"تفصيل" أعضاء اصطناعية بواسطة الطابعة ثلاثية الأبعاد
٢٠ يونيو ٢٠١٥كثيرا ما نسمع عن تقنية الطباعة ثلاثية الأبعاد، ودورها في صناعة السيارات والأدوات المنزلية وفي البناء وصنع قوالب بعض الأطباق كالبيتزا. لكن لم يعد مؤخرا استخدام الطباعة الثلاثية مقتصرا على عالم الصناعة فحسب، بل دخل في مجال الطب أيضا، محدثا ثورة كبيرة في عالم الطب، فبواسطة الطباعة ثلاثية الأبعاد أصبح من الممكن صناعة أعضاء بشرية يمكن زرعها في جسم الإنسان، فضلا عن إمكانية ترميم الجماجم أيضا.
ولعل أهم ما يميز الطباعة ثلاثية الأبعاد هو دقتها الفائقة، إذ تقوم بمحاكاة أي نموذج ثلاثي الأبعاد أو مجسم، مكونة صورة طبق الأصل، وذلك عبر طباعة طبقات رقيقة فوق بعضها البعض بدقة عالية جدا، وهو أمر مهم جدا لدى صناعة الأعضاء البشرية. فزيادة دقة تطابق الأعضاء الاصطناعية مع الجسم، يقلل من المشاكل التي تظهر أثناء عملية الزرع حسبما يؤكد لبرنامج "صحتك بين يديك" الذي تبثهDW البروفوسور بيرند ديتريسش كاتاغن، أخصائي جراحة العظام وأحد الأطباء الذين قاموا بزراعة ركبة اصطناعية صنعت بتقنية الطباعة الثلاثية الأبعاد.
كيف تصنع الأعضاء الاصطناعية؟
ولصناعة ركبة اصطناعية يحتاج الأمر في البداية لإجراء تصوير مقطعي بالأشعة السينية لموضع الركبة. وبعد ذلك يتم تحويل تلك البيانات بمساعدة برنامج رقمي خاص إلى نموذج ثلاثي الأبعاد للركبة الاصطناعية. ثم يتم بواسطة الطابعة الثلاثية الأبعاد تصنيع الركبة الاصطناعية طبقة طبقة بحيث تصبح مهيأة لعملية للزراعة في الجسم. ولهذه التكنولوجيا الحديثة مميزات كثيرة، فهي تساعد الأطباء على إزالة نسبة أقل بكثير من العظام، فضلا عن ميزة أخري يشرحها البروفسور كاتاغن بقوله "لكل عظم عرضه وكثافته وطوله، ما قد يؤدي إلى حدوث اختلاف في المقاسات عند صناعة الركبة، أما الآن فلدينا غلاف بمقاييس غاية في الدقة، الأمر الذي لم نألفه من قبل".
وبفضل الطابعة التي أعدت القطع المعدة للزرع بمنتهى الدقة أصبحت مدة إجراء العملية أقصر ونزيف الدم أقل والآلام أخف. لكن وكما هو الحال بالنسبة للتقنيات الحديثة فهناك نقص في البحوث المعمقة المتعلقة بالركب المجهزة بواسطة الطابعة ثلاثية الأبعاد. ورغم ذلك إلا أن البروفوسور كاتاغن مقتنع بنجاعة تقنية صنع الركب الجديدة وهو ما يؤكده بقوله " أعتقد أن هذه التقنية ستسود بكثرة في العقد المقبل".
د.ص/ع.ج.م (DW)