Irak-die Konsequenzen nach Us Truppenabzug
١ يوليو ٢٠٠٩يبدي معظم السياسيين العراقيين ارتياحاً للانسحاب الأمريكي من المدن العراقية، معتبرين ذلك نصراً سياسياً لبلادهم. لتسليط الضوء على مواقف السياسيين، استقصى موقعنا آراء نواب برلمانيين عراقيين حول تداعيات الوضع بعد الانسحاب الأمريكي، فأكد النائب "عزة الشابندر" عن القائمة العراقية (وهي قائمة متنوعة ليبرالية) أن لا تناقض بين ترحيب الأحزاب السياسية العراقية برحيل القوات الأمريكية وبين حقيقة أن هذه القوات هي التي أسقطت حكومة صدام حسين ويسّرت لهم الوصول إلى السلطة، وعزا ذلك إلى أن الولايات المتحدة الأمريكية بقيت على مدى عقدين من الزمن تقريبا تعتبر نفسها محررة للعراق وليست غازية له. لكن الولايات المتحدة -وتحت ظروف معينة- كسرت الاتفاق الذي جرى بينها وبين قوى المعارضة العراقية آنذاك، وأسبغت قرارات مجلس الأمن صفة قانونية على اعتبار الوجود الأمريكي في العراق احتلالاً، على حد قوله. وفي هذا السياق أضاف الشابندر: "من هنا، فإن انتهاء الاحتلال لابد وأن يسمى نصراً عراقياً للدبلوماسية والسياسة العراقية وهزيمة للإرهاب ولما يسمى بـ"المقاومة".
السياسيون ينظرون لانسحاب القوات بعيون متفائلة
من جانبه، لفت النائب السني المستقل "حسين الفلوجي" الأنظار إلى أن مطلب انسحاب القوات الأمريكية هو مطلب لكل العراقيين، لكنه أضاف أن هناك اختلافات حول الآلية التي سوف تنسحب بموجبها القوات الأمريكية من عموم البلد. وأكد الفلوجي أنه كان معارضا للوجود الأجنبي وما زال رافضا لهذا الوجود. على صعيد آخر، أشار الفلوجي إلى أنه جرى تضخيم مخاوف عناصر الصحوة من تبعات الانسحاب لأن ملف قوات الصحوة ( وهي قوات محلية غير نظامية جهزتها وموّلتها القوات الأمريكية لتتصدى لنشاط تنظيم القاعدة في المناطق السنية من العراق وقد حققت نجاحات كبيرة في هذا الصدد) يسير في الاتجاه الصحيح المرسوم له بغرض دمج هذه العناصر في وحدات الجيش وتشكيلات الشرطة.
ونفى النائب "آزاد بامرني" عن كتلة التحالف الكردستاني وجود مخاوف كردية من الانسحاب مشيرا إلى أن نفيه لوجود هذه المخاوف يقع في شقين: عراقيا، ليس هناك مخاوف، لأن العراق الجديد متفق على حل المشاكل بالوسائل السليمة، وتجربة خمسين سنة أظهرت للعراقيين أن العنف لا يحل المشاكل، أما إقليميا فبالتأكيد إن العراق يعيد تشكيل قواته من جديد على أساس مفاهيم دفاعية أكثر منها مفاهيم هجومية وليس كما كان الوضع في النظام السابق حيث استخدم الجيش لشن حروب على الشعب وعلى دول الجوار، هذا الجيش الآن ما زال غير متكامل ولكن لا أساس للمخاوف لأن دول الجوار ليست من السذاجة والبساطة بحيث تهاجم العراق عقب الانسحاب الأمريكي".
من ناحية أخرى، اعتبر النائب "حميد مجيد موسى" عن الحزب الشيوعي أن لا خطر على الديمقراطية الفتية، بل أنها في طريقها للنمو والرسوخ وان وجود الاحتلال لا يعزز هذه المسيرة.
مدير مكتب دير شبيغل بالقاهرة: "الأسابيع القادمة اختبار للنظام العراقي الجديد"
ونظر الصحفي "فولكهارد فيندفور" مدير مكتب المجلة الألمانية واسعة الانتشار " دير شبيغل" في القاهرة إلى الصورة من زاوية ابتعدت عن المشهد العراقي، فأشار إلى أن الانسحاب الأمريكي من المدن خطوة مهمة، وأن الأسابيع والأشهر القادمة ستثبت مدى قدرة النظام العراقي الجديد على السيطرة على المشاكل الأمنية والاضطرابات الداخلية. وإن كان أضاف أنه من الصعب التكهن بالوقت الذي سيستغرقه العراق للوصول إلى شاطئ الاستقرار. ولم يستبعد فيندفور احتمال أن تحاول بعض المجموعات الراغبة في إضعاف الأمن في البلد بعد الانسحاب اختبار قدرة الدولة وأجهزتها على المواجهة، وأن هذه المحاولات سوف تكثر- حسب قراءته السياسية. ولكنه أكد أن ليس بالضرورة تطور هذه المحاولات إلى شيء أخطر مما هي عليه الآن.
مخاوف في الشارع العراقي
إلا أن البعض لا يشاطر السياسيين تفاؤلهم، فالدكتورة بتول ج. وهي طبيبة عراقية، تنتابها مخاوف بالغة من المرحلة القادمة خصوصا وأن الشرطة قد فتشت بيتها الواقع في منطقة جنوبي بغداد ضمن حملة تفتيش شملت المنطقة برمتها، كما أن دوريات الأمن الراجلة في الشارع قد تعرضت لها أكثر من مرة لتسألها عن متعلقاتها الشخصية وتنظر ما في حقيبتها اليدوية النسائية الصغيرة. وقد أوجزت بتول مخاوفها بقولها في حديث لموقعنا: "كل شيء أصبح غامضاً ولا نعرف ماذا سيحدث". وليست بتول ج. الوحيدة التي تنتابها تلك المشاعر، فمخاوف العراقيين تنمو في ظل تصاعد وتيرة العنف في الأيام الأخيرة وفي ظل التخوف من الفراغ الأمني الذي قد يخلّفه رحيل القوات الأمريكية والتخوف من عدم قدرة قوى الجيش والأمن المحلية أن تسد هذا الفراغ.
الكاتب: ملهم الملائكة
تحرير: سمر كرم