تقرير اليونيسيف: أطفال فقراء في دول غنية لأسباب تقشفية
٢٨ أكتوبر ٢٠١٤"أطفال الكساد السياسي" هكذا وصفت منظمة اليونيسيف وضع الأطفال في الدول الغنية. الأزمة الاقتصادية والمالية خلال السنوات الأخيرة أدت في العديد من الدول إلى نهج سياسات التقشف في المصاريف الخاصة بالأنظمة الاجتماعية. ضحايا هذه الإجراءات التقشفية هم الأطفال بالدرجة الأولى، حيث يعيش في 41 دولة غنية 76,5 مليون طفل في مستوى الفقر النسبي، أي أن مدخولات عائلاتهم لاتتعدى 60 بالمائة من معدل المداخيل. في اليونان وفي لتوانيا وإسبانيا يعيش 36 بالمائة من الأطفال تحت خط الفقر، فيما تبلغ هذه النسبة 32 بالمائة في الولايات المتحدة و30 بالمائة في إيطاليا. وهناك خمسة عوامل تزيد من مستوى فقر الأطفال بشكل كبير:
بطالة الوالدين
ارتفعت نسب البطالة في أغلب الدول الصناعية بشكل كبير خلال الأزمة المالية، ويلاحظ ذلك خاصة في جنوب أوروبا. والبطالة لفترة طويلة تعني دائما التدني الاجتماعي، وإذا ما فقد الوالدان عملهما، تصبح معاناة الأطفال متعددة الأوجه. "يصاب الأطفال بالقلق عندما يفقد الوالدان عملهما"، كما جاء في تقرير اليونسيف. وفي كثير من الأحيان يؤثر ذلك على مستواهم التعليمي الأمر الذي يتسبب في حدوث مشاكل داخل البيت أيضا. وفي اليونان ذكر 21 بالمائة من الأطفال أن أحد الوالدين فقد عمله خلال الأزمة المالية، كما قال27 بالمائة من الأطفال إن المشاكل قد زادت داخل العائلة بسبب ذلك.
نقص الدعم الحكومي
ورغم الأزمة المالية فقد نجحت العديد من الدول في خفض معدلات فقر الأطفال، ففي الفترة ما بين عامي 2008 و2012 تراجعت في الشيلي وبولندا وأستراليا وسلوفاكيا نسب الفقر لدى الأطفال بشكل ملحوظ، فيما ظلت على ما هي عليه في ألمانيا. وتعزو منظمة اليونسيف ذلك إلى اختلاف السياسات المنتهجة في دعم العائلات والأسر، ففيما قامت بعض الدول بخفض مستوى الدعم المخصص للأطفال والأسر بشكل جذري، لم تتوان أخرى في مواصلة دعم هذه الفة رغم المشاكل المالية.
شخص واحد يقوم بإعالة الأسرة
أطفال معيل واحد للأسرة هم الأكثر تعرضا للفقر. ويعود ذلك إلى انعدام فرص رعاية الأطفال في الكثير من الدول. الأمر الذي يدفع بالآباء أو الأمهات إلى العمل لنصف يوم فقطأو عدم مزاولة أي عمل خارج البيت لرعاية أطفالهم وبالتالي تكون مداخيلهم محدودة.
عائلات من أصول مهاجرة
الأطفال الذين يولدون داخل أسر من أصول مهاجرة معرضون للفقر أكثر من أطفال السكان الأصليين في أي بلد ما. وكثيرا ما تحول العوائق اللغوية وعدم وجود شهادات تأهيلية معترف بها دون حصول المهاجرين على وظائف جيدة. وبالتالي فقد أثرت الأزمة المالية والاقتصادية في العديد من الدول سلبا على الأسر المهاجرة بشكل أكثر بمستوى 35 بالمائة، فيما لم تتجاوز النسبة لدى غيرها من الأسر نسبة 15 بالمائة.
كثرة أفراد الأسرة
كثرة الأطفال في الأسر يزيد من خطر التعرض للفقر، فالحاجة للسكن والملابس والغذاء والمواد المدرسية تصبح أكبر مع كل طفل جديد. ووفقا لمنظمة اليونيسيف، فإن مصاريف الأسر المكونة من طفلين تفوق مصاريف الأزواج الذين ليس لهم أطفال بنسبة 40 بالمائة.
ولمكافحة الفقر لدى الأطفال اقترح تقرير منظمة اليونيسيف عددا من الإجراءات ، مثل العمل على دعم الوالدين العاطلين عن العمل لتسهيل اندماجهم في سوق العمل، وكذلك توفير روض الأطفال مقابل أسعار منخفضة. مثل تلك الإجراءات وغيرها تصب في مصلحة الأطفال لأن مستقبل كل بلد يرتبط بمستقبل الأجيال القادمة.