تسريبات عن اتفاق واشنطن وبغداد على تأجيل موعد انسحاب القوات الأمريكية
١١ يوليو ٢٠١١أعرب وزير الدفاع الأمريكي ليون بانيتا عن قلق بلاده من تسليح إيران لمتشددين عراقيين، وقال إنها قد تتحرك بشكل منفردة إذا لزم الأمر للتعامل مع هذا الخطر. إذ أن 14 جنديا أمريكيا قتل في العراق خلال الشهر الفائت، ليصبح أكثر الشهور دموية بالنسبة للقوات الأمريكية هناك منذ 3 سنوات. وقتل ثلاثة جنود أمريكيين آخرين على الأقل في شهر يوليو تموز من بينهم جندي قتل أمس الأحد في اليوم الذي وصل فيه بانيتا إلى العراق في أول زيارة له للبلاد بعد توليه منصب وزير الدفاع. وألقى مسؤولون أمريكيون مسؤولية معظم الهجمات على ميليشيات تزودها إيران بأسلحة.
وقال بانيتا "نحن قلقون للغاية بشأن إيران والأسلحة التي تقدمها لمتطرفين هنا في العراق، ولا يمكننا ببساطة أن نقف مكتوفي اليدين ونسمح باستمرار هذا." وتابع " سنفعل ما علينا أن نفعله بشكل منفرد لنتمكن من ملاحقة هذا الخطر أيضا وهو ما نفعله... ونضغط على إيران حتى لا تواصل هذا المسلك". إلى ذلك قال مصدر بوزارة الداخلية العراقية إنه بعد وصول وزير الدفاع الأمريكي للعراق بساعات أطلقت 3 صواريخ كاتيوشا على المنطقة الخضراء في بغداد التي تضم السفارة الأمريكية والعديد من المباني الحكومية.
تأجيل الانسحاب حتى 2016
ومازال للولايات المتحدة 46 ألف جندي في العراق بعد مرور أكثر من ثماني سنوات على الحرب الذي قادته الولايات المتحدة عام 2003 ضد نظام صدام حسين، وهي تعتزم سحب جميع قواتها من العراق بحلول نهاية العام بموجب اتفاق أمني بين الجانبين. ويضغط مسؤولون أمريكيون ومن بينهم بانيتا على العراق حتى يقرر ما إذا كان سيطلب من القوات الأمريكية البقاء بعد الموعد المقرر للانسحاب.
من جانبها كشفت صحيفة عراقية اليوم أن بغداد وواشنطن توصلتا إلى شبه اتفاق لتمديد بقاء القوات الأمريكية في العراق حتى نهاية عام 2016. ونشرت صحيفة "المدى" اليومية المستقله تقريرا تناولت فيه مذكرات سرية حصلت عليها تظهر "وجود نقاش مكثف بين الحكومتين العراقية والأمريكية بهذا الصدد للتوصل إلى عقد اتفاقية تكون بشكل عقد خاضع للقوانين المحلية من أجل الاستخدام المؤقت لمواقع معينة في الأراضي العراقية من قبل سفارة الولايات المتحدة لغرض دعم البرامج الدبلوماسية المشتركة والتي تتضمن المساعدة العسكرية وتدريب الشرطة والتدريب القضائي ومشاريع التنمية الاقتصادية". وأوضحت الصحيفة أن المذكرة حددت مواقع وجود القوات الأمريكية بعد انتهاء الاتفاقية في مدن البصرة والموصل وكركوك وابريل بالإضافة إلى العاصمة بغداد.
وصرح نوري المالكي رئيس الوزراء العراقي بأنه سيلتزم بالقرار الذي يجمع عليه غالبية الزعماء السياسيين. وأعطت الكتل الشيعية والسنية والكردية نفسها أسبوعين لتحديد موقفها من قضية انسحاب القوات الأمريكية. وكانت كتلة رئيسية على الأقل في ائتلاف المالكي وهي كتلة الزعيم الشيعي مقتدى الصدر قد عارضت صراحة استمرار الوجود العسكري الأمريكي.
(ع.ج/ رويترز، أ ف ب، د ب آ)
مراجعة: عبده جميل المخلافي