تجديد جوازات سفر اللاجئين السوريين في تركيا
٥ يناير ٢٠١٨وفقا لتقارير الأمم المتحدة الخاصة باللاجئين السوريين، يعيش أكثر من 3.3 مليون لاجئ سوري في تركيا. وعادة ما تكون مدة صلاحية الجواز السوري خمس سنوات. لكن الحرب الدائرة في سوريا استغرقت حتى الآن مدة تجاوزت الست سنوات، ما يجعل الكثيرين بحاجة إلى تجديد جواز سفرهم، وخاصة أن وجود جواز سفر ساري المفعول يعد الوثيقة الرسمية الوحيدة التي يمكن استخدامها للعثور على عمل ومكان للعيش.
الوثائق اللازمة للسكن والعمل
في سنوات الحرب، أصبح الحصول على جواز سفر ليس بالأمر السهل. إذ يعد التجنيد من الشروط الأساسية التي تثبت مواطنة الشباب في سوريا ليتمكنوا بالتالي من الحصول على جواز سفر. لكن هناك العديد من الشباب السوريين في تركيا، رفضوا إجراء الخدمة العسكرية أثناء الحرب. وبعضهم لا يملك مستندات تثبت هويتهم، ما يؤدي بدوره إلى رفض معاملاتهم. ويضطر الكثير من اللاجئين إلى مراجعة القنصلية السورية في إسطنبول بشكل متكرر للحصول على فرصة لإثبات جنسيتهم. وبحسب موقع " Syria Deeply" فإن الطريقة القانونية الوحيدة للحصول على جواز السفر هي تحديد موعد لتأكيد الجنسية، ويشمل ذلك فحصا أمنيا شاملا من وزارة الداخلية السورية.
ويعني هذا الإجراء أنه يتعين على اللاجئ الانتظار مدة 45 يوما حتى يحصل على رسالة ردّ، يتم إعلامه من خلالها قبول طلبه أو رفضه. وفي حالة الموافقة ينبغي عليه أخذ موعد آخر لتقديم طلب تجديد الجواز. ويتم إصدارالجواز بعد 45 يوما من الموعد الثاني. وجدير بالذكر أن تكلفة هذه العملية تبلغ حوالي 330 دولارا أمريكيا ولكنها قد تصل إلى 830 دولار أمريكي لجواز سفر عاجل. وما يزيد الطين بِلة بالنسبة للاجئين أن تمديد جوازات السفر، التي لم تكن تتطلب فحصا أمنيا، توقف في نيسان / أبريل 2017.
ارتفاع رسوم جواز السفر
"السعر أعلى بكثير مما كان عليه قبل بضع سنوات"، هكذا يقول الناشط الإعلامي زهير الشمالي لموقع" Syria Deeply". ويوضح أنه تمكن من الحصول على جواز سفر في عام 2012 في غضون ساعات و مقابل 9 دولارات فقط. مع هذا الارتفاع الأخير في الأسعار، فإن الجواز السفر السوري يعد أغلى جواز سفر في العالم، بحسب الشمالي.
إلى جانب التكلفة العالية لتجديد جواز السفر، بات الحصول على موعد لتجديد جواز السفر لدى القنصلية السورية في إسطنبول أمرا أشبه بالمستحيل، وذلك نظرا لكثرة أعداد اللاجئين في تركيا. وهو ما دفع بدوره إلى نشوء ما يعرف بـ"السوق السوداء". حيث يدفع السوريون مئات الدولارات لأشخاص يدّعون أن لهم صلات في القنصلية من أجل تسريع الإجراءات. علما أنه وفي بعض الأحيان يحصل مشترو الخدمات من السوق السوداء على مواعيد وهمية.
ويذكر أن على حاملي جواز السفر السوري الحصول على تأشيرة دخول، إن أراد السوريون السفر إلى أي بلد أوروبي. الدخول إلى تركيا أيضا، يتطلب منهم الحصول على تأشيرة لدخول هذا البلد، وبحسب الإحصاءات فإن الجواز السوري يعد من بين الأضعف في العالم، إذ يسمح لحامله بالسفر إلى تسعة بلدان فقط بدون تأشيرة.
الكاتب كاي دامباخ/ ترجمة علاء جمعة-مهاجر نيوز