تركيا على خط أزمة كردستان والمركز
٢٢ نوفمبر ٢٠١٢طالب رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي نظيره التركي رجب طيب اردوغان الذي اتهمه بالسعي لإثارة حرب أهلية في العراق، بالكف عن التدخل في شؤون دول المنطقة. جاء ذلك في بيان صدر عن مكتبه الأربعاء 21 تشرين ثاني/أكتوبر 2012 . و أشار البيان "نصيحتنا للسيد اردوغان معالجة شؤون الأقليات والكف عن زج تركيا في مشاكل جميع دول المنطقة لأنها سياسة لا تجلب لتركيا وشعبها سوى المتاعب".
واستطرد البيان أن "على رئيس الحكومة التركية السيد اردوغان تركيز الاهتمام على معالجة أوضاع تركيا الداخلية التي يقلقنا اتجاهها نحو الحرب الأهلية على خلفيات طائفية وقومية"، مشيرا بذلك إلى حزب العمال الكردستاني التركي المتمرد.
اردوغان: المالكي يسعى لإثارة حرب أهلية في العراق
وكان اردوغان في تصريح لصحافيين قد اتهم في نفس اليوم المالكي بالسعي لإثارة الحرب الأهلية في العراق، بعدما اشتد التوتر بين حكومة بغداد وإقليم كردستان العراق الشمالي.
وقال اردوغان للصحافيين قبل توجهه إلى باكستان إن "النظام (العراقي) يريد الاتجاه بالوضع نحو حرب أهلية".
وأضاف رئيس الوزراء التركي "كنا نتخوف على الدوام من احتمال إن يتسبب بحرب طائفية، ومخاوفنا بدأت في هذا الوقت تتحقق شيئا فشيئا".
ونقلت وكالة الأبناء الألمانية د ب أ عن أردوغان في مؤتمر صحفي في أنقرة قبل التوجه إلى باكستان في زيارة رسمية القول " نشعر بالقلق إزاء تحول هذا النزاع إلى صدام طائفي . مخاوفنا تتحقق على نحو بطئ . هذا يعطينا سببا في الشعور بالقلق". واتهم أردوغان الحكومة المركزية بالعراق بمحاولة تحويل النزاع إلى حرب أهلية ، في إشارة إلى الاشتباكات الأخيرة التي اندلعت بين الجيش العراقي وقوات البشمركة على خلفية تشكيل قيادة قوات دجلة التي تتولى مسؤوليات أمنية في مناطق متنازع عليها واشتباكات الجمعة الماضية في قضاء طوز خرماتو ما دفع حكومة كردستان الذي يتمتع بحكم ذاتي إلى نشر الاف المقاتلين الأكراد في المناطق المتنازع عليها لتعزيز مواقعها العسكرية.
يذكر أن العلاقات بين تركيا والحكومة المركزية بالعراق وبغداد تدهورت بشدة في الأشهر الماضية بسبب اتفاقيات النفط التي وقعتها أنقرة مع أربيل دون موافقة بغداد. واحتجت بغداد رسميا في آب/أغسطس على زيارة وزير الخارجية التركي احمد داود اوغلو الى كركوك بشمال العراق بدون إبلاغ السلطة العراقية المركزية.
كما استبعد مجلس الوزراء العراقي الشركة الوطنية التركية للنفط والغاز (تباو) من عقد لاستكشاف النفط في الجنوب في مطلع تشرين الثاني/نوفمبر.
المالكي: " لن نسمح بحرب نفطية"
وقال المالكي "نشكر السيد اردوغان على حرصه لكننا نطمئنه أن الحرب الأهلية لن تقع بوعي العراقيين وتماسك وحدتهم الداخلية وتكاتفهم".
وأضاف "أما الحرب النفطية التي تنبأ بها السيد اردوغان فان الحكومة الاتحادية لن تسمح بها وستبقى تحافظ على النفط باعتباره ملكا لكل العراقيين"، حسبما نقل بيان المالكي.
وتابع رئيس الوزراء العراقي "نأمل أن تعمل الحكومة التركية على تعزيز هذه السياسة بدلا من تشجيع محاولات الخروج عليها من خلال عقد الصفقات والاتفاقات الجانبية"، في إشارة لعقود نفطية ابرمها الإقليم مع شركات أجنبية دون موافقة بغداد.
وفي مسعى لاحتواء الأزمة، أعلن رئيس مجلس النواب العراقي أسامة النجيفي إطلاق مبادرة تقارب بين الحكومة المركزية وإقليم كردستان بهدف "تجنيب البلاد ويلات الحرب الأهلية".
وأشار بيان صدر عن مكتب النجيفي إلى انه قد "بدأ سلسلة لقاءات مع القيادات السياسية في بغداد واربيل للتوصل إلى حلول جذرية لإنهاء الأزمة وإنقاذ البلاد من صراع داخلي قد يؤدي إلى عواقب وخيمة".
وتأتي هذه المبادرة على ضوء اجتماع رؤساء الكتل السياسية في مجلس النواب الأربعاء منح خلاله النجيفي تفويضا للقيام بسلسلة زيارات من اجل تهدئة الأوضاع وإنهاء الخلاف، وفقا للبيان.