تعثر أم جمود في المفاوضات بين إسرائيل والفلسطينيين!
٣٠ ديسمبر ٢٠١٣أمام المفاوضين الإسرائيليين والفلسطينيين أربعة أشهر فقط قبل انتهاء المدة المحددة لتلك المفاوضات في شهر أبريل/ نيسان 2014. ولايعرف ما إذا كانت هناك جولة أخرى ستنطلق بعد انتهاء هذا الموعد، أم أن وضع الجمود سيخيم من جديد على المنطقة من جديد.
حتى اليوم لم تتوصل الأطراف إلى تسوية ترضي الجميع، فالجانب الفلسطيني يرفض مطلبا أمنيا إسرائيليا يقضي بإبقاء الجيش الإسرائيلي منتشرا في غور الأردن إذا أقيمت الدولة الفلسطينية، حيث تسعى إسرائيل عبر ذلك الى "التصدي" لأي اعتداء محتمل عليها من الجهة الشرقية. وقد أدرج هذا المطلب أيضا ضمن قائمة المقترحات التي قدمها وزير الخارجية الأمريكي جون كيري، راعي تلك المفاوضات إلى الرئيس الفلسطيني محمود عباس، غير أن هذا الأخير رفضها تماما، داعيا إلى اجتماع طارئ لوزراء الخارجية العرب في جامعة الدول العربية للحصول على تأكيد عربي لموقفه هذا.
ويرى الجانب الفلسطيني أن مقترح كيري الذي يسعى إلى "تلبية متطلبات أمن إسرائيل من خلال وضع منطقة الأغوار تحت السيطرة الإسرائيلية" يهدف بالأساس إلى"اقتطاع أجزاء واسعة من الضفة الغربية لصالح إسرائيل"، كما ذكر محمد عبد ربه، أمين سر منظمة التحرير الفلسطينية في حوار مع وكالة الأنباء فرانس برس.
لا اتفاق في الأفق
ولا يشكل غور الأردن إلا جانبا من القضايا الشائكة بين الجانبين، مع العلم أن المفاوضات الجارية تمر عبر قنوات غير مباشرة، وفق تأكيدات صائب عريقات، كبير المفاوضين الفلسطينيين في لقاء مع صحيفة "القدس العربي" الصادرة في لندن، والتي تتم بين الجانب الفلسطيني والأمريكي، من جهة، وبين الجانب الأمريكي والإسرائيلي جهة أخرى.
وأضاف صائب عريقات أنه " لا يمكن الحديث عن أي تقدم، طالما أن إسرائيل تصر على سياساتها الاستيطانية، وعلى قتل الفلسطينيين وفرض الأمر الواقع على الأرض"، غير أن عريقات لا يستبعد في الوقت ذاته إمكانية نجاح تلك المفاوضات.
من الجانب الآخر كشف مسؤولون إسرائيليون عن رغبتهم في إحراز تقدم منشود في المفاوضات، حيث نشرت صحيفة "جيروزاليم بوست" عن يعقوب بيري الرئيس السابق للشاباك (جهاز الأمن الداخلي في إسرائيل)، بأن المفاوضات الجارية تتم في "أجواء من التفاؤل"، فيما استبعد الأخير اندلاع انتفاضة ثالثة في حال فشل تلك المفاوضات، كما تردد بعض الأصوات.
بين التفاؤل والتشاؤم
بالنسبة للخبير في العلوم السياسية البروفسور باسم الزبيدي فأن جو التشاؤم هو السائد حاليا، لأن "تشبث إسرائيل بسياسة الاستيطان، يضعف الأمل في الحصول على أراضي كافية لإقامة الدولة الفلسطينية". ورغم أن الأستاذ الزبيدي يراهن على الخيار الدبلوماسي، إلا أنه في الوقت ذاته يتشكك من قدرة المفاوضات حاليا على تقديم حلول ملموسة، من شأنها تحسين وضع الفلسطينيين الذي لم يعد يطيقونه بسبب الفقر والبطالة، ويضيف الخبير أن " الأمور قد تأخذ منحى آخر خلال السنوات القادمة مما يجعل العنف فيها سيد الموقف"، حسب قوله.
غير أن الخبير الاقتصادي الإسرائيلي شير هيفير ينظر إلى المستقبل بتفاؤل، ويعتبر أن " وجود القناعة المتنامية لدى الإسرائيليين باستحالة استمرار هذا الوضع كما هو عليه، تشكل حتما رسالة موجهة للحكومة الإسرائيلية، التي يلزمها - آجلا أم عاجلا قبول الأمر الواقع وإنهاء الاحتلال وبالتالي إعطاء الفلسطينيين حقهم في إقامة دولتهم".