"داعش" في غرب إفريقيا يعلن أن زعيم بوكو حرام "قتل نفسه"
٧ يونيو ٢٠٢١ذكر "تنظيم الدولة الإسلامية" بغرب أفريقيا في تسجيل صوتي أن زعيم جماعة بوكو حرام المنافسة للتنظيم في نيجيريا أبوبكر شيكاو توفي. وقال شخص يزعم أنه أبو مصعب البرناوي، زعيم "ولاية غرب أفريقيا" التابعة للتنظيم، في التسجيل الصوتي إن شيكاو توفي في حدود 18 مايو/ أيار بعد تفجير عبوة ناسفة عندما لاحقه مقاتلو الولاية في أعقاب معركة.
وقال المتحدث باللغة الكانورية في التسجيل إن "شكوي.. قتل نفسه بتفجير عبوة ناسفة". وحصلت فرانس برس على التسجيل من المصدر نفسه الذي ينقل لها عادة رسائل التنظيم. وأوضح تنظيم الدولة الإسلامية في التسجيل أنه أرسل مقاتلين إلى جيب بوكو حرام في غابة سامبيسا، فعثروا على شكوي داخل منزله واشتبكوا معه في معركة بالأسلحة النارية. وقال المتحدث ان شكوي "تراجع من هناك وفر الى الغابة لمدة خمسة أيام. لكن المقاتلين واصلوا البحث عنه وتعقّبه إلى أن يتمكنوا من تحديد مكانه".
وأبلغ شخصان على معرفة بالبرناوي بأن الصوت الذي في التسجيل هو لزعيم ما يسمى بـ"ولاية غرب أفريقيا بالدولة الإسلامية".
وذكر تقرير للمخابرات النيجيرية، نشره مسؤول حكومي وباحثون معنيون بجماعة بوكو حرام، أن شيكاو مات. وفي الشهر الماضي، قال الجيش النيجيري إنه يحقق في مقتل شيكاو المزعوم الذي أوردته وسائل الإعلام النيجيرية والأجنبية. والبيان الصوتي، الذي حصلت عليه وسائل الإعلام المحلية أولا، هو أول تأكيد من تنظيم "الدولة الإسلامية" في غرب أفريقيا لمقتل منافسها اللدود في منطقة بحيرة تشاد.
ويبدي المحللون قلقهم حيال تصاعد نفوذ تنظيم "الدولة الإسلامية" في غرب إفريقيا الذي يبدو على وشك استيعاب مقاتليبوكو حرام والسيطرة على معاقل الحركة السابقة، إذ يعني ذلك أنه بات يسيطر على منطقة أوسع وأن لديه عددا أكبر من المقاتلين ومزيدا من الاسلحة. كما أن المعارك بين بوكو حرام و"تنظيم الدولة الإسلامية" كانت تصب في صالح الجيش النيجيري.
ورأت "بيكافي كونسالتينغ"، شركة تقييم المخاطر المتخصصة في شؤون إفريقيا، في مذكرة أنه "إذا أقنع تنظيم الدولة الإسلامية في غرب إفريقيا قوات شكوي بالانضمام إليه، فسوف يسيطر على غالبية القوى المعادية، كما سيكون له حضور في القسم الأكبر من المناطق الخارجة عن سيطرة الحكومة في شمال شرق البلاد".
غير أنه سيتحتم على الأرجح على تنظيم "الدولة الإسلامية" أن يقنع أو يقاتل فصائل أخرى من بوكو حرام موالية لشكوي لا تزال تسيطر على معاقل بارزة ولا سيما على جانبي الحدود مع الكاميرون في غووزا وبولكا، فضلا عن جبال ماندارا وحتى في النيجر. وأوضح مصدر أمني "الأمر قد لا يكون حسم، سيتحتم على تنظيم الدولة الإسلامية إرضاخ هذه المجموعات أو إقناعها بالانضمام إليه لتوطيد سيطرته بشكل تام".
وانسحب الجيش النيجيري منذ 2019 من عدد من القرى والقواعد ذات أهمية محدودة وتحصن في "معسكرات معززة"، وفق استراتيجية تواجه انتقادات إذ تسمح للجهاديين بالتنقل بحرية في المناطق الريفية. وبعد سيطرة تنظيم الدولة على غابة سامبيسا، وجه رسائل إلى سكان منطقة بحيرة تشاد في المنطقة الحدودية بين نيجيريا والنيجر والكاميرون وتشاد، مرحبا بهم في أرض "الخلافة" التي أعلنها، على ما أوضح سالاو أرزيكا، الصياد في بلدة باغا على ضفاف البحيرة. ويشهد شمال شرق نيجيريا تمردا منذ أكثر من عشر سنوات بدأ بهجمات شنتها جماعة بوكو حرام في 2009 وأسفر عن سقوط أكثر من أربعين ألف قتيل ونزوح مليونا شخص.
ح.ز/ ع.ج.م (رويترز/ أ.ف.ب)