تفاقم الديون على الطلاب الألمان
١٣ مايو ٢٠١٠الطالبة سارة تدرس قسم الصحافة في جامعة دورتموند الألمانية منذ عام ألفين وستة وهي تعطي انطباعا بالحيوية والسعادة، لكن لا أحد يمكنه أن يتصور أن الطالبة الشابة تحمل هم ديونها التي قد تبلغ خمسة وعشرين ألف يورو عند تخرجها من الجامعة. فعندما بدأت الدراسة قررت تمويل مصاريف دراستها بنفسها، كما تقول. لذا بدأت تعمل في محل للملابس في مدينة دورتموند حوالي عشرين ساعة في الأسبوع. "إضافة إلى ذلك كان جدول حصصي ملئ للغاية. بعد سنة واحدة بلغ بي التعب إلى حد لم يعد يمكنني تحمله، لذا قررت التوقف عن العمل"، كما توضح الطالبة الشابة.
ضغط في العمل وفي الجامعة
حالة سارة الصحية عانت من الضغط الشديد. كما أنها لم تتلق أي دعم مادي من أبويها الذين تربطهما بها علاقة غير جيدة. إضافة إلى ذلك لم تتمكن الطالبة سارة من الحصول على منحة من الدولة، لأن ذلك يشترط أن يقدم الأبوان تقريرا شاملا عن دخليهما لإدارة المنح، ما لم يقبله والدا سارة. الحل الوحيد الذي بقي أمامها هو طلب قرض مصرفي خاص بطلاب الجامعات، يمكن تسديده بعد إنهاء الدراسة، ويقدم بفوائد مقبولة. حجم ديون سارة وصل إلى خمسة عشر ألف يورو حتى الآن. وضع يعاني منه طلاب كثيرون. فحسب إحصائيات رسمية يعاني أكثر من أربعين بالمائة من الطلاب في ألمانيا من مشاكل مالية، كما أن هذه الظاهرة في ارتفاع مستمر.
لهذا السبب قررت الهيئات الإجتماعية في جامعة دورتموند، وجامعات ألمانية أخرى فتح مكاتب خاصة لتقديم خدمات استشارية خاصة لمثل هذه الحالات، التي ارتفع عددها منذ إدخال نظام البكالوريوس والماجستير في الجامعات الألمانية، كما يقول هلموت بوخهولز من الهيئة الإجتماعية للطلاب في جامعة دورتموند. فحسب قوله لا يمنح النظام الجديد إمكانيات كبيرة للطلاب للعمل بموازاة الدراسة، "لكون جداول الحصص لا تترك المجال لذلك. إضافة إلى هذا أدت الأزمة المالية الحالية إلى تقلص عدد فرص العمل المؤقتة التي كان الطلاب يمارسونها في العادة. وهذا ما يجعل الوضع أكثر تأزما."
الطلاب الأجانب يعانون أكثر
ويشكل الطلاب الأجانب الجزء الأكبر من الطلاب الذين يأتون إلى مكتب هلموت بوخهولز لطلب المساعدة. فوضع هؤلاء أكثر صعوبة لكونهم لا يتلقون في الغالب أية مساعدات من عائلاتهم، كما أن قانون العمل لايسمح لهم بالعمل إلا لفترات محددة. وحظوظهم في الحصول على قروض بنكية تبقى هي الأخرى ضئيلة لعدم قدرتهم على تقديم ضمانات تقبلها البنوك. إضافة إلى ذلك يُنتظر من غالبية الطلاب الأجانب أن ينهوا دراستهم بنجاح، حتى يمكنهم البقاء في ألمانيا أو حتى إذا رغبوا في العودة إلى بلدانهم الأصلية.
هلموت بوخهولتز يوضح لهؤلاء الطلاب القوانين الألمانية ويعطيهم نصائح للتعامل مع مصادرهم المالية. ومن أهم نصائحه محاولة المرء عدم فقدان السيطرة على ميزانيته، وأن يقدر دخله، ويحدد على أرضيته المصاريف التي سيدفعها، "دون فقدان التوازن، ودون أن يفوق حجم المصاريف حجم الدخل. كما يجب على المرء مراجعة ميزانيته باستمرار واستغلال أي فرصة من أجل العمل"، كما يقول هلموت بوخهولتز.
الطالبة سارة تفكر هي الأخرى في طلب مساعدة الهيئة الاجتماعية في جامعتها، حتى تتمكن من السيطرة على وضعها المالي. ما يؤرقها أيضا هي فترة ما بعد الدراسة، حيث يجب عليها تسديد ديونها، وهو أمر قد لا تتمكن منه إذا لم تحصل على وظيفة جيدة: "أتمنى أن أقيم علاقات كثيرة خلال الدراسة تساعدني على مواصلة مسيرتي العملية بنجاح حتى بعد إتمامي لدراستي. أتمنى أن أبني قاعدة تساعدني على تسديد ديوني دون مصاعب."
تقرير: زولا هولزفيغ/ خالد الكوطيط
مراجعة: عبدالرحمن عثمان