توتر جديد.. تركيا تعتقل "متهمين" باختطاف معارض إيراني
١٤ ديسمبر ٢٠٢٠قالت السلطات التركية اليوم الاثنين (14 كانون الأول/ديسمبر 2020) إنها اعتقلت 11 شخصاً لمشاركتهم في خطف وتهريب معارض إيراني مطلوب في طهران فيما يتعلق بهجوم دموي وقع عام 2018 في جنوب غرب إيران. وقال مسؤول بارز إن حبيب الكعبي وهو زعيم انفصالي إيراني من طائفة الأحواز العربية اختطفته شبكة تعمل "لصالح جهاز المخابرات الإيراني" بعد أن استدرجته عميلة للمخابرات الإيرانية للسفر إلى تركيا.
وذكرت وسائل إعلام حكومية إيرانية في تشرين الثاني/نوفمبر أن ضباطاً من وزارة المخابرات الإيرانية اعتقلوا الكعبي للاشتباه بتورطه في هجوم عام 2018 على عرض عسكري أسفر عن مقتل العشرات دون أن توضح متى أو كيف اعتقل.
وقال المسؤول التركي إن الكعبي المقيم في السويد استدرج للسفر إلى تركيا لمقابلة امرأة غير معروفة له تعمل لدى المخابرات الإيرانية وهو لم يكن على علم بذلك. وتابع المسؤول أنه عندما وصل إلى إسطنبول ذهب إلى مكان اللقاء حيث تم تخديره وتقييده.
وقالت شرطة إسطنبول إنه نقل إلى إقليم فان في شرق تركيا ثم إلى إيران عبر الحدود. وكشفت الشرطة عن قيامها بإلقاء القبض على 11 شخصا قبل أسبوعين.
وكانت صحيفة واشنطن بوست أول من نشر رواية خطف الكعبي. ولم يرد على الفور تعليق من إيران.
سوابق
يأتي الإيقاع بالكعبي بعد عام من مقتل معارض إيراني آخر هو مسعود مولوي وردنجاني بالرصاص في أحد شوارع إسطنبول. وقال مسؤولان كبيران لرويترز إن ضباط مخابرات في القنصلية الإيرانية في تركيا حرضوا على قتله.
وقالت قناة (سي.إن.إن ترك) التلفزيونية التركية إن عملية اعتقال الأحد عشر المشتبه بأنهم أوقعوا بكعبي كان من أسبابها أيضاً الإيقاع بشخصيات معارضة إيرانية أخرى.
وقال التلفزيون الرسمي الإيراني إن إيران نفذت يوم السبت حكم الإعدام في الصحفي المعارض روح الله زم الذي أدين بالتحريض على العنف خلال احتجاجات مناوئة للحكومة في عام 2017. وتم الإيقاع بزم في عام 2019 بعد أن عاش في المنفى في فرنسا. وأثار إعدام زم غضباً في أوروبا.
وقالت (سي.إن.إن ترك) إن وكالة المخابرات التركية توصلت إلى أن هناك عمليات إمساك بمعارضين، من بينها عملية الكعبي، قام بها أفراد شكلوا شبكة المخابرات الإيرانية في تركيا ويرتبطون بتاجر المخدرات الإيراني المدان ناجي شريفي زنداشتي.
وقالت صحيفة حريت التركية إنه تم استدراج الكعبي إلى إسطنبول باستخدام زوجته السابقة التي طلبت أن تراه ووعدت بتسديد ديون له. وأضافت أن أشخاصاً مرتبطين بزنداشتي وضعوه هناك في حافلة صغيرة وأعادوه إلى إيران.
اقرأ أيضاً: خوزستان أم عربستان؟ عرب إيران والبحث عن الهوية
وأعلنت المقاومة الوطنية الأحوازية، وهي حركة معارضة عربية في إيران تسعى لإقامة دولة مستقلة في إقليم خوزستان (عربستان) الغني بالنفط في جنوب غرب إيران، مسؤوليتها عن هجوم 2018 الذي أودى بحياة 25 نصفهم تقريباً من الحرس الثوري.
وقبل أيام أثارت قصيدة اقتبس الرئيس التركي رجب طيب أردوغان بعض أبياتها أزمة دبلوماسية بين إيران وتركيا. وتشير قصيدة "آراس، آراس" إلى تقسيم منطقة استيطان الأذربيجانيين على طول نهر آراس، والذي يشكل اليوم الحدود الإيرانية الأذربيجانية. ورأت إيران في ذلك تعدياً على حقوقها السيادية على محافظاتها الشمالية.
بيد أن الرئيس الإيراني حسن روحاني قال اليوم الاثنين إنه تمت تسوية الخلاف بين إيران وتركيا بسبب القصيدة التي ألقاها الرئيس التركي أردوغان.
خ.س/أ.ح (رويترز، د ب أ)