تعاون ألماني عراقي لتخطيط مدينة النجف

في مكتب بمدينة دوسلدورف يجتمع وفد من الخبراء العراقيين في مجال تخطيط المدن مع نظرائهم الألمان لوضع مخطط جديد لمدينة النجف. ويتوخى المشروع التخطيط لمدينة عصرية تنشط فيها السياحة الدينية. وتمتاز مدينة النجف المقدسة في العراق بأنها تضم ضريح الإمام علي ابن عم رسول الإسلام ورابع خلفاء المسلمين والذي يقصده ملايين الزوار في المناسبات الدينية على مدار العام، كما تضم اكبر حوزة دينية شيعية في العالم علاوة على أنها تجاور مقبرة وادي السلام وهي الأكبر بين مقابر العالم.

مشاريع طموحة

ورغم أن المدينة مازالت تعاني من هجمات بالمتفجرات في فترات متباعدة إلا أن الحكومة العراقية تبدو عازمة على توسيعها وتحديثها بما يخدم السياحة الدينية فيها، ومن هنا فقد انتدبت وفدا من الخبراء إلى مدينة دوسلدورف، عاصمة ولاية نورد راين فيستفالين، بغرض العمل مع فريق شركة "بيرو شتات فيركير" الألمانية.

ممثل (مكتب المصمم المعماري) في المشروع المهندس عماد محمد صالح وفي حديث خص به دويتشه فيله أشار إلى أن خطط التنمية المقترحة تهدف الى تطوير السياحة الدينية، وتطوير الزراعة، وتوليد الطاقة الكهربائية من الطاقة الشمسية لاسيما وانّ النجف تقع على حافة الصحراء الغربية في العراق، ما يعني وفرة الطاقة الشمسية فيها. كما يرمي المشروع إلى تطوير الصناعات في المدينة. وأشار المهندس العراقي إلى أن الاتحاد الأوروبي كان قد وضع خطة لدراسة مصادر الطاقة الشمسية في الدول المحيطة والمناطق القريبة بدول الاتحاد وجاءت النجف ضمن هذه الخطة، من هنا يحاول العراق الاستفادة من الخبرة الألمانية في مجال الطاقة البديلة.

ومن بين أعضاء الوفد الزائر تحدثت دويتشه فيله مع مدير بلديات محافظة النجف سمير مهنا حول إمكانات تطوير الزراعة في بيئة النجف الصحراوية، فقال إن حكومة بلاده قد أوكلت إلى عدد من الشركات الدولية مهمة التنقيب عن المياه الجوفية في صحراء مدينة النجف وقد نجحت هذه الجهود في حفر عدد من الآبار الارتوازية لاستخراج المياه لإغراض الري، وعلى هذا الأساس تحاول بلاده أن تضع هذا المشروع ضمن مشروع المخطط الحديث لمدينة النجف.

معوقات وتحديات

المهندس الكسندر دينتسر احد خبراء التصميم في الشركة الألمانية أشار في حديث مع دويتشه فيله إلى أن هدف شركته هو المشاركة في تطوير المنطقة على المدى الأبعد، شارحا الصعوبات التي تواجههم في العمل، ومعتبرا أن" أهم مشكلة تواجهها الشركة هي قلة المعلومات بسبب عدم وجود قاعدة بيانات موثقة يمكن أن يستند إليها الباحث." وأردف دينستر "إن مصادر الحكومة العراقية في هذا المجال هي الأخرى شحيحة بسبب الحروب المستمرة وسنوات الحصار الاقتصادي الطويلة"، وهذا يعني ـ حسب المهندس الألماني ـ إن الشركة سوف تعتمد على وثائق الأمم المتحدة والمصادر الأمريكية، فيما تحاول على صعيد آخر أن نضع قاعدة بيانات بموجب معطيات موثقة يمكن أن تعمل طبقها.

لكن المشكلات الأخطر في العراق، والمتمثلة في غياب الأمن وتفشي الفساد الإداري، تبدو بعيدة عن الشركة الاستشارية الألمانية، إذ أن المكتب العراقي الذي يعمل معها هو الذي يواجه هذه المشكلات في الواقع العملي في العراق كونه يعمل في الميدان مباشرة.

ويشارك في فريق العمل الألماني عراقيون مقيمون في ألمانيا يتولون مهمة الترجمة والاتصالات مع الجانب العراقي.

الكاتب: ملهم الملائكة

مراجعة: عبده جميل المخلافي