تكنولوجيا متقدمة لمكافحة أزمة الغذاء العالمي
٢٣ يناير ٢٠١٧في ظل قلق العالم بشأن مستقبل مصادر الغذاء مقارنة بأي وقت مضى منذ ستينيات القرن الماضي تبحث شركات بذور عالمية بشكل مستمر عن أفضل وأسرع الوسائل وأقلها تكلفة لإنتاج محاصيل أكثر مرونة وذات إنتاجية عالية. وتقول شركة نرجين الإسرائيلية وهي شركة كبيرة في مجال بيانات الجينوم (تسلسل الحمض النووي الكامل) إنها طورت تكنولوجيا تعتبر أساسية لتحقيق ذلك الهدف.
وقال جيل رونين المؤسس المشارك لنرجين ورئيسها التنفيذي "كل حقل قمح أو أي محصول آخر يتعين أن يتضاعف إنتاجه في الثلاثين سنة المقبلة لتلبية الطلب على الغذاء. ولتحقيق ذلك تحتاج أصنافا أفضل إنتاجية وبالتالي علما أفضل بكل صنف. وهذا هو سبب ظهور شركة نرجين لأنه يمكننا التكهن بالأصناف ذات الإنتاجية الأفضل من خلال جهاز الكمبيوتر وقبل أن نجربها في الحقل. وعندئذ نُسَرِع من تطوير هذه الأصناف الجديدة".
وترتكز برمجيات الشركة على منظومة حسابية يمكنها أن تُحلل بيانات جينوم بلا حدود. ونجحت الشركة العام الماضي في التوصل إلى حل لجينوم قمح وايلد إيمر، وهو أحد التسلسلات الأكثر تعقيدا في الطبيعة، خلال شهر واحد وهو مجال اقتحمه علماء آخرون أكثر من عشر سنوات دون أن يحققوا نجاحا. وقالت الشركة إن برامجها نجحت أيضا في تحليل جينوم القمح الذي يستخدم في صناعة المعكرونة والقمح المستخدم في صناعة الخبز وأقماح أخرى إضافية والذرة وفول الصويا والقطن ونبات الكانولا والخضروات والفاكهة.
وأضافت الشركة أنه يمكن لهذه التكنولوجيا الخاصة بها أن تُحدث ثورة في تطوير أصناف جديدة من البذور بشكل أكثر سرعة وفعالية من خلال عملية التكاثر التي تعتمد على اختيار جينوم أصناف بصفات مفضلة للمحاصيل مثل القدرة على مقاومة أمراض بعينها ومناخ معين. وقال المدير التنفيذي للتكنولوجيا بالشركة عمير براد "التنوع الطبيعي هو القوة الدافعة للتكاثر. ولحسن الطالع فإن التنوع الجينومي هائل في المحاصيل. وإذا توفرت لديك الأدوات الصحيحة لاستخدامه فإنه يكون بوسعك زيادة الإنتاجية بشكل ملموس. التكنولوجيا الخاصة بنا تُمَكن شركات البذور من استخدام التنوع بأسلوب كفؤ وفعال للغاية".
وأوضح جوي كول نائب رئيس إدارة البحث والتطوير في الشركة كيف يمكن أن تسهم التكنولوجيا في مكافحة أزمة الغذاء المتوقعة في العالم. وقال كول "من أجل تطوير أصناف جديدة من القمح عليك أن تفهم جينوم القمح. فالقمح حاليا بيئة معقدة جدا. نتحدث في الحقيقة عن ثلاثة أنواع مختلفة من القمح: قمح إيمر وهو الأقدم. وقمح المعكرونة أو القمح الصلب وقمح الخبز سداسي الصيغة الصبغية.. وهي التي يعتمد عليها العالم في الطعام. والآن إذا أخدنا كل هذه الأنواع معا فإن فهم جينوماتها يعد شيئا يمكن أن يمثل ثورة في الطريقة التي نطور بها أصنافا جديدة لهذه الأقماح وللقيام بما نحتاجه لفهم جينوماتها بشكل أفضل". وأضاف "الآن يمكننا أن نتكهن بالتغيرات التي تحتاج القيام بها لتحصل على ميزة إضافية مثل زيادة الإنتاجية. ويمكنك القيام بها بشكل مباشر جدا في ظروف جغرافية ومناخية محددة".
ز.أ.ب/ ط.أ (رويترز)