تكنولوجيا ألمانية لمعالجة وإعادة استخدام مياه الصرف الصحي
١٩ فبراير ٢٠٠٧تعد المياه إحدى الموارد الطبيعية النفيسة ومصدرا للحياة. غير أن ما يربو عن 1.2 مليار من سكان الأرض مازالوا محرومين من المياه الصالحة للشرب. كما أن المياه الملوثة تقف وراء العديد من الأمراض الخطيرة التي تلزم ملايين الناس فراش المرض وتفتك بحياة 4500 طفل كل يوم. ولعل أكثر دول العالم تضررا من أزمة المياه هي الدول النامية التي تفتقر إلى البنية التحتية اللازمة لتصريف مياه الصرف الصحي والحؤول دون اختلاطها بالمياه النظيفة. وفي ضوء التحديات التي بات يطرحها توفير المياه الصالحة للشرب ابتكرت إحدى الشركات الألمانية أسلوبا جديدا في تدبير مياه الصرف الصحي واستغلالها لتعويض نقص المياه.
فكرة رائدة
جاءت إحدى الإحصائيات التي أجريت مؤخرا لتعكس حجم التحديات التي تطرق باب الدول النامية والصناعية على حد سواء وتُظهر الفرص التي تهدرها هذه الدول لإعادة استغلال مياه الصرف الصحي. فعُشر هذه المياه فقط يتم معالجتها في مختلف بقاع العالم داخل محطات معالجة المياه فيما يتم صرف باقي المياه دون معالجتها أو الاستفادة منها.
ولمواجهة المخاطر الناجمة عن نقص مياه الصالحة للشرب توصلت إحدى الشركات الألمانية "هانس هوبر أغي" في ولاية بفاريا إلى أسلوب جديد في معالجة مياه الصرف الصحي والاستفادة منها بشكل أكثر كفاءة. فلقد لاحظ خبراء الشركة المذكورة أن مياه الصرف الصرحي متوفرة بشكل كبير لكن قلما يتم استغلاله أو توظيفها. لذا جاءت فكرة تطهير المياه الملوثة مباشرة في المناطق التي تخرج منها هذه المياه لاستغلالها في مجال الري أو تنظيف المراحيض حسب مدير قسم التسويق لدى شركة "هانس هوبر أغي" كريستيان شتارك.
إعادة استخدام المياه الملوثة
تقوم فكرة المشروع على اعتبار المياه الصرف الصحي مادة قابلة للاستعمال وليس كمهملات. حيث اعتمدت الشركة الألمانية على مبدأ متداول معمول به منذ عدة عقود في تدبير النفايات. ويقوم هذا المبدأ على فرز القمامة وإعادة تصنيع موادها. واعتبرت الشركة استنادا على هذا المبدأ أنه من الممكن إعادة تصنيع المواد السائلة، أي مياه الصرف الصحي، مثل المواد الصلبة. كما ترى الشركة أن معالجة مياه الصرف الصحي بشكل لا مركزي يحمل في طياته جوانب إيجابية ستعود بالمنفعة والفائدة على وجه الخصوص على المجال القروي الذي يعاني أصلا من قلة المياه.
وتعتمد الشركة الألمانية من خلال أسلوبها الجديد في معالجة مياه الصرف الصحي على خزانات متفرقة يتم دفنها بجوار المنازل أو المنشآت الصناعية، حيث تقوم إحدى الآلات بفرز المياه الملوثة في مراحل متقدمة. وطبقا لذلك يتم تخزين البول على سبيل المثال في خزان خاص لإعادة استخدامه كسماد. فيما يتم فصل المياه العكرة ذات اللون البني لتصفيتها من المواد الصلبة قبل صرفها لاستخدامها في الري. أما مياه المجاري ذات اللون الرمادي فيتم تصفيتها هي الأخرى لاستخدامها أيضا في الري حسب تعبير شتارك. وقد تم تتويج الشركة الألمانية التي تقوم حاليا بعدة مشاريع في القارة الإفريقية مؤخرا بالجائزة الألمانية للبيئة تقديرا لنشاطاتها في مجال التكنولوجيا المتطورة.