تغييرات لوف تعيد للمانشافت تألقه وتقربه من حلم اللقب
٢٧ يونيو ٢٠١٦كثيرا ما يُوصف المنتخب الألماني بأنه منتخب المسابقات الكبرى وأن مستواه يتحسن تدريجيا مع مرور المباريات التي يلعبها في البطولات التي يشارك فيها. هذا الأمر تأكد أيضا في مباراة المانشافت أمام سلوفاكيا في ثمن نهائي يورو2016 الذي تحتضنه فرنسا. المنتخب الألماني قدم أفضل مباراة له في هذه البطولة وتمكن من الفوز بثلاثية نظيفة ليضرب بذلك موعدا في الربع النهائي مع الفائز في مباراة ايطاليا وإسبانيا.
لكن الفوز بالثلاثية ليس هو الشيء الوحيد الجميل في مباراة سلوفاكيا وإنما أيضا الطريقة والأداء التي لعب بها رفاق مانويل نوير. فالمنتخب الألماني قدم مباراة متكاملة على جميع الأصعدة سواء من الناحية الدفاعية أو الهجومية أو حتى على مستوى خط الوسط بقيادة سامي خضيرة وتوني كروس.
ومنذ البداية أظهر المنتخب الألماني نيته في الضغط على الخصم وعدم ترك الفرصة له لالتقاط أنفاسه أو تشكيل خطورة على مرماه. وقد نجحت كتيبة يواخيم لوف بشكل كبير في تحقيق ذلك عبر تقارب الخطوط والتبادل الكروي بين لاعبي خط الوسط والهجوم. ليسفر هذا الضغط في الدقيقة 8 على هدف جميل من قذيفة سددها المدافع بواتينغ من خارج منطقة الجزاء لم تترك أي حظ لحارس سلوفاكيا ماتوس كوزاتشيك
وما يحسب للمنتخب الألماني أيضا في هذه المباراة هو أن الفريق بعد تسجيله للهدف الأول ظل محافظا على نفس أسلوبه في احتكار الكرة والضغط على الفريق السلوفاكي في مناطقه وهو ما أتاح للمانشافت فرص تسجيل أخرى كتلك التي أسفرت عن ضربة جزاء في الدقيقة 13. لكن أوزيل الذي قدم أداء جيدا في هذه المباراة أخفق في تحويلها إلى هدف.
دراكسلر نجم المانشافت الجديد
المدرب يواخيم لوف كان موفقا أيضا في اختياراته أمام سلوفاكيا، حيث قرر الإبقاء على ماريو غوتسه في مقاعد البدلاء وأقحم بدله المهاري يوليان دراكسلر مهاجم فولفسبورغ. ابن 22 عاما أبلى البلاء الحسن في هذه المباراة وكان في مستوى تطلعات الإدارة الفنية للمنتخب الألماني. إذ قدم دراكسلر كل ما هو مطلوب منه حيث ناور ومرر وسجل أيضا هدفا جميلا في الدقيقة 63 وهو ما عجز عنه زميله غوتسه الذي ظل لوف يعتمد عليه في جميع مباريات دور المجموعات لكن بدون فعالية كبيرة. وبهذا الأداء الكبير الذي قدمه دراكسلر في مباراة سلوفاكيا فمن المتوقع بشكل كبير أن يأخذ أيضا مكان غوتسه في المباراة المقبلة أمام إسبانيا أو إيطاليا في دور ربع النهائي.
ويحسب ليواخيم لوف أيضا عدم إقحامه للمخضرم باستيان شفاينشتايغر منذ البداية بالبرغم من أن الإشارات التي سبقت المباراة كانت توحي بأن يكون شفاينشتايغر أساسيا أمام سلوفاكيا على حساب سامي خضيرة. صحيح أن "شفايني" يعتبر القائد الحقيقي للمنتخب الألماني داخل الملعب وخارجه ويملك قدرة عالية على التأثير في الفريق وتحفيزه إلا أن لاعب مانشستر يونايتد لا يزال بعيدا عن مستواه المعهود بسبب كثيرة الإصابات التي تعرض لها الموسم الفارط. وما يؤكد ذلك أيضا هو أن شفاينشتايغر عندما دخل في الدقيقة 76 لم يظهر بشكل مؤثر وبدى من تحركاته أنه لا زال لم يستعد بعد كل لياقته البدنية. لذلك فإن الاعتماد على خضيرة الذي قدم مباراة شبه خالية من الأخطاء كان صائبا.
كيميتش يقنع أيضا أمام سلوفاكيا
عامل آخر يبعث على الاطمئنان على مستقبل المانشافت ويزيد من حظوظه في الذهاب بعيدا في بطولة أمم أوروبا الحالية هو الاستقرار الدفاعي للفريق. فالمنتخب الألماني هو الوحيد في البطولة الحالية الذي لم تهتز شباكه حتى الآن وذلك بعد خوضه لأربع مباريات في البطولة. كما أن الفريق ربح ظهير أيمن جديد أصبح البعض يرى فيه مع مرور المباريات خليفة محتمل للقائد السابق للمانشافت والمعتزل بعد مونديال 2014 فيليب لام ويتعلق الآمر بالمدافع الشاب كيميش.
وقد أكد كيميش أمام سلوفاكيا الأداء الجيد الذي قدمه في المباراة السابقة أمام إيرلندا الشمالية، حيث لم يكتف بالدفاع بل قدم سندا كبيرا لزملائه أيضا في خط الهجوم من خلال تسرباته على الأطراف وتمريراته الجانبية الدقيقة التي كان يزود بها زملائه. وبهذا الأداء يكون كيميش قد قدم أوراق اعتماده كظهير أيمن جديد للمانشافت متفوقا على الخيارات الأخرى التي كان يواخيم لوف قد جربها في هذا المركز ومن بينها اللاعب بنيديكت هوفيديس.
وبشكل عام فإن المدير الفني للمنتخب الألماني لن يكون إلا سعيدا جدا بعد مباراة سلوفاكيا، ليس فقط بسبب نتيجة الفوز وإنما أيضا بالأداء والفعالية التي غابت عن المانشافت في المباريات السابقة. والأكثر من ذلك هو أن لوف وجد التوليفة الناجحة التي كان يبحث عنها خلال هذه البطولة من خلال الاعتماد على كيميش كظهير أيمن بدل هوفيديس وداركسلر في خط وسط الميدان الهجومي بدلا من غوتسه بالإضافة إلى اللعب بقلب هجوم صريح هو غوميز.
ومن المرجح بشكل كبير أن تكون هذه الأسماء حاضرة في المباراة المقبلة عن دور الربع بين ألمانيا والفائز في مباراة إسبانيا وإيطاليا. وإذا نجح رفاق مانويل نوير أيضا في تجاوز هذه العقبة فإنهم سيقتربون أكثر من التتويج باللقب الأوروبي الرابع في تاريخهم.