تعاطف الألمان مع تطلعات المحتجين المصريين على مبارك
٤ فبراير ٢٠١١خرج كثير من المواطنين الألمان للتظاهر مع المصريين في أماكن مختلفة من العاصمة برلين، وذلك تضامناً مع الشباب المصري، الذي ثار على الأوضاع المعيشية المتدهورة والبطالة في مصر، ومع مطالبهم السياسية المنادية بتغيير النظام وتنحي الرئيس مبارك. ووقف الألمان في أماكن عدة للتظاهر مع المصريين، أمام السفارة المصرية ومبنى الخارجية الألمانية، وأمام البوابة التذكارية "براندنبورغر تور" قرب البرلمان الألماني وأيضاً. دويتشه فيله تحدثت إلى بعض المشاركين في التظاهرات من المواطنين الألمان لسؤالهم عن آرائهم بموقف حكومتهم من الأحداث الراهنة في مصر.
خيبة أمل
لم يكن موقف الحكومة الألمانية مستساغاً لدى بعض الألمان، وذلك في بداية تعاملها مع حركة الاحتجاجات في مصر، عن ذلك تقول الطالبة الجامعية بولا إكهارت: "لقد أصابتني خيبة أمل من موقف الحكومة الألمانية في البداية، وجاء ذلك في وقت لا أتوقع الكثير من هذه الحكومة". من جانبها تفسر السيدة هايكه فيتر موقف الحكومة الألمانية بقولها: "إن هذا الموقف من حكومتنا هو موقف دبلوماسي فحسب، وفي كثير من الآحيان تعد الدبلوماسية نوعاً من الابتعاد عن الحدث وعدم التفاعل معه. وأتمنى أن تمارس الحكومة الألمانية ضغطاً في اتجاه إيجاد حل سريع للموقف، من أجل عدم سقوط ضحايا جدد". أما ديتل يليوس أحد أعضاء اليسار في ألمانيا فيقول: "أنا أقف هنا أمام الخارجية الألمانية لإيصال صوتي إلى الحكومة، ويجب عليها ألا تقف موقف المتفرج، فالتصريحات الأولى الحذرة من الحكومة أصابتني بخيبة أمل".
هل ما زال الحوار ممكناً؟
وأمام البوابة التذكارية " براندنبورغر تور" القريبة من مبنى البرلمان الألماني في العاصمة برلين تقف هايكه فيتر في مشاركة للمتضامنين، وتقول عن ذلك: "هذه البوابة لها أرث تاريخي يمثل الفرقة بين غرب ألمانيا وشرقها، لكنها في الوقت ذاته تمثل الحوار والتواصل بعد الوحدة، وأرى أن الوقت مازال مبكراً في مصر، فعلى الجميع الأطراف الجلوس للحوار، ويجب أن نساعد في هذا الاتجاه". فولكر موللر، أحد المشاركين في إحدى الوقفات التضامنية، يقول عن موقف الحكومة الألمانية: "العناد لا يولد سوى عناد، وهؤلاء الشباب يطالبون بحقوقهم، وعلى السلطة المصرية أن تسمع لهم، والتحاور معهم. وأرى أن طلب الحكومة الألمانية بالانتقال السلس للسلطة يعد خطوة تهدف إلى تجنب إراقة المزيد من الدماء". أما السيدة مونكا باور فتقول: "الحوار يكون ممكناً إذا تمت إجراءات عادله وسريعة في معاقبة الذين تجاوزوا الحدود وقاموا بمصادرة حق التظاهر السلمي، لأن التظاهر السلمي حق لكل إنسان".
مخاوف ليست صحيحة
وعن ما يتم نشره من أن هناك احتمال لأن تأول السلطة في مصر إلى الإسلام السياسي، يعبر ديتل يليوس بقوله: "لقد أثبت الأيام أن هذه الإنتفاضة ليس ورائها جماعات أو تيارات، وإنما هي انتفاضة عفوية لشباب يبحث عن حقوقه. إن المخاوف التي تتردد بشأن سيطرة الإسلام السياسي عليها، ليس لها أي أساس من الصحة". غير أن يليوس بحذر في الوقت نفسه من خطورة العناد بقوله: "لكن إذا تركنا العنف يتفاقم بسبب العناد بين جميع الأطراف، قد تدخل مثل هذه الجماعات وتستخدم الموقف لصالحها". عن تلك المخاوف أيضاً يرى الطالب الجامعي كريستوف كونر: "إذا نظرنا في ما حدث في كل من الانتفاضتين في تونس ومصر، نجد أن الأوصولية الإسلامية لم تقم بأي دور أساسي فيها، وهذا يؤكد مدى شعبيتهما".
لا للتنازلات
كما أن هناك من الألمان من وصف عدم إذعان الحكومة المصرية لمطالب المحتجين المسالمين بالحرية بنوع من التساهل، وفي نبره شديدة تقول السيدة إيفا بتنر: "لا يجب أن يكون هناك تنازلات مع الحكومة المصرية، إن لم تستجيب لنداءات الحرية والعدالة الاجتماعية". وعن مخاوف الحكومة الألمانية والشركات الألمانية من أن تفقد أسواقها في مصر، وذلك إذا ارتفعت نبرتها مع النظام المصري، تقول السيدة بتنر: "إذا وجدت هذه المخاوف، هذا يعني أن تعامل السياسة الألمانية في مجال حقوق الإنسان يشوبه عيب خطير". وتضيف بتنر بالقول: "لقد قُتل أحد أصدقاء زوجي في ميدان التحرير أمام أنظار العالم، لا يجب دعم الاساليب القمعية في حكم البلاد، التي تنتهجها حكومة مبارك".
هاني غانم – برلين
مراجعة: عماد م. غانم