تركيا- انتهاك جديد بحق لاجئ سوري يثير جدلا على مواقع التواصل
٢٨ سبتمبر ٢٠٢٠اعتداء جديد بحق لاجئ سوري في مدينة إسطنبول، أثار ردود فعل غاضبة في أوساط اللاجئين السوريين في تركيا وخارجها. فهذا الاعتداء، يضاف إلى اعتداءات كثيرة أخرى شهدتها مدن تركية بحق لاجئين سوريين. ويظهر في الفيديو استدراج بعض الأشخاص لشاب سوري، إلى طريق جانبي وضربه ضربا مبرحا، مع توجيه شتائم له بالتركية، ومن ثم رميه على الأرض.
هذا الفيديو لا يظهر الاعتداء الأول الذي يتعرض له لاجئون سوريون، فقد سبقه توثيق العديد من الانتهاكات بحقهم، ولعل أبرز ما نشرته مواقع التواصل الاجتماعي مؤخرا هو قيام مجموعة من الشبان الأتراك في مارس/ آذار من العام الجاري بمهاجمة لاجئ سوري دون معرفة ما يدفعهم إلى ذلك. فبعد أن سألوه إن كان تركياً، وتأكدوا من أنه سوري، انهالوا عليه بالضرب.
وبالرغم من عدم وجود إحصاءات شاملة تفيد بمدى انتشار هذه الاعتداءات وترصدها، إلا أن وجود تذمر داخل المجتمع التركي من وجود اللاجئين السوريين لم يعد خافيا، بحسب الحقوقي غزوان قرنفل، العضو المؤسس لرابطة المحامين السوريين في تركيا، في حديثه معDW عربية.
ويرجع الحقوقي السوري تزايد الاعتداءات إلى عدة أسباب منها تراخي القبضة الأمنية والقضائية لمتابعة هذه الجرائم، بالرغم من وجود قوانين تركية تجرم التصرفات العنصرية وتحاربها. ويوضح "بالتأكيد توجد متابعة قضائية ومحاولات لوقف هذه الظاهرة، بيد أنها تبقى ناقصة، بدليل تزايدها داخل المجتمع". ويتابع "هناك تحركات أمنية تركية، في حال وجود قتلى أو تم تسليط الضوء على الحالة إعلاميا. إلا أنه وبحكم عملنا، نرى العديد من الانتهاكات بحق اللاجئين السوريين، دون تدخل حاسم يمنع هذه الأمور".
استخدام ورقة اللاجئين
وعن أسباب تكرار الاعتداءات على اللاجئين السوريين في الآونة الأخيرة، يرى قرنفل أن ثقافة الترحيب التركية باللاجئين السوريين تأثرت بعوامل سياسية واقتصادية عديدة، إذ أن الخسائر الاقتصادية بسبب كورونا وانخفاض قيمة الليرة التركية وتزايد البطالة داخل المجتمع التركي، "ساهم في خلق أرضية خصبة لمهاجمة اللاجئ السوري، لا سيما وأن جهات في المعارضة التركية تغذي هذا الموضوع وتؤلب المجتمع على اللاجئين السوريين، وبأنهم يتلقون مساعدات باهظة من الحكومة" بهدف استخدام هذه الورقة ضد الرئيس التركي رجب أردوغان في الانتخابات المحلية والرئاسية، يقول فرنفل.
وفقا للأرقام الرسمية لا يزال 3٫6 مليون لاجئ سوري يعيشون في تركيا، منهم من يعيش في ظروف حياتية سيئة. وفي نهاية شهر شباط/ فبراير الماضي، وبسبب نزاعه مع الاتحاد الأوروبي أعلن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان فتح الأبواب للمهاجرين الساعين للوصول إلى أوروبا.
ورغم إعلان أردوغان فتحه للحدود، إلا أن جائحة كورونا والقيود التي تم فرضها على السفر، كان لها دور كبير في تراجع عدد الوافدين إلى الاتحاد الأوروبي، وعمقت أزمة كورونا أوضاع اللاجئين السوريين في تركيا. وخاصة أن ثقافةالترحيب باللاجئين السوريين والتي عرفت بها تركيا في بداية الأزمة قد تأثرت كثيرا بالتطورات الأخيرة، بحسب ما نشر موقع مهاجر نيوز، الذي يعنى بقضايا اللاجئين.
مبادرات لحل الأزمة
ويرى الحقوقي السوري قرنفل أن المشكلة الأساسية قد تكون في "اعتقاد الأتراك أن اللاجئين السوريين هم سبب رئيسي في للأزمة الاقتصادية في تركيا"، وهو أمر غير صحيح، بحسب الحقوقي السوري الذي يقول إن الحكومة التركية تتلقى العديد من المساعدات الدولية من أجل تمويل الوجود السوري في تركيا، بيد أن "هذا الأمر لا يظهر في الإعلام التركي، كما أنالإعلام هناك لا يظهر أو لا يستضيف في برامجه اللاجئين من أجل نقل وجهة نظرهم للمجتمع"، وهو ما يساهم نقل صورة أحادية الجانب للشعب التركي.
ومن أجل المساهمة في وقف الانتهاكات التي يتعرض لها السوريون في تركيا، أكد قرنفل محاولة رابطة المحامين السوريين في تركيا، تقديم استشارات قانونية للاجئين السوريين، أو تقديم الترجمة في حال كان اللاجئ لا يفهم التركية، وبين أن الرابطة بصدد إنشاء موقع الكتروني خاص، بحيث يسهل على اللاجئين السوريين في تركيا التواصل مع الجمعية وتوثيق أي انتهاك يتعرضون له. ووضح قرنفل المعيقات الكبيرة التي تضعها تركيا من أجل منع المحامين السوريين من الترافع داخل أروقة المحاكم، "ما يضطر اللاجئين إلى التوجه لمحامين أتراك، وهو أمر مكلف لأغلب اللاجئين، وبالتالي ضعف التحركات القضائية وضياع حقوق اللاجئين الذين يتعرضون لانتهاكات" حسب المحامي السوري غزوان قرنفل.
ادانات للحادث على مواقع التواصل
يشار إلى أن الاعتداء الأخير الذي تعرض له اللاجئ السوري أثار جدا وإدانة دانة كبيرة على مواقع التواصل الاجتماعي، حيث رأى البعض أن هذا التصرف لا ينسجم مع تصرفات الدول الديمقراطية، في حين أرجع البعض هذه التصرفات إلى عداء الأتراك للعرب.
بعض المعلقين أكدوا على ترحيب دولهم وشعوبهم باللاجئين السوريين ودعوا إلى مقارنة حبهم للاجئين السوريين وترحيبهم بهم..
في حين قلل البعض من أهمية هذا التصرف معتبرين أنه تصرف فردي لا يعكس حقيقة التعامل الشعبي التركي مع اللاجئين السوريين.
وغرد محمد حجازي على موقع تويتر بأن هذه الحالات التي تحدث وإن كانت لا تعبر بالضرورة عن رأي الأغلبية، إلا أنه مندهش من تفضيل العديد من اللاجئين للتوجه إلى تركيا بالرغم مما يحصل.
الكاتب: علاء جمعة