تركيا تريد منطقة آمنة بعمق 10 كيلومترات داخل سوريا
١٧ فبراير ٢٠١٦بعدما تقدمت القوات السورية بدعم من ضربات جوية روسية صوب الحدود التركية في هجوم كبير خلال الأسابيع القليلة الماضية، تسعى أنقرة الآن للعمل على إنشاء منطقة عازلة بعمق عشرة كيلومترات داخل الأراضي السورية. وانتهز مقاتلون أكراد تعتبرهم أنقرة من القوات المعادية أعمال العنف، التي سادت المنطقة، لانتزاع أراض من قوات المعارضة السورية. لكن موسكو اعتبرت أن فرض منطقة حظر طيران في سوريا مستحيل بدون موافقة الحكومة السورية والأمم المتحدة.
واتهمت تركيا القوات الكردية بإحداث "تغييرات سكانية" في شمال سوريا بتشريد التركمان والعرب بالقوة. وتخشى أنقرة من إقامة دولة كردية مستقلة في نهاية المطاف على أراض عراقية وسورية وتركية. وأضاف أقدوغان "هناك لعبة جارية بهدف تغيير التركيبة السكانية. ويجب ألا تكون تركيا جزءا من هذه اللعبة."
وقال نائب رئيس الوزراء التركي يالجين أقدوغان اليوم (الأربعاء 17 فبراير/ شباط 2016) في مقابلة مع قناة خبر التلفزيونية "ما نريده هو إقامة شريط أمني يشمل أعزاز بعمق عشرة كيلومترات داخل سوريا وهذه المنطقة يجب أن تكون خالية من الاشتباكات." وأعزاز هي آخر معقل للمعارضة قبل الحدود التركية وتقع إلى الشمال من مدينة حلب في شمال سوريا. وكانت أعزاز قبل هجوم القوات السورية جزءا من مسار إمدادات قادمة من تركيا إلى قوات المعارضة المناهضة للرئيس السوري بشار الأسد.
وتعرضت أعزاز لهجوم عنيف خلال الأيام القليلة الماضية، لكن تركيا أعلنت أنها لن تسمح بسقوطها في أيدي قوات حماية الشعب الكردية. وتستضيف تركيا 2.6 مليون لاجئ سوري ودعت أنقرة دوما لإقامة منطقة آمنة في شمال سوريا لحماية النازحين المدنيين حتى لا تكون هناك حاجة لاستضافتهم على أراضيها.
لكن هذا الاقتراح لم يلق حتى الآن اهتماما من واشنطن ودول حلف شمال الأطلسي خوفا من أن يتطلب ذلك إقامة منطقة حظر جوي مما يمكن أن يضعهم في مواجهة مع الأسد وحلفائه. وقال أقدوغان إن 600 ألف شخص يمكن أن يفروا إلى الحدود التركية إذا سقطت حلب في أيدي الجيش السوري.
ح.ز/ ش.ع (رويترز)