تظاهرات في ألمانيا وغالبية الفرنسيين مع نشر الرسوم الساخرة

شهدت مدينة دورتموند غربي ألمانيا مظاهرة ضمت نحو 1500 شخص احتجاجا ضد الإساءة للنبي محمد وللإسلام، بعد عرض فيلم "براءة المسلمين" الذي أنتج في الولايات المتحدة، وكذلك نشر صحيفة فرنسية رسومات ساخرة للنبي محمد. وبدأت المظاهرة منتصف ووصلت إلى وسط المدينة، حيث احتشد الجمع هناك قبل أن يتفرقوا دون حدوث "أي إزعاج أو مشكلات"، حسب الشرطة الألمانية. وحمل المتظاهرون، الذين كان من ضمنهم نساء وأطفال، لافتات مكتوب عليها:"لا للعنف نعم للتسامح" وأخرى "نحن نحب رسولنا". وكانت ألمانيا قد شهدت أمس الجمعة أولى التحركات الاحتجاجية مشابه كله اتسمت بالطابع السلمي.

من ناحيته أنضم وزير التنمية والتعاون الدولي الألماني،ديرك نيبل، إلى قائمة السياسيين الألمان المؤيدين حظر عرض الفيلم الأمريكي المسيء للنبي محمد في ألمانيا. وفي مقابلة مع صحيفة "بيلد" الألمانية الصادرة اليوم السبت قال نيبل المنتمي إلى الحزب الديمقراطي الحر الشريك في الائتلاف الحاكم في ألمانيا:"مثل هذا الفيلم لا ينبغي عرضه إذ أنه لا ينبغي علينا سكب المزيد من الزيت علي النار". في الوقت نفسه شدد الوزير الألماني على أنه من أنصار حرية الرأي لكنه يعرف "أن لهذه الحرية حدودا".

مظاهرات في نيجريا واشتبكات في بنغلاديش

وفي نيجريا تظاهر عشرات آلالاف في شوارع كانو، ثاني اكبر مدن نيجيريا، وذلك للاحتجاج على الفيلم المسيء للنبي. وقال مراسل وكالة فرانس برس إن المتظاهرين ساروا عدة كيلومترات داخل المدينة. ونظمت التظاهرة الحركة الإسلامية في نيجيريا (شيعية) المقربة من إيران والتي كانت بدأت الظهور منذ أواخر سبعينات القرن الماضي في اكبر دول إفريقيا من حيث عدد السكان.

وقال محمد توري العضو في الحركة واحد متزعمي التظاهرة "نزلنا اليوم للشوارع للتعبير عن غضبنا ورفضنا لهذا الفيلم التجديفي". وأضاف "وترمي هذه التظاهرة أيضا لمطالبة الحكومة الأميركية بوقف مثل هذه الأعمال المشهرة بالإسلام".

وعلى الصعيد نفسه دعت منظمات إسلامية في بنغلاديش إلى إضراب عام في جميع أنحاء البلاد وذلك بعد أن اشتبك متظاهرون مع الشرطة وسط العاصمة دكا بسبب الفيلم. وأعلن تحالف يضم 12 حزبا إسلامياً في مؤتمر صحفي توقفهم عن العمل لمدة يوم كامل وذلك غدا الأحد (23 أيلول/ سبتمبر 2012) بعد أن اعتقلت الشرطة العشرات من المتظاهرين الذين كانوا يحتجون على فيلم "براءة المسلمين" وكذلك على رسوم كاريكاتورية تسخر من النبي محمد نشرت في فرنسا.

وأدت الاشتباكات بين الشرطة والمحتجين والتي استمرت لمدة ساعة إلى إصابة مالا يقل عن 100 متظاهر في وسط دكا،حسبما ذكرت الشرطة. وصرح ظفرالله خان الأمين العام للتحالف الذي يضم 12 حزباً قائلاً: "سنقوم بإضراب عام في أنحاء البلاد يوم الأحد احتجاجا على الأعمال الوحشية التي ارتكبتها الشرطة ضد أنشطتنا"، داعياً الحكومة الأمريكية لفرض حظر على الفيلم.

يذكر أن بنغلاديش ذات الأغلبية المسلمة، حوالي 90 في المائة من سكان بنجلاديش البالغ عددهم 160 مليون نسمة مسلمون، قد حظرت في وقت سابق من هذا الأسبوع الدخول إلى موقع يوتيوب الذي يبث مقتطفات من الفيلم.

أكثر من نصف الفرنسيين يؤيد نشر الرسوم الساخرة

من جانب آخر كشفت نتائج أحدث استطلاعات الرأي في فرنسا عن وجود انقسام بين الفرنسيين حول موقفهم من نشر صحيفة "شارلي ابدو" مؤخرا رسوما كاريكاتورية تتعرض للنبي محمد. وأظهرت النتائج التي نشرت اليوم السبت في صحيفة"زود كويست" الفرنسية أن 51 في المائة من الفرنسيين يؤيدون نشر هذه الرسوم فيما أعرب 47 في المائة ممن شملهم الاستطلاع عن اعتقادهم بأن النشر يمكن أن يؤدي إلى توترات جديدة في ظل الموقف الراهن. وأجرى الاستطلاع معهد "إيفوب" لقياس الرأي العام علي مدى اليومين الماضيين لصالح الصحيفة المذكورة وشمل 953 شخصا.

على العكس من ذلك في ألمانيا حيث اظهر استطلاع للرأي نشر الخميس فإن غالبية الألمان (72%) يعارضون عرض فيلم "براءة المسلمين" على الجمهور الأمر الذي لم يؤيده سوى 21 في المائة فقط من ألف شخص شملهم هذا التحقيق الذي جرى في 19 أيلول/سبتمبر الحالي.

وكانت الشرطة الفرنسية أعلنت عن رفضها منح تراخيص لكل المظاهرات التي كان مزمعا تنظيمها السبت (22 أيلول/ سبتمبر 2012) للاحتجاج على الرسوم والفيلم حول النبي نبي الإسلام. وكان وزير الداخلية الفرنسي مانويل فال قال إن "تعليمات واضحة للغاية" أعطيت لمراكز الشرطة بفض أي مسيرة من هذا النوع. وكانت الشرطة الفرنسية ألقت القبض لفترة مؤقتة على نحو 150 شخصا في مظاهرات نظمت مطلع الأسبوع الماضي قبالة السفارة الأمريكية في باريس.

ع.خ/ ع.ج.م(د.ب.ا، ا.ف.ب)