تصاعد العنف في الضفة الغربية مع استمرار القتال في غزة
٢٠ أبريل ٢٠٢٤واصل الجيش الإسرائيلي عملياته لليوم الثالث على التوالي السبت (20 أبريل/نيسان 2024) في مخيم نور شمس بالقرب من طولكرم بشمال الضفة الغربية المحتلة حيث قال إنه قتل عشرة فلسطينيين واعتقل ثمانية آخرين. وجاء ذلك مع تصاعد أعمال العنف في المنطقة واستمرار القتال في غزة.
وقالت السلطات الفلسطينية إن سائق سيارة إسعاف فلسطينياً قُتل بينما كان في طريقه لإجلاء جرحى أصيبوا خلال هجوم شنه مستوطنون في الضفة الغربية المحتلة اليوم.
حصار لمخيم نور شمس
وقالت وزارة الصحة الفلسطينية إن السائق (50 عاماً) قُتل "برصاص إسرائيليين" قرب قرية الساوية جنوبي مدينة نابلس بينما كان في طريقه لنقل جرحى سقطوا خلال الهجوم على القرية. ولم يتضح حتى الآن ما إذا كان المستوطنون هم من أطلقوا النار على السائق. ولم يصدر تعليق بعد من الجيش.
وفي وقت سابق، قالت السلطات الصحية إن فلسطينيَين على الأقل قُتلا خلال مداهمة نفذتها قوات إسرائيلية في منطقة نور شمس بالقرب من مدينة طولكرم. وأفادت مصادر فلسطينية ومسؤولون فلسطينيون بأن أحدهما مسلح والآخر فتى يبلغ من العمر 16 عاماً.
ومنذ بداية الحرب، قُتل 480 فلسطينيًا على الأقل على يد القوات الإسرائيلية أو المستوطنين في الضفة الغربية، بحسب ما أفادت وكالة الأنباء الفرنسية.
وذكر سكان اتصلت بهم فرانس برس أن الكهرباء قُطعت وبدأ الطعام ينفد، ولا يستطيع أحد الدخول أو الخروج من المخيم. وأضافوا أن المياه "تصل مع صرف صحي بسبب ضرب الخطوط"، مشيرين إلى "نقص في حليب الاطفال والخبز".
وقالت كتيبة طولكرم، التي تضم مسلحين من عدة فصائل فلسطينية، إن مقاتليها تبادلوا إطلاق النار مع القوات الإسرائيلية اليوم السبت. وشوهدت ثلاث طائرات مسيرة على الأقل تحلق فوق نور شمس، حيث احتشدت مركبات عسكرية إسرائيلية وسمع دوي إطلاق نار.
وذكر مراسلون لوكالة فرانس برس في الموقع أنهم سمعوا دوي انفجارات وإطلاق نار صباح السبت، وشاهدوا قصف ثلاثة منازل على الأقل وطائرات مسيرة تحلق فوق المخيم. وفي لقطات لتلفزيون فرانس برس، تظهر آليات عسكرية وجنود يتجولون في أزقة المخيم الذي يعيش فيه نحو سبعة آلاف شخص.
وقال الجيش الإسرائيلي في بيان، إن "القوات الأمنية تمكنت من القضاء على عشرة إرهابيين خلال الاشتباكات"، بعد حوالى 48 ساعة على بدء التوغل الذي جرح خلاله ثمانية جنود وضابط من قوات حرس الحدود. ويؤكد الجيش الإسرائيلي أن عمليات التوغل هذه تستهدف مجموعات فلسطينية مسلحة، لكن كثيراً ما يسقط فيها مدنيون أيضا.
وأكدت وزارة الصحة الفلسطينية مقتل شخصين منذ أمس الجمعة في نور شمس، حيث يعيش نازحون جراء حرب عام 1948 وأبناؤهم وأحفادهم.
غارات على رفح
وفي قطاع غزة، قال مسؤولون طبيون ووسائل إعلام تابعة لحركة حماسإن إسرائيل شنت هجمات على مدينة رفح بجنوب القطاع، حيث يقيم أكثر من مليون فلسطيني، وكذلك على مخيم النصيرات في وسط غزة حيث دمرت خمسة منازل على الأقل، فضلاً عن هجمات على منطقة جباليا في الشمال.
يذكر أن حركة حماس هي مجموعة مسلحة فلسطينية إسلاموية، تصنفها ألمانيا والاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة ودول أخرى على أنها منظمة إرهابية.
وقال الجيش الإسرائيلي إن قواته تنفذ مداهمات في وسط غزة حيث اشتبكت من مسافة قريبة مع مقاتلين فلسطينيين. وقالت السلطات الصحية الفلسطينية إن الهجمات الإسرائيلية على غزة تسببت في مقتل 37 فلسطينياً وإصابة 68 آخرين خلال الساعات الأربع والعشرين المنصرمة.
ولا يزال القتال مستمراً في غزة على الرغم من انسحاب معظم القوات المقاتلة الإسرائيلية من المناطق الجنوبية في وقت سابق من هذا الشهر.
وأفاد الدفاع المدني في غزة اليوم بمقتل تسعة أفراد من عائلة واحدة، بينهم ستة أطفال، في ضربة ليلية إسرائيلية على مدينة رفح. وأعلن مستشفى النجار في رفح أن القتلى هم خمسة أطفال تتراوح أعمارهم بين سنة وسبع سنوات وفتاة تبلغ 16 سنة وامرأتان ورجل.
وأفاد المتحدث باسم الدفاع المدني في غزة محمود بصل بأن طائرات إسرائيلية استهدفت "شقة سكنية تعود لعائلة رضوان ما أدى إلى ارتقاء 9 من المواطنين المدنيين الآمنين"، مشيراً إلى "انتشال 9 مواطنين منهم 6 أطفال" من بين الأنقاض. وأمام المستشفى أفاد مراسل وكالة فرانس برس بمشاهدة أشخاص يحيطون بأكياس صغيرة للجثث وهم يبكون، فيما يُسمع هدير طائرات تحلق في الأجواء.
والسبت نفى مصدر في الأمم المتحدة صحة تقارير أوردتها وسائل إعلام إسرائيلية تفيد بأن أكثر من 200 ألف شخص غادروا رفح واتّجهوا شمالا بعد انسحاب القوات الإسرائيلية من مدينة خان يونس في وقت سابق من الشهر الحالي. وقال المصدر إن الناس يتوجّهون ذهابا وإيابا بشكل منتظم لتفقّد بيوتهم ومقتنياتهم. كذلك نفى متحدّث باسم حكومة حماس في غزة صحة تلك التقارير الإعلامية، في حين لم تشأ وحدة تنسيق الشؤون المدنية الفلسطينية التابعة لوزارة الدفاع الإسرائيلية (كوغات) الإدلاء بتعليق.
اعتراض دولي
ويهدّد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بعملية عسكرية في مدينة رفح التي يتكدس فيها أكثر من 1.5 مليون فلسطيني، أي أكثر من نصف سكان القطاع، ومعظمهم نازحون هربوا من المعارك في أنحاء أخرى منه.
ورفح هي آخر منطقة في غزة لم تدخلها القوات البرية الإسرائيلية في الحرب المستمرة منذ أكثر من ستة أشهر والتي تهدف إلى القضاء على حركة حماس.
ويواجه نتنياهو اعتراضاً دولياً واسع النطاق على خطة مهاجمة رفح حيث يقول الجيش إن آخر كتائب منظمة تابعة لحماس موجودة هناك وحيث يُعتقد أن الرهائن الإسرائيليين المتبقين وعددهم 133 رهينة محتجزون.
ع.ح/ص.ش (أ ف ب ، رويترز)