EMS-Training
٦ يناير ٢٠١٢استوديو رشاقة صغير وسط مدينة كولونيا، لا يتسع إلا لشخصين يتدربان تحت إشراف مدرب، يراعي متطلبات كل جسم. وبدلا من ذلك العدد الكبير من الأجهزة والأشرطة المتحركة ومقاعد التمارين، يوجد قائمتان بقبضتين وأزرار تتحرك دائريا وشاشة عرض. فوق الملابس الضيقة المصنوعة خصيصا لهذا الغرض يرتدي المتدرب سترة كهربائية موصولة بعدد كبير من الكابلات.
أنتيه إيلبروك، المسؤولة عن الاستوديو، تصلح وضع العديد من الأحزمة الموجودة فوق السترة وحول اليدين والورك والرجلين، وتوصل كل هذه الكابلات بالكهرباء، ثم تشرح الخطوة التالية: "سنقوم الآن بتحديد مجموعة العضلات التي ستتم إثارتها، كل واحدة على حدة". وتواصل أنتيه الشرح: "هذا يعني أننا نحدد النبض الكهربائي الذي يؤثر على كل مجموعة من العضلات. خلال ذلك يتسرب تيار مثير للعضلات بترددات منخفضة ولا ينطوي على أي خطر". ويمكن تحديد قوة التيار خلال أربع ثوان، وعندما تنتهي المدربة من ترتيب كل شيء تبدأ التمارين.
دغدغة لها وقع التدليك المائي
خلال الانطلاقة الأولى التي يتم فيها تحضير العضلات للتوتر يمكن تحديد قوة النبضات الكهربائية، ويُحدث هذا شعورا بالدبيب، وكأن العضلة النائمة تستيقظ من جديد. ويقوم المدرب في البداية بترطيب الواصلات الكهربائية المعلقة فوق السترة بالماء، كي يمكن نقل النبضات إلى مجموعة العضلات الرئيسية على أفضل وجه. ويشعر الشخص ببرودة السترة ورطوبتها لدى ارتدائها، لكنه سرعان ما يشعر بالحرارة بعد عدة تمارين، لأن مفعول التمارين يظهر على الفور.
"لا يمكن الغش"، تشرح أنتيه إيلربروك باسمة، وتضيف: " النبضات الكهربائية تثير العضلة على كل حال". ومن خلال التيار الكهربائي تتقلص العضلات، ويتم بذلك بناؤها وتقويتها.
وبالطريقة نفسها يتم عمل العضلة في الحالة العادية، كما يقول هاينس كلاين أودر، من المعهد الرياضي العالي في مدينة كولونيا، ومدير معهد تشخيص القوة والحركة. وقد قام ببعض الدراسات على التدريب الكهربائي المسمى اختصارا EMS أي إثارة العضلات كهربائيا بطريقة Myo . وأجرى كلاين أودر الدراسة على رياضيين محترفين وكذلك على مرضى قلب، فهو يجد في التدريب بالكهرباء طريقة صالحة للمعالجة أيضا ويقول: " هذه الإثارة تصل إلى العمق، أي يمكن بواسطتها أيضا توجيه العضلات العميقة في الظهر والبطن، وهي المناطق التي يعاني كثيرون من آلام فيها في الوقت الحاضر". وتصلح هذه التمارين أيضا، حسب قول الخبير أودر، لمعالجة عضلات الحوض لدى الأمهات.
تمارين EMS تصل إلى كل العضلات
يمكن بطريقة EMS الوصول إلى العضلات الموجودة في العمق وإلى عدد كبير من العضلات الصغيرة، وهو الذي لا يمكن تحقيقه بالتمارين التقليدية. حوالي 90 % من مجموع العضلات يتم تدريبها في نفس الوقت، ويمكن تحديد العضلات التي يراد تدريبها بشكل أقوى.
وتبين الدراسات العلمية أن هذه التمارين تحقق نتائج جيدة، من ذلك مثلا ازدياد قوة الجسم وسرعة الحركة، ويهم هذا بشكل خاص الرياضيين ذوي الإنجازات العالية. ولكن هذه التمارين تصلح أيضا للحياة اليومية، "لكن على من يمارسها أن يعرف أنها مركزة جدا، لأنها تقوي عمل العضلات بشكل واضح"، يقول كلاين أودر، مؤكدا على ضرورة مراعاة قواعد معينة: "لا يجوز أن تستمر هذه التمارين مدة طويلة لأنها شديدة التركيز".
تمارين فعالة لكامل الجسم
حتى في حال الاستلقاء يمكن القيام بهذه التمارين، لكن المفعول الأفضل يكمن في الطريقة الحركية، فعندما يجري الرياضي التمارين، يشنج عضلاته عن وعي، ويرفع النبض الكهربائي من مفعول هذه التمارين، الذي يشعر الشخص به بعد ربع ساعة.
في حال تمرين كامل الجسم يتعرق المرء بسرعة، وتلاحظ النتائج الإيجابية بسرعة أيضا، كما تؤكد أنتيه إيلر بروك: " أعضاء نادينا يقولون لنا إنهم يشعرون بحالة جسدية أفضل بعد ثلاثة تدريبات، وأنهم يسيرون باستقامة، ويشعرون بجسمهم بشكل أفضل". وبعد حوالي ستة أو سبعة تمارين يشعر المرء بتماسك بشرة اليدين والحوض، ويصبح صعود الدرج أكثر سهولة.
ومن يكمل هذه التدريبات بغذاء سليم وتمارين منتظمة للدورة الدموية مثل الجري والسباحة، يتوصل إلى نتيجة مثالية حتى لدى تخفيض الوزن. لكن الاقتصار على تدريبات EMS يكفي كما يؤكد الخبير كلاين كودر قائلا:" كل رياضي هاو يتوصل سريعا إلى نتائج جيدة، إذا تدرب بانتظام، فالعضلات تتجاوب مع التدريبات، بغض النظر عن الطريقة التي تتم إثارتها بها".
أوليفيا فريتس/ منى صالح
مراجعة: عبد الرحمن عثمان