تقارير عن اختفاء مستندات خاصة تُثبت براءة كورناز
٢٠ فبراير ٢٠٠٧ذكرت صحيفة برلينر تسايتونج الصادرة اليوم الثلاثاء أن محاضر استجواب وكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية (سي.آي.إيه) للتركي المولود في ألمانيا مراد كورناز قد اختفت من أدراج المخابرات الألمانية. وأشارت الصحيفة إلى أن المستندات المختفية يرجع تاريخها إلى عام 2002 عندما كان كورناز معتقلا في جوانتانامو بكوبا، وتتضمن هذه المستندات أدلة براءته، كما تثبت عدم خطورته وتؤكد عدم وجود علاقة له بحركة طالبان الأصولية الحاكمة سابقا في أفغانستان أو بتنظيم القاعدة. وأضافت الصحيفة أن لجنة التحقيق البرلمانية بشأن أنشطة المخابرات الألمانية تسعى إلى التحقيق في هذه الواقعة.
واستند تقرير الصحيفة إلى وثيقة سرية للجنة قامت باستجواب ثلاثة من موظفي المخابرات الألمانية سبق وذهبوا إلى جوانتانامو في سبتمبر/أيلول 2002 لاستجواب كورناز. وذكرت الوثيقة أن ملفات كثيرة أتلفت أثناء نقل بعض أقسام تابعة للمخابرات الألمانية من ميونيخ إلى العاصمة برلين حسب أقوال واحد على الأقل من الموظفين الثلاثة، وقال هذا الموظف في التحقيق: "لقد نُقل مقر عملنا من ميونخ إلى برلين، وأتلف الكثير من الملفات آنذاك. لكننا لا نعرف للأسف ما الذي حدث بالتحديد مع ملف كورناز".
شتاينماير يواجه موقفاً صعبأً
يذكر أن كورناز اعتقل نهاية عام 2001 في باكستان للاشتباه بتورطه في أنشطة إرهابية ثم نقل إلى أحد معسكرات الجيش الأمريكي في أفغانستان ومنه إلى معتقل جوانتانامو حيث أطلق سراحه في آب/أغسطس 2006. ومن المقرر أن يدلي وزير الخارجية الألماني فرانك فالتر شتاينماير بأقواله في الثامن من الشهر المقبل حول قضية كورناز أمام لجنة التحقيق للرد على المزاعم التي تفيد بأنه رفض عرضا أمريكيا بإطلاق سراح كورناز أثناء توليه منصب رئيس مكتب المستشارية ومنسق عام أجهزة المخابرات في عهد الحكومة السابقة.
ويواجه شتاينماير موقفاً صعباً منذ أن كشفت الصحافة الألمانية عن وجود تعارض واضح بين تصريحاته والمعلومات التي وردت في أوراق حكومية رسمية حصلت عليها وسائل الإعلام. وحسب تقرير نشرته القناة الألمانية الأولى (ARD) فإن شتاينماير شارك في اجتماعات حكومية دورية مع أجهزة المخابرات تمت فيها مناقشة قضية التركي المقيم في ألمانيا، مراد كورناز، وسبل منعه من العودة إلى ألمانيا بعد إطلاق سراحه من معتقل جوانتانامو، رغم علم المخابرات الألمانية ببراءته. وتبين الوثائق التي رجعت إليها القناة الألمانية الأولى أن شتاينماير كان من أهم المعارضين لعودة كورناز للإقامة في ألمانيا، إلا أنه ينكر معرفته بالعرض الأمريكي لإطلاق سراح كورناز.