ترامب: على الدول الراغبة في بقاء أمريكا في سوريا أن تدفع
٣ أبريل ٢٠١٨بعد أن كررت تركيا مؤخراً تهديدها بشن هجوم على مدينة منبج السورية، عقب فرض سيطرتها على مدينة عفرين، أعرب الرئيس الأمريكي دونالد ترامب عن خططه الخاصة بانسحاب قوات بلاده من سوريا، مطالباً الدول الراغبة في بقاء قوات بلاده في سوريا أن تدفع مقابل ذلك.
وفي إشارة إلى الجنود الأمريكيين الموجودين في سوريا لمحاربة تنظيم "الدولة الإسلامية" (داعش)، قال ترامب الثلاثاء (الثالث من أبريل/ نيسان 2018): "أحياناً يحين وقت العودة إلى الوطن"، وأضاف: "سنتخذ قراراً بسرعة كبيرة".
وأوضح الرئيس الأمريكي أن هناك دولاً تريد أن للولايات المتحدة أن تبقى في سوريا، وساق المملكة العربية السعودية كمثال، إذ قال: "عليهم في هذه الحالة أن يدفعوا مقابل ذلك". وتابع: "أريد أن أعيد جنودنا إلى الوطن"، مشيراً إلى أن بناء الوطن أهم. واستطرد ترامب إن بلاده استثمرت سبعة تريليونات دولار في الشرق الأوسط "ولم نر شيئاً سوى الموت والدمار"، واختتم كلامه بالقول إن مهمة بلاده في سوريا ليست مخصصة لتهدئة الشرق الأوسط بل للحرب على الإرهاب.
وإثر سيطرة القوات التركية على منطقة عفرين ذات الغالبية الكردية في شمال سوريا، هدد الرئيس التركي رجب طيب أردوغان بالتوجه الى منبج على الرغم من تمركز قوات التحالف الدولي بقيادة أمريكية في قواعد قريبة دعماً لقوات محلية عربية وكردية تتصدى لتنظيم "داعش".
وذكرت وكالة أنباء الأناضول الحكومية التركية أن الولايات المتحدة باشرت في بناء قاعدتين في منطقة منبج وأرسلت تعزيزات عسكرية إلى هذه المدينة الاستراتيجية التي تهدد أنقرة بمهاجمتها لطرد المقاتلين الأكراد منها. وأكدت استناداً إلى "مصادر محلية موثوق بها" أن القاعدتين ستشيدان قرب قرية الدادات شمال منبج وتحديداً في جنوب وجنوب شرق هذه القرية عبر توسيع مركزي مراقبة موجودين أصلاً.
وتعكس وتيرة تسيير التحالف لدوريات تضم آليات وعربات حديثة مصفحة، بالإضافة إلى خنادق تستحدثها قوات مجلس منبج المحلي في الآونة الأخيرة، حالة من الاستنفار على وقع التهديدات التركية. وتحظى مدينة منبج بأهمية استراتيجية، إذ تبعد 30 كيلومتراً عن الحدود التركية وتقع بمحاذاة مناطق تسيطر عليها فصائل سورية موالية لأنقرة، أبرزها الباب غرباً وجرابلس شمالاً. ولا تتجاوز المسافة الفاصلة بين تلك الفصائل مئات الأمتار.
وينتشر حالياً في محيط منبج نحو 350 جندياً من التحالف الدولي، معظمهم من الأمريكيين والفرنسيين، وفق المرصد السوري لحقوق الإنسان، الذي تحدث عن تعزيزات جديدة للتحالف تضم عناصر من الطرفين وصلت في اليومين الأخيرين.
ويأتي حديث ترامب عن الخروج من سوريا تأكيداً لما قاله في خطاب ألقاه الخميس الماضي في ولاية أوهايو. وقال ترامب آنذاك أمام العشرات من أنصاره: سنخرج قريباً من سوريا. وفي ديسمبر/ كانون الأول الماضي، أفادت وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاغون) بوجود ألفي جندي أمريكي في سوريا.
وتقود الولايات المتحدة تحالفاً دولياً مكوناً من أكثر من 60 دولة، يشن غارات جوية على معاقل "داعش" في العراق وسوريا منذ قرابة أربع سنوات.
ع.أ.ج/ ي.أ (د ب ا، رويترز، أ ف ب)