تسميم نافالني.. تحذيرات في ألمانيا من وقف "نورد ستريم 2"
٩ سبتمبر ٢٠٢٠ترى اللجنة الاقتصادية الألمانية المختصة بالعلاقات مع شرق أوروبا أنه "لا يوجد شك على الإطلاق" في أنه يتعين الكشف عن خلفيات واقعة تسميم المعارض الروسي أليكسي نافالنيبشفافية ومحاسبة المسؤولين عنها. لكن في المقابل، قال رئيس اللجنة أوليفر هيرمس "لا نرى أنه من المبرر أن تتضرر شركات أوروبية ليس لها صلة تماما بالموضوع بعقوبات اقتصادية".
وأضاف هيرمس في تصريحات لوكالة الأنباء الألمانية (د ب أ): "لقد تم مراجعة مشروع نورد ستريم 2 واعتماده من قبل جميع الهيئات المسؤولة داخل ألمانيا والاتحاد الأوروبي خلال عملية طويلة للغاية. لا ينبغي أن يقودنا الأذى الرهيب الذي لحق بالسيد نافالني إلى تصرف ينطوي على خرق لقانون الاتحاد الأوروبي الخاص بنا. القانون ينبغي أن يظل قانونا".
وأشار هيرمس إلى أنه علاوة على ذلك لا يمكن استبعاد أن "تنشأ مطالبات كبيرة بالتعويض عن الأضرار" حال تم وقف المشروع.
ووفقا للجنة الاقتصادية، قامت الشركات الأوروبية بالفعل بتحويل خمسة مليارات يورو لصالح المشروع. وأشارت اللجنة إلى أن وقف المشروع لن يخرب استثمارات هذه الشركات فحسب، بل سيطول التخريب أيضا خط الأنابيب التكميلي الذي يبلغ تكلفته ثلاثة مليارات يورو عبر شرق ألمانيا إلى التشيك.
وفي تصريحات لصحيفة "راين-نيكار-تسايتونغ" الألمانية الصادرة اليوم الأربعاء، قال هيرمس إنه لا يمكن رهن المشروعات السارية وفقا للوضع السياسي السائد، نافيا في الوقت نفسه انتقادات بأن مشروع "نورد ستريم 2" سيجعل ألمانيا معتمدة على روسيا في مجال الطاقة.
وقال هيرمس: "نورد ستريم 2 لا يخلق تبعية جديدة لروسيا. خط الأنابيب يزيد ببساطة من إمدادات الغاز الطبيعي الموجودة في السوق الأوروبية، وبالتالي يؤمن أسعارا أقل لنا"، مشيرا إلى أن دعم الطاقة في الاتحاد الأوروبي يتراجع للأسف، كما أن النرويج قدراتها محدودة في التوريد.
وقال رئيس اللجنة الاقتصادية الألمانية المختصة بالعلاقات مع شرق أوروبا "بدون خط الأنابيب سنضطر لشراء غاز التكسير من الولايات المتحدة أو الغاز من قطر أو ليبيا أو الجزائر". وذكر هيرمس أنه لأسباب تتعلق بحماية المناخ وأخرى تتعلق بالتنافسية الأوروبية، لن يعود التخلي عن الغاز الطبيعي الروسي علينا بالنفع على نحو خاص، بل سيجعلنا معرضين للابتزاز.
من جانبه أعلن وزير الدولة الألماني للشؤون الأوروبية مايكل روث أن بلاده ستبقي جميع خياراتها مفتوحة بشأن عقوبات محتملة على روسيا المتهمة بتسميم المعارض أليكسي نافالني.
وقال روث لفرانس برس ردا على سؤال عن الإجراء الذي قد تتخذه ألمانيا ضد روسيا في ما يتعلق بهذه القضية "لقد أوضحنا أننا سننظر في مجموعة الأدوات بأكملها".
ونفت موسكو بشدة تورطها في تسميم نافالني، كما ندد الكرملين بالمحاولات "العبثية" لتحميل روسيا مسؤولية هذه العملية.
ونددت روسيا الأربعاء (التاسع من سبتمبر/ أيلول 2020) بما أسمته "حملة تضليل" تهدف الى فرض عقوبات جديدة عليها وذلك بعدما دعت القوى الكبرى في مجموعة السبع الى إحالة منفذي عملية تسميم المعارض اليكسي نافالني الى القضاء "بشكل عاجل". وقالت الخارجية الروسية في بيان إن "حملة التضليل الجارية هي الدليل الواضح على أن الذين يقفون وراءها لا تهمهم صحة نافالني وانما يسعون الى التعبئة من أجل فرض عقوبات".
ع.ش/ع.ج.م (د ب أ، أ ف ب)