Raketenschild -Reaktionen
١٨ سبتمبر ٢٠٠٩أعرب عدد من القادة الأوروبيين اليوم الخميس (18 سبتمبر/ أيلول) عن ترحيبهم بقرار الرئيس الأمريكي باراك أوباما التخلي عن خطة سلفه جورج دبليو بوش الخاصة بنصب منصات صواريخ اعتراضية في بولندا ونظام رادار مضاد للصواريخ في جمهورية التشيك. وفيما شدد قادة بولندا والتشيك على أن العلاقات مع الولايات المتحدة تبقى قوية بعد رغم هذا القرار، عبر قادة أوروبيون آخرون عن أملهم في أن يؤدي ذلك إلى تحسن العلاقات بين روسيا والغرب.
وكانت ألمانيا، التي لم تنظر أبداً بعين الرضا إلى فكرة نشر هذه المنصات على مقربة من حدودها، من أكثر المتحمسين لقرار أوباما. في هذا السياق، قالت المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل إنها ترى في القرار "بارقة أمل" في التمكن خصوصاً من "التغلب على الخلافات مع روسيا". من جانبه، أكد رئيس الوزراء البريطاني غوردن براون أمس الخميس أنه يدعم "بالكامل" القرار الأمريكي. أما الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي فقد وصف القرار مساء أمس بـ"الممتاز" من كل النواحي، معرباً عن أمله في أن تنظر إليه روسيا بعين التقدير.
موسكو ترحب بالقرار "الشجاع" و"المسؤول"
وأشادت موسكو بقرار الولايات المتحدة التخلي عن المشروع الذي كان يثير غضب روسيا. فقد رحب الرئيس الروسي ديمتري مدفيديف بالقرار "المسؤول" لنظيره الأميركي، معتبراً أن الظروف باتت مواتية لقيام تعاون ضد الخطر البالستي. كما أشاد رئيس الوزراء الروسي فلاديمير بوتين بهذا القرار الأمريكي "الصائب والشجاع"، متوقعا أن تعقبه قرارات أخرى، بينها إزالة كافة القيود على نقل التكنولوجيا المتقدمة لروسيا وأنشطة توسيع عضوية منظمة التجارة العالمية لتشمل بلاده وكازاخستان وروسيا البيضاء.
وفي مقابل الخطوة الأمريكية، أعلنت روسيا من جانبها أنها ستتخلى عن مشروع نشر نظامها الصاروخي "اسكندر" في كالينينغراد، الجيب الروسي الواقع بين بولندا وليتوانيا، وفقا لما نقلته وكالة انترفاكس الروسية للأنباء اليوم عن مصدر دبلوماسي-عسكري. وقال المصدر إن "الإجراءات المتخذة من قبل روسيا ردا على مشروع الدرع الأميركية المضادة للصواريخ "ستجمد وقد يتم التخلي عنها بالكامل".
هل كانت هناك صفقة بين موسكو وواشنطن؟
وثارت التكهنات والتساؤلات حول ما إذا كان أوباما يسعى إلى الحصول على دعم روسي أكبر في إطار الملف النووي الإيراني أم أنه يسعى إلى تشجيع إنهاء المفاوضات الصعبة حول خفض الترسانتين النوويتين الأميركية والروسية بحلول نهاية 2009، غير أن روبرت غيبس، الناطق باسم الرئيس الأمريكي أوباما أكد أن الأمر "لا يتعلق بروسيا هنا". ونفى الروس والأميركيون رسمياً أن يكون إلغاء مشروع الدرع المضادة للصواريخ في أوروبا نتيجة اتفاق بين الطرفين.
وحتى لا تتهم إدارة أوباما بأنها قللت من شأن الخطر الإيراني، بذلت واشنطن جهوداً كبيرة لتبديد الشبهات بأنها تخلت عن المشروع، الذي دافعت عنه إدارة بوش بقوة، من أجل إرضاء روسيا. في هذا السياق أوضحت الإدارة الأمريكية أنها فضلت مشروعاً معدلاً أقل كلفة، مشيرة إلى أنه أعيد تقييم التهديد الإيراني كما أنه تم إحراز تقدم تقني في الدفاع المضاد للصواريخ.
لكن هو تيد غالن كاربنتر، من معهد كاتو لم يستبعد حصول تبادل مبادرات مع روسيا مشيراً إلى الإذن الذي أعطته روسيا في تموز/يوليو لاستخدام مجالها الجوي لنقل الجنود والعتاد العسكري الأمريكي إلى أفغانستان، والذي اعتبره ـ وفقا لوكالة فرانس برس ـ "بادرة تدل على رغبة موسكو في تحسين الأمور".
من جانبه كشف مصدر في وزارة الخارجية الروسية لصحيفة "كومرسانت" الروسية اليوم أن واشنطن تريد مقابل تخليها عن مشروع الدرع الصاروخي أن تعتمد موسكو موقفا أكثر حزما في مجلس الأمن حول البرنامج النووي الإيراني المثير للجدل، وأن تعدل عن بيع طهران نظام دفاع مضاد للطيران "اس-300" يمكن أن ينشر في محيط منشآت نووية إيرانية.
(ع.ج.م/ أ ف ب/ رويترز/ دب أ)
مراجعة: سمر كرم