تركيا وإسرائيل تبحثان تعويض عائلات ضحايا سفينة مرمرة
٢٢ أبريل ٢٠١٣وصل وفد إسرائيلي إلى تركيا الاثنين (22 ابريل/نيسان)لأول مرة منذ عام 2010، برئاسة مستشار لرئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، وذلك لمناقشة تعويضات لضحيا سفينة مرمرة. وسيتفاوض البلدان على وضع آلية تتيح دفع تعويضات لعائلات الأتراك التسعة الذين قتلوا وكذلك العديد من الجرحى أثناء هجوم الجيش الإسرائيلي على أسطول المساعدات الإنسانية الذي كان متوجها إلى قطاع غزة. والاجتماع الأول بين الوفدين اللذين يترأسهما مساعد وزير الخارجية التركية فريدون سينيرليوغلو ورئيس مجلس الأمن القومي الإسرائيلي ياكوف اميدرور يجري في جلسة مغلقة في وزارة الخارجية التركية.
وتأتي إشارة الانطلاق لهذه المحادثات بعد شهر تماما على الاعتذارات التي قدمها رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو لأنقرة التي كانت تطالب بها بإصرار منذ الحادث. وبادرة الدولة العبرية تمت بطلب ملح من الرئيس الأميركي باراك أوباما. وقبل رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان هذه الاعتذارات "باسم الشعب التركي". لكنه ذكر على الفور بان استئناف العلاقات بشكل كامل بين بلاده والدولة العبرية، اللتين كانتا حليفين مقربين في الماضي، يتوقف على دفع التعويضات ورفع الحصار المفروض على غزة.
وقال مصدر تركي إن الطرفين قد يشكلان صندوقا مخصصا "لتلبية مطالب عائلات الضحايا" بدون إعطاء توضيحات أخرى. لكن هذا الأمر يواجه صعوبات لأن عائلات الضحايا وهم من الأوساط الإسلامية يطالبون في المقام الأول برفع الحصار عن غزة. وقال المحامي رمضان اريتورك الذي يدافع عن 430 من أصل 450 من أقرباء الضحايا الأتراك الذين ادعوا بالحق المدني لوكالة فرانس برس، "إن هذه العائلات تجعل من رفع الحظر والحصار المفروضين على غزة أولويتها". وأضاف "إنها تريد حتى التأكد من ذلك بنفسها، على الأرض، بتوجهها إلى غزة".
وقد فتح القضاء التركي من جانب آخر السنة الماضية محاكمة بحق المسؤولين العسكريين الإسرائيليين الأربعة السابقين الذين يحاكمون غيابيا. وكانت العائلات المدعومة من هيئة الإغاثة التركية الإنسانية (آي اتش اتش) وهي منظمة غير حكومية قريبة جدا من الحكومة التركية، رفضت سحب دعواها أمام محكمة اسطنبول. وتقرر موعد الجلسة المقبلة في 20 أيار/ مايو. وعشية إطلاق المفاوضات المح نائب رئيس الوزراء التركي بولنت ارينتش إلى أن بلاده يمكن أن ترفض توقيع اتفاق مع إسرائيل في ظل عدم موافقة العائلات.
استياء تركي من كيري
كما إن رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان أراد إعطاء طابع سياسي جدا لهذه المحادثات عبر إعلان نيته زيارة قطاع غزة في النصف الثاني من أيار/ مايو. وأثار هذا الأمر انتقادات من الرئيس الفلسطيني محمود عباس وإحراجا للولايات المتحدة التي جعلت من المصالحة التركية الإسرائيلية إحدى أوراقها لمحاولة استئناف عملية السلام في الشرق الأوسط المجمدة حاليا. واقترح وزير الخارجية الأميركي جون كيري الأحد في اسطنبول على رئيس الوزراء التركي تأخير موعد زيارته التي يريد القيام بها لقطاع غزة.
ولكن هذه الدعوة أثارت استياء أنقرة، حيث قال نائب رئيس الوزراء التركي والمتحدث باسم الحكومة بولنت ارينتش الاثنين إن طلب كيري تأجيل زيارة رئيس الوزراء التركي إلى غزة "غير سليم دبلوماسيا". وقال ارينتش للصحافيين "حكومتنا هي التي تقرر إلى أين ومتى يسافر رئيس الوزراء أو أي مسؤول تركي".
ف.ي/ ع.ج.م (أ ف ب، رويترز، د ب ا)