تواصل العنف في سوريا وسط انتقادات للأسد حتى من روسيا
١٤ مارس ٢٠١٢تواصل الأربعاء مسلسل العنف في عدة مناطق سورية، ما أسفر، حسب مصادر المعارضة السورية، وتحديدا الهيئة العامة للثورة السورية عن سقوط 75 شخصا. بينما تحدثت مصادر أخرى عن سقوط مابين 37 و 44 شخصاً من بينهم عشرون في درعا في جنوب البلاد، في وقت واصلت فيه القوات السورية حملة الدهم والاعتقالات في مدينة ادلب التي سيطرت عليها بشكل كامل بعد انسحاب "الجيش السوري الحر"، من المدينة. لكن يلم يتم التأكد من صحة هذه المعلومات من مصادر مستقلة.
وفيما نقلت وكالة رويترز عن نشطاء معارضين أن القوات الحكومية قصفت المباني بالدبابات والمدفعية المضادة للطائرات، ذكرت وكالة الأنباء الألمانية نقلا عن الناشط رامي الإدلبي تأكيده أن قوات النظام السوري تشن حملة اعتقالات واسعة في إدلب، موضحا أن نحو مئة رجل وامرأة اعتقلوا.
في هذه الأثناء قالت منظمة العفو الدولية إن السوريين الذين احتجزوا خلال الانتفاضة تعرضوا لتعذيب واسع النطاق يصل إلى حد جرائم ضد الإنسانية، مطالبة بإحالة ملف سوريا إلى المحكمة الجنائية الدولية.
كاميرون يحذر من "الحرب الأهلية"
على الصعيد الدولي حثت المستشارة الألمانية أنغيلا ميركل مجلس الأمن على اتخاذ موقف واضح وموحد تجاه نظام الأسد وما يمارسه من قمع تجاه شعبه. وقالت خلال مؤتمر صحفي مشترك مع حمادي الجبالي، رئيس وزراء تونس، الأربعاء في برلين: "ما نحتاجه هو بيان واضح من مجلس الأمن"، مشيرة إلى أن هذا أيضا هو ما تريده جامعة الدول العربية.
من جانبه دعا رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون الأربعاء إلى إجراء تحول سياسي يطيح بالرئيس السوري بشار الأسد وإلى ممارسة "أقوى الضغوط الممكنة على من يقاومون التغيير، بأيmتكاليف". وقال كاميرون إلى جانب الرئيس باراك أوباما في البيت الأبيض "ما نريده هو السبيل الأسرع لوقف المجزرة، أي العملية الانتقالية بدلا من الثورة أو الحرب الأهلية. لكن إن استمر الأسد فإن النتيجة ستكون الحرب الأهلية والثورة". أما الرئيس الأمريكي باراك أوباما فقال إن بشار الأسد سيرحل مهما حصل. وقال أوباما "في الوقت الذي يستمر فيه النظام وقوات الأمن بتسجيل عمليات انشقاق، تزداد قوة المعارضة أكثر فأكثر. (...) بشار الأسد سيترك الحكم".
موسكو تنتقد تأخر الأسد في الإصلاحات
من جانبها وفي موقف نادر الحدوث انتقدت روسيا الرئيس السوري بسبب "التأخر الكبير" في تطبيق الإصلاحات، وحذرت دمشق من خطر تفاقم الأزمة في حال لم يصغ النظام لنصائح حليفه الروسي. وقال وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف خلال جلسة أسئلة وأجوبة في مجلس الدوما (البرلمان) إن "جميع نصائحنا للأسف لم تترجم بأفعال، ولم تطبق في الوقت المطلوب".
وأضاف الوزير الروسي الذي عرف بدفاعه الدائم عن النظام السوري أن الأسد "اعتمد إصلاحات جيدة من شأنها تجديد النظام والانفتاح على التعددية، ولكن ذلك تأخر كثيرا". وأكد الوزير الروسي أن اقتراح بدء حوار وطني في سوريا جاء أيضا "متأخرا"، مشيرا إلى أن هذا "الجمود" يمكن أن "يبتلع الجميع في النهاية".
كوفي عنان يطلع مجلس الأمن على نتائج مهمته
وتأتي هذه التصريحات في الوقت الذي أعرب فيه مبعوث الأمم المتحدة والجامعة العربية الخاص إلى سوريا، كوفي عنان، عن عدم ارتياحه للرد الذي تلقاه من دمشق في أعقاب اجتماعه بالرئيس السوري بشار الأسد مطلع الأسبوع. وقال المتحدث الأممي مارتن نسيركي بمقر المنظمة الدولية في نيويورك إن عنان تلقى "ردودا من السلطات السورية ولكن لديه أسئلة يريد لها إجابات".
لكن دمشق قالت إنها ردت على مقترحات عنان "بطريقة توضيحية تبين رؤيتها" لتطبيق هذه المقترحات، معتبرة أن "الرد السوري موضوعي للغاية"، حسب تعبير المتحدث باسم الخارجية السورية جهاد مقدسي.
ومن المنتظر أن يطلع عنان مجلس الأمن الدولي يوم الجمعة على نتائج مهمته في سوريا، ويتوقع مراقبون أن يكون تقييم عنان حاسما بالنسبة إلى مساع استصدار قرار بشأن سوريا من مجلس الأمن.
(ع.ج/ أ ف ب، د ب أ، رويترز)
مراجعة: أحمد حسو