تعاون بين عملاقي التكنولوجيا غوغل وآبل لمكافحة فيروس كورونا
١١ أبريل ٢٠٢٠دخلت شركتا أبل وغوغل العملاقتان ميدان مكافحة جائحة كورونا، وقد أعلنت الشركتان في مدونة "تعلن غوغل وآبل جهدا مشتركا للسماح باستخدام تكنولوجيا بلوتوث بهدف مساعدة الحكومات والهيئات الصحية على خفض انتشار الفيروس مع وضع كتمان هوية المستخدمين وسلامتهم في صلب هذا المفهوم". وقد أكد ذلك المدير التنفيذي لشركة غوغل سوندار بيشاي، في تغريدة له على موقع تويتر.
ويمكن من خلال هذه المبادرة لهواتف ذكية تعمل ببرمجية "أي أو أس" التابعة لآبل و"أندرويد" الخاصة ب "غوغل" تبادل المعلومات عبر "بلوتوث" لتأمين تعقب اللقاءات بين الأفراد (كونتاكت ترايسينغ) من خلال تكنولوجيا تحديد المواقع. واعتبارا من (أيار/ مايو 2020) سيتمكن مستخدمو أجهزة "أي أو أس" و"أندرويد" من تشارك مضامين صادرة من تطبيقات رسمية تابعة لهيئات الصحة العامة يمكن تحميلها في المتاجر الإلكترونية للمجموعتين.
وتنوي "آبل" و"غوغل" في مرحلة ثانية تطوير "منصة متابعة للاتصالات الأوسع (..) تسمح لمزيد من الأشخاص المشاركة في حال أرادوا ذلك". ونظاما تشغيل المجموعتين المتنافستين هما الأكثر استخداما عبر الهواتف الذكية في العالم.
وقالت المجموعتان "نظرا إلى الحاجة الطارئة نريد أن نوفر هذا الحل على مرحلتين مع المحافظة على إجراءات حماية متينة لضمان احترام خصوصية المستخدمين".
وقد علّق رئيس "آبل" تيم كوك ورئيس "غوغل" سوندار بيشاي على هذه الشراكة الجديدة. وكتب كوك في تغريدة "قد يساعد هذا التعقب في إبطاء انتشار كوفيد-19 ويمكن القيام بذلك من دون المساس بخصوصية المستخدمين".
إلا أن خبراء عدة أعربوا عن تشكيكهم بفعالية الأدوات الجديدة المستخدمة من قبل الشركتين. وتساءل راين كالو الباحث في جامعة واشنطن والمتعاون مع المركز من أجل الانترنت والمجتمع في جامعة ستانفورد "أنا أفهم النية وراء عملية التعقب هذه. لكن أرى أن المكاسب في مكافحة الفيروس غير مثبتة، فيما احتمال حصول عواقب غير متعمدة وسوء استخدام وانتهاك للخصوصية والحريات المدنية كبير".
ورحبت منظمة الدفاع عن الحقوق المدنية النافذة جداً "ايه سي أل وي" بالمبادرة لكنها أعربت عن قلقها بسبب التفاوت الاقتصادي الذي قد تكشف عنه. وحذرت جنيفير غرانيك المكلفة المراقبة وأمن الفضاء الإلكتروني في الجمعية "هذا النوع من التعقب قد يؤدي إلى تهميش أعضاء جدد في مجتمعنا تكون التكنولوجيا متاحة لديهم بشكل محدود وهم متأثرون بالأساس بشكل غير متناسب بالوباء".
وتساءل خبراء آخرون حول استخدام البيانات الشخصية رغم ضمانات الشركتين. ونقلت فرانس برس عن عشقان سلطاني الباحث في الأمن المعلوماتي، قوله "لو افترضنا أن هذه الأدوات ستقترح على أساس طوعي ومن ثم تصبح إلزامية ما أن يعتمدها المشرعون لاتخاذ قرارات متعلقة مثلا بمن يحق له مغادرة منزله ومن يحق له العودة إلى العمل. سيطرح ذلك سابقة خطرة للغاية". إلا أن خبراء آخرين اعتبروا إجراءات الحماية كافية لتجنب التجاوزات. وقال جون فيردي من منتدى الخصوصية "فيوتشر أوف برايفيسي فوروم"، "المنصات النقالة اتخذت ضمانات تقنية لخفض مخاطر التعقب وتحديد الهوية، وهي تبدو متينة".
م.م/ ع.ج (أ ف ب)