تنافر أم انسجام؟ ماذا لو جاور سانشيز مواطنه فيدال في بايرن؟
٩ مايو ٢٠١٧يسعى بايرن ميونيخ لضم مهاجم جديد في مركز رأس الحربة، وتزعم وسائل إعلام بريطانية عن حدوث مشاورات بالفعل بين بايرن ميونيخ ومهاجم أرسنال أليكسيس سانشيز (28 عاما)، فالمهاجم التشيلي، المتعدد المواهب يمكنه أن يلعب في مراكز مختلفة، وينتهي عقده مع أرسنال في صيف 2018.
ويعتقد ماوريسيو روخاس، المحلل الرياضي التشيلي أن "أيام سانشيز في أرسنال انتهت." وكتب في موقع "تي زد" الألماني أن النهاية جاءت تحديدا في ملعب اليانز أرينا، معقل بايرن ميونيخ، عندما عبر سانشيز بحركات تنم عن اليأس تجاه غياب "الإرادة" لدى زملائه في فريق أرسنال، خلال المباراة التي انتهت بنتيجة 5-1 لصالح بايرن.
إذا صح ما يقال عن مباحثات بين بايرن وسانشيز وتعاقد البافاري فعلا من اللاعب فسيصبح لدى بايرن لاعبان من تشيلي لديهما دوران رئيسيان في الفريق هما سانشيز وأرتورو فيدال (29 عاما) لاعب خط الوسط. الأمر هنا لا يتعلق بلاعبين عاديين وإنما "بعامودي المنتخب الفائز لتشيلي لأول مرة في تاريخها بلقب كوبا أميركا"، يقول روخاس.
تواجدهما معا يثير المشاكل، ولكن؟
الصحافة التشيلية بدورها ترى أن تواجد سانشيز مع فيدال في نفس النادي يمثل إشكالية. ويوضح المحلل الرياضي التشيلي ماوريسيو روخاس أن فيدال وسانشيز هما اللاعبان صاحبا أكبر شخصيتين في كرة القدم التشيلية في السنوات العشر الأخيرة. وأنهما شخصيتهما شديدتا التباين، إضافة إلى أنهما من ينشران بين زملائهما في غرفة تبديل الملابس روح تحدي اليأس وصوت كل واحد منهما له ثقل كبير "ورأيهما مسموع، لدرجة أنه يحدث أحيانا صدام بينهما، لكن حتى الآن بدون عواقب بعيدة المدى"، يؤكد روخاس.
لكن ما يحدث بينهما في غرفة تبديل الملابس بسبب تناقض شخصيتهما لم يسبق أن كانت له أثار سلبية حتى الآن فوق أرض الملعب سواء فيما يخص سير المباريات أو نتائجها. بل على العكس هناك انسجام بينهما عموما خلال اللعب. فمثلا فيدال كلاعب خط وسط يمرر إلى سانشيز كمهاجم كرات داخل منطقة جزاء الخصم ليحاور سانشيز ويسجل. وفي المقابل يتبادل سانشيز معه الكرات للخلف ليقوم فيدال من جديد بتشكيل خطورة على مرمى الفريق المنافس. ويرجع المحلل الرياضي التشيلي، في مقاله بموقع "تي زد" الألماني، أسباب انسجام سانشيز وفيدال فوق أرض الملعب إلى لعبهما سويا في نادي كولو كولو التشيلي عام 2006/2007 ثم لعبهما من بعد مع منتخب بلدهما، حيث بدأ سانشيز مع المنتخب عام 2006 وبعدها بعام انضم فيدال للفريق التشيلي.
الخطر هو غوارديولا؟
لكن طريقة إدارة النادي البافاري لا يمكن أن تسمح لأي لاعب كان أن يصطدم بزملائه باستمرار في غرفة تبديل الملابس حتى لو كان قادما من أمريكا الجنوبية حيث الحماس والانفعال يلعبان دورا حاسما في أداء اللاعبين. ففي بايرن هناك ريبيري، الذي ينفعل من حين لآخر لكن في النهاية يسير وفقا لقواعد النادي البافاري وأهمها احترام النظام وطاعة المسؤولين.
السبب الأهم، الذي ربما لا يجعل بايرن يكمل صفقة سانشيز إن كان قد بدأ فيها فعلا هو مدربه السابق بيبب غوارديولا. فطبقا لحديث وسائل الإعلام يريد المدرب الإسباني الحصول على خدمات سانشيز، الذي كان غوارديولا يدربه في برشلونة، لتقوية هجوم مانشستر سيتي. وبعد أن كان يقال إن التعاقد مع أليكسيس سانشيز لا يزيد عن 40 مليون يورو، أصبحنا الآن نقرأ أن أرسنال يريد 60 بل وحتى 65 مليون يورو للتنازل عن اللاعب التشيلي، وهو رقم لم يسبق لبايرن ميونيخ أن دفعه في لاعب من قبل. أما بالنسبة لمان سيتي فإن مبلغا كهذا لا يمثل أي مشكلة.
ويقول ماوريسيو روخاس إن سانشيز ليس موهبة شابة واعدة يبحث عنها بايرن وإنما لاعب لديه قدر كبير من الخبرة والرغبة في الفوز، تماما مثل فيدال. "وهنا تماما توجد الميزة، لأن وجوده (سانشيز) مع المحارب (فيدال) سيجعل من بايرن ميونيخ فريقا بطبيعة شديدة النهم تماما (لتحقيق الفوز)."