تقنيات متطورة لإعادة تدوير المياه الملوثة في المدن العملاقة
٣١ مارس ٢٠١١إن تطور البنية التحتية في المدن العملاقة لا يواكب في العادة نموها السريع. ومع مرور الوقت يصبح تزويد جميع السكان بالمياه النظيفة أمرا صعباً، وهذا ينطبق كذلك على تنقية مياه الصرف الصحي والتخلص من النفايات. وخلال السنوات الأخيرة ارتفع عدد سكان العاصمة الفيتنامية هانوي بشكل كبير، إذ بات يقارب عددهم سبعة مليون نسمة. ولا توجد في المدينة محطة لتدوير مياه الصرف الصحي، فمياه المراحيض والحمامات تسلك طرقا طويلة لتصب بعد ذلك في الأنهار الموجودة في المنطقة، وهو ما يجعلها تختلط بالمياه الجوفية دون أن يتم تنقيتها بأي شكل من الأشكال.
معالجة مياه الصرف الصحي
وقد قامت جامعة دارمشتات التقنية بتطوير نظام صرف صحي متطور قابل للتوسيع والتطوير بحسب نمو المدينة وتطورها. ويتسنى عبر هذا النظام تنقية مياه الصرف الصحي وأيضا توليد الكهرباء من الفضلات البشرية الصلبة (البراز). وسيتم خلال السنوات القليلة القادمة إنشاء أكثر من 100 محطة تعمل بهذا النظام الجديد الذي يعرف بـ „Semizentral“.
إن إعادة تدوير المياه الملوثة ممكن عبر تلك المحطات لتصبح بعدها نقية وصالحة للاستخدام مجددا. أما الطمي المترسب من مياه الصرف الصحي والنفايات العضوية فيتم معالجتها لاستخدمها فيما بعد في توليد الكهرباء وإنتاج الغاز الحيوي، بينما يتحول ما تبقى منه إلى سماد للحقول الموجودة في المنطقة. ويقول البروفيسور بيتر كورنيل الذي يرأس هذا المشروع في هانوي، إن "مياه الصرف الصحي لا تعتبر بالنسبة لنا مجرد نفايات، بل هي موارد يمكن الاستفادة منها". ونظرا لشح المياه الجوفية فإن استخدام المياه لمرة واحدة وعدم تدويرها أمر غير مناسب خصوصا في المدن العملاقة، كما يرى كورنيل.
محطات تنقيات المياه قابلة للتوسيع
ولا يعتبر مشروع „Semizentral“ مثيرا للاهتمام على خلفية إعادة تدوير المياه فحسب، فأنظمة الصرف الصحي بإمكانها أن تنمو وتتوسع بشكل يوازي نمو المدينة وتطورها. وإذا ما زاد عدد سكان مدينة هانوي بمائة ألف نسمة إضافية، فبالإمكان حينئذ إضافة محطة صغيرة جديدة في المنطقة المعنية. ويؤمن البروفسور كورنيل بأن "نمو المدن بهذا الشكل السريع يتطلب التفكير في ابتكار نظم جديدة تختلف تماما عن تلك المعمول بها هنا في أوروبا".
مانفريد غوتكه/ نهلة طاهر
مراجعة: طارق أنكاي