تركيا تصعد لهجتها تجاه دمشق وتدعو العالم "للتحرك ضد الأسد"
١٢ مايو ٢٠١٣أعلن وزير الخارجية التركي، أحمد داود أوغلو، الأحد (12 أيار/ مايو 2013) من برلين أن صمت العالم حيال النزاع في سوريا هو السبب في "العمل الإرهابي الوحشي" الذي أدى إلى مقتل العشرات بالقرب من الحدود التركية السورية. وقال اوغلو خلال زيارة لبرلين إن "الهجوم الأخير يظهر كيف تتحول شرارة إلى حريق عندما يظل المجتمع الدولي صامتا ويفشل مجلس الأمن الدولي في التحرك". وأضاف الوزير التركي "من غير المقبول أن يدفع الشعبان السوري والتركي ثمن ذلك".
وقال داود اوغلو إن الوقت قد حان ليقوم المجتمع الدولي بتحرك ضد الرئيس السوري بشار الأسد في ظل تزايد المخاطر الأمنية التي تتعرض لها تركيا وغيرها من جيران سوريا. ودعا إلى إطلاق "مبادرة عاجلة ودبلوماسية تهدف إلى تحقيق النتائج" للعثور على حل للأزمة السورية. مضيفا أن "تركيا لديها الحق في القيام بأي إجراء" ردا على تفجيرات الريحانية. والتقى أوغلو في ألمانيا بنظيره الألماني غيدو فسترفيله الذي قدم تعازيه بضحايا "العمل الإرهابي الوحشي" متعهدا دعم بلاده لتركيا.
وألقى داود أوغلو بمسؤولية الهجوم على "منظمة ماركسية سابقة مرتبطة بشكل مباشر بنظام" الرئيس السوري بشار الأسد. وقال إنه يجري التحقيق في "أي علاقة بين مجزرة بانياس... والهجوم الإرهابي الأخير". وتقول منظمات حقوقية إن 62 مدنيا على الأقل قُتلوا هذا الشهر في هجوم على منطقة يسكنها السنة في مدينة بانياس السورية على البحر المتوسط، بعد مقتل 50 شخصا على الأقل في قرية البيضا.
من ناحيته، أكد رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان أن النظام السوري يحاول جر تركيا إلى "سيناريو كارثي" عبر هجمات منها ما شهدته بلدة الريحانية. وقال أردوغان خلال لقاء في إسطنبول "إنهم يريدون جرنا إلى سيناريو كارثي"، داعيا الشعب إلى "التنبه وضبط النفس في مواجهة أي استفزاز يهدف إلى جر تركيا إلى المستنقع السوري".
دمشق تنفي وتطالب أردوغان بالتنحي
ومن جهتها نفت سوريا الأحد تورطها في هذا الحادث، ودعت رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان إلى التنحي. وقال وزير الإعلام السوري عمران الزعبي، في كلمة له أمام ندوة سياسية بدمشق، إنه "ليس من حق أحد في تركيا أن يطلق الاتهامات جزافا بحق سوريا بشأن التفجيرات التي وقعت السبت في تركيا (الريحانية ). فسورية لم ولن تقدم أبدا على هذا التصرف لأن قيمنا لا تسمح لنا بذلك " حسب قوله.
وقتل 46 شخصا على الأقل وأصيب 100 آخرون في تفجير سيارتين مفخختين في بلدة الريحانية بالقرب من الحدود السورية، في أعنف هجوم تشهده تركيا منذ سنوات. ووصف داود أوغلو هذا الهجوم بأنه انتهاك لـ "الخط الأحمر" الذي وضعته تركيا. وقال "حان الوقت لأن يتخذ المجتمع الدولي موقفا مشتركا ضد النظام (السوري) فورا ومن دون أي تأخير".
غيتس يحذر من تدخل عسكري أمريكي
وفي سياق آخر، اعتبر وزير الدفاع الأميركي السابق روبرت غيتس الأحد أن تدخلا عسكريا أميركيا في سوريا سيكون "خطأ" لأنه لا يمكن التكهن بما سيؤدي إليه. وأكد غيتس أيضا في مقابلة مع شبكة "سي بي إس" أنه لا يرى "نتائج جيدة" ستسفر عنها المفاوضات حول البرنامج النووي الإيراني المثير للجدل، لافتا إلى أن انسحابا كاملا للأمريكيين من أفغانستان سيكون "خطأ كارثيا".
وحض غيتس مساعدي الرئيس باراك أوباما الذي يسعى إلى توفير دينامية دبلوماسية جديدة لحل النزاع في سوريا بالتعاون مع روسيا، على تبني نهج أكثر حزما حيال نظام الرئيس بشار الأسد عبر السماح بتزويد المقاتلين المعارضين أسلحة أو إقامة منطقة حظر جوي.
ع.ش/ أ.ح (أ ف ب، رويترز)