الرئيس المخلوع زين العابدين بن علي عن عضوية الحزب. وذكر البيان أن الوزراء يجب أيضا أن يعيدوا إلى الدولة كل الممتلكات التي حصلوا عليها من خلال حزب التجمع الدستوري الديمقراطي الذي كان يتزعمه بن علي.
عودة معارضين من المنفى
وسجلت اليوم الثلاثاء عودة عدد من المنفيين التونسيين ومن أبرزهم منصف المرزوقي، زعيم حزب المؤتمر من أجل الجمهورية، الذي استقبله نحو 200 شخص من مؤيديه في مطار تونس قرطاج الدولي.
وكان المرزوقي فر من تونس في التسعينات. وعاد إليها قبل ثلاث سنوات لكنه غادر البلاد مرة أخرى بعد شهرين من ذلك قائلا انه لا يمكنه أن يعمل بسبب مضايقات السلطات. كما عاد كمال الجندوبي، الناشط التونسي في مجال حقوق الإنسان، إلى تونس بعد 16 عاما قضاها في المنفى الفرنسي.
وفي تطور آخر، نقلت وكالة فرانس برس عن علي العريض، القيادي في حزب النهضة الإسلامي المحظور في تونس، قوله بأن حزبه "ينوي تقديم مطلب ترخيص" ليصبح "طرفا مثل باقي الاطراف" السياسية في تونس.
(ش.ع / د.ب.أ ، أ.ف.ب ، رويترز)
مراجعة: منصف السليمي