تسريحة شعرك دليل على هويتك
٢٢ ديسمبر ٢٠١٣أكثر من 7 مليارت شخص رؤوسهم مكسوة بالشعر، هو تماما ما يمكن لباحث من الفضاء الخارجي رصده عن كوكب الأرض. وتتنوع تسريحات الشعر التي يظهر بها سكان الأرض، بين الشعر المضفر والقصير والمموج والملون والمغطى. ما يدفع الباحثين من خارج الكرة الأرضية للتساؤل عن سبب هذا التنوع. حتى سكان الأرض أنفسهم لا يوجد لديهم إجابة واضحة لذلك. إلا أن الشيء المؤكد هو أن شعر الرأس لا يحمي الإنسان من الحرارة والبرودة فحسب، بل هو وتبعا لكل ثقافة يرمز للجمال والوضع الاجتماعي والانتماء العقائدي أوللديانة.
فن تسريح الشعر في اليابان
يدير مصفف الشعرالياباني تاكا كو بو صالون " موديس هير" في مدينة ديسلدورف. وبالرغم من أن "موديس هير" سلسلة فرنسية الأصل إلا أن هذا الصالون يقع في واحد من أحياء مدينة دسلدورف حيث يقيم العديد من اليابانيين هناك، مادفع تاكا للتمسك بتقاليد تسريحات الشعر اليابانية، إذ يقوم تاكا في البداية بالعناية بشعر الزبون ومن ثم تسريحه، إضافة إلى تدليك رأس الزبون وذراعيه.
فالشعر في اليابان يحمل الكثير من المعاني ويعتبر شيئا حيا. ففي الماضي مثلا كان الشعر وسيلة لتحقيق الأمنيات، ,ذلك بقص خصلة منه ووضعها في الكنيسة حسبما يوضح تاكا. اكتشف تاكا ولعه بفن تصفيف الشعر صدفة. فتاكا ولد في البرازيل وعندما بلغ الـ15 من عمره انتقل إلى اليابان لاحتراف كرة القدم. إلا أن إصابته حالت دون تحقيق حلمه في أن يصبح لاعبا محترفا، ليحصل على عمل في إحدى صالونات الحلاقة، و لتقوده مهنته مرة أخرى إلى عالم كرة القدم للمحترفين. فتاكا هو مصفف الشعر الخاص بفريق مانشستر يونياتيد أو فريق نورنبورغ.
عروض تسريحات الشعر
ولكن لماذا تبدأ الجاذبية من الشعر؟ يستكشف مؤرخ الفن كريستيان يان إيكه عروض تسريحات الشعر من منظور الدراسات الثقافية. فشعر الرأس لم يعد يلعب دور الفراء. فالشعر شيء ثمين وسقوطه يجعل الإنسان يبذل جهدا أكبر للحفاظ على ماتبقى منه، حسبما يرى يان إيكه في حديث له معDW.
تقليد افريقي للشعر يفيد الشقراوات
وفي معظم الثقافات يعتبر الشعر الطويل يمثل رمزا معينا، حسبما يرى يان إيكه. فمنذ أكثر من 20 عاما يقوم الصالون الإفريقي "زيبلرا تروبيكا" في مدينة كولونيا بتطويل الشعر وفقا لتقليد في غرب إفريقيا يعتمد على تقنية تجديل الشعر ما يساعد على معالجة الشعر المجعد والجاف، حسبما تؤكد مصففة الشعر بابايانكا أدوها. وتعتمد بابايانكا تقنية تجديل الشعر أيضا لتطويل الشعر الضعيف كشعر بعض الشقروات اللواتي يترددن إليها فببا يانكا تؤكد أن قسما كبيرا من زبائنها هم ألمان. في البداية عملت بابايانكا كمراسلة لللغة الأجنبية في السفارة الغانية إلى ألمانيا، نجاحها في تصفيف شعر الكثير من زميلاتها دفعها لافتتاح صالون إفريفي لتصفيف الشعر في كولونيا.
وتتميز كل ثقاقة بأنماط مختلفة من تسريحات الشعر. فلمدة طويلة ارتبطت بعض تسريحات الشعر بثقافة معينة. إلا أن ذلك تغير كثيرا على حد قول يان إيكه "حاليا نرى الكثير من تسريحات الشعر التي تجمع بين عناصر مختلفة من قصات الشعر التقليدية معا".
تسريحة الشعر التركية في الأوساط الألمانية
تحظى زيارة صالون الحلاقة أهمية كبيرة لدى الرجال أيضا، لقص شعرهم وحلاقة لحيتهم. فمن مهنة تصفيف الشعر تطورت مهنة حلاقة اللحية. وهو مايقوم به عدنان أوتوكان الذي يدير صالون "مانس ورلد" في كولونيا. وبالرغم من أن مصففي الشعر الألمان يعتمدون الآلة الكهربائية في الحلاقة، إلا أن عدنان مازال يستخدم الشفرة في الحلاقة مبررا ذلك بقوله "ورثت هذه المهنة عن والدي الذي علمني إياها".
نجح بعض مصففي الشعر مثل تاكا وبابا وعدنان في نقل فن تصفيف الشعر الخاص بثقافتهم إلى ألمانيا. إلا أنه لا يمكنهم الاحتفاظ بهذه الأعمال الفنية بشكل دائم، فشعر الرأس ينمو يوميا 0.5 ميلمتر ما يجعل تسريحات الشعرتتغير باستمرار لتعود إلى طبيعتها ثانية حسبما يوضح ياناينكه. وهو يرى أن فنون تصفيف الشعر أمر ثانوي وأن اختيار المرء لمصفف شعر بعينه لايرجع لتسريحاته المميزة بل لأنه أفضل من يفهم الطبيعة الخاصة لرؤوسهم.