تعليقات الصحف: الحرب في سوريا ربما تمتد لشهور
٧ يناير ٢٠١٣تناولت تعليقات عديد من الصحف الألمانية والأوروبية اليوم الاثنين (07 يناير/ كانون الثاني) الخطاب الذي ألقاه أمس الرئيس السوري بشار الأسد، وكتبت الصحيفة الألمانية الشهيرة "فرانكفورتر الغماينه" "العالم الخارجي بعيد جدا– وبحق- عن تمجيد أولئك الذين يحاربون في سوريا ضد الرئيس بشار الأسد ونظامه. فلقد تجمع تحت شعار (يسقط الأسد) العديد من القوى السياسية شديدة الاختلاف، وبينها بالتأكيد كيانات لا تبعث على التفاؤل. واستنتاج الأسد من ذلك أنه الشخص الطيب في هذا الصراع ناتج عن فقدان مؤسف للشعور بالواقع. (...) والآن يهدد الأسد بتفويت فرصة أخيرة. ففي الخارج،على الأقل، يكاد لا يوجد من يطالب برأسه، وفي حالة ذهابه ربما تتاح فرصة للبلاد، لكن هذه المسألة لم تعد تهمه إطلاقا."
أما صحيفة "زود دويتشه تسايتونغ" التي تصدر في ميونيخ فتحدثت عن معاناة السوريين قائلة: "عمل مبعوث الأمم المتحدة إلى سوريا، الأخضر الإبراهيمي، محكوم عليه بالفشل في ظل هذه الظروف. وستتواصل حرب الاستنزاف بين المتمردين والجيش النظامي ويتواصل معها الإرهاب ضد المدنيين. تحقيق نصر عسكري مسألة بعيدة عن النظام السوري، وبعيدة أيضا عن الثوار رغم أن كسبهم للأراضي يشجعهم. البرد والجوع وأزمة توفير المواد التموينية تزيد من تفاقم الوضع. وأصحاب المعاناة هم الناس بصرف النظر عن الطائفة الدينية التي ينتمون إليها."
وكتبت صحيفة "ميركيشه أودر تسايتونغ" الألمانية تقول إن الأسد أشرف على الغرق، وتتابع "خطاب الأسد ليس سوى محاولة أخيرة لمواجهة السقوط المحتوم، بينما يتركه وينشق عنه ضباط كبار وجنرالات. ومن يتوجب عليه الدعوة للمواجهة الشاملة؛ يكون خاسرا بالفعل. وسقوط الأسد مسألة وقت، لكن من المشكوك فيه أن تصبح الأوضاع في سوريا بعده افضل ويعم السلام"
"الأسد سعى للحرب منذ البداية"
أما صحيفة "فرانكفورتر روندشاو" فرأت أن الحرب ليست حلا للنزاع في سوريا وكتبت تقول: "الحرب هي بالضبط السيناريو الذي سعى إليه الأسد منذ بداية الأزمة. فالحرب بالنسبة له هي الإمكانية الوحيدة للبقاء في السلطة. والبقاء في الحكم أو عدمه هو مسألة حياة أو موت بالنسبة له، لذا فمن المهم ألا يجاريه المجتمع الدولي فيما يفعل، فالحرب ليست حلا."
أما صحيفة ليبراسيون الفرنسية فكتبت عن الشكل الذي ظهر به الأسد في خطابه وقالت: "بشار الأسد، الذي يواجه منذ 20 شهرا ثورة تزداد شراسة كل يوم، قدم نفسه ببراعة مذهلة كحاكم مطلق لا يهتز. لم يلحظ في خطابه أي تلميح بانفتاح سياسي. والأبعد من ذلك أن الأسد ألقى خطابا قويا وغير واقعي وشمولي بنفس الوقت. وبتصميمه الجنوني يؤكد الأسد ما يعرفه الجميع وهو أن: معاناة الشعب السوري ستستمر لشهور طويلة."
بينما دعت صحيفة التايمز اللندنية إلى إنشاء مناطق حظر جوي في سوريا بقوبها: "موقف التحدي الذي يظهره الأسد يعطي الإنطباع بأن نظامه لا يقف بعد على حافة الهاوية. ونظرا لأن الأسد على ما يبدو يتمتع بصحة عقلية وجسدية، فإن من الواجب على الغرب أن يعد نفسه لإمكانية استمرار هذه الحرب لشهور طويلة. وربما يكون من الضروري توقيع اتفاق مع حليفه الروس لدفعه إلى ترك منصبه. لكن اتفاقا كهذا ليس له وجود حتى الآن. إذا امتد وتواصل هذا الصراع فينبغي على المجتمع الدولي أن يفكر في مناطق آمنة ومناطق حظر جوي. وربما لا نستطيع التعجيل بسقوط الأسد، لكن المساعدات الإنسانية للشعب السوري مسألة تفرضها الأخلاق."