ترامب يعترض على قرار الكونغرس بوقف المشاركة في حرب اليمن
١٧ أبريل ٢٠١٩استخدم الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، في وقت متأخر من مساء أمس الثلاثاء (16 نيسان / أبريل)، حق النقض (الفيتو) ضد قرار تبناه الكونغرس؛ يسعى لإنهاء مشاركة واشنطن في حرب التحالف العربي، بقيادة المملكة العربية السعودية باليمن. جاء ذلك في بيان صدر عن البيت الأبيض، ذكر أن ترامب أرسل خطاب الفيتو بتوقيعه إلى مجلس الشيوخ.
وقال ترامب: "هذا القرار محاولة غير ضرورية وخطيرة لإضعاف سلطاتي الدستورية، وهو ما يعرض للخطر أرواح مواطنين أمريكيين، في الوقت الحالي وفي المستقبل". وتابع قائلًا بحسب ذات البيان "كما أن هذا من شأنه إلحاق الضرر بالسياسة الخارجية الأمريكية". وأضاف: "من واجبي إعادته (القرار) إلى مجلس الشيوخ بدون موافقتي".
واعتبر ترامب أن قرار الكونغرس "يؤثر سلبا على جهودنا المستمرة لمنع الإصابات بين المدنيين، ومنع انتشار "التنظيمات الإرهابية "مثل "القاعدة" في شبه جزيرة العرب وتنظيم "الدولة الإسلامية"، ويشجع "نشاطات ايران الخبيثة في اليمن".
وفي 4 أبريل/نيسان الجاري، أقر مجلس النواب الأمريكي مشروع قانون نص على وقف الدعم الأمريكي للسعودية باليمن، وذلك بموافقة 247 نائبًا ضد رفض 175، فيما مرره مجلس الشيوخ بموافقة 54 مقابل رفض 46 آخرين.
ونص ذات المشروع على ضرورة قيام إدارة ترامب في غضون 30 يومًا بسحب كافة العناصر العسكرية الأمريكية المؤثرة في الحرب اليمينة أو الضالعة فيها، على أن يتم الإبقاء على من يحاربون القاعدة.
وفي أول رد فعل من قبل التحالف العربي الذي تقوده السعودية وتشارك فيه الإمارات، أشاد وزير الدولة الإماراتي للشؤون الخارجية أنور قرقاش باعتراض الرئيس الأمريكي على مشروع القانون الذي كان يسعى لإنهاء المشاركة الأمريكية في الحرب التي يخوضها التحالف بقيادة السعودية في اليمن.
وقال قرقاش على تويتر في ساعة مبكرة من صباح اليوم الأربعاء "تأكيد الرئيس ترامب على دعم التحالف العربي في اليمن إشارة إيجابية". وأضاف أن القرار "استراتيجي وجاء في الوقت المناسب".
لكن رئيس لجنة الإنقاذ الدولية ديفيد ميليباند اعتبر أن نقض القرار هو "ضوء أخضر لاستمرار استراتيجية الحرب التي تسببت بأسوأ أزمة إنسانية في العالم". وأضاف "هذا الفيتو من قبل الرئيس ترامب خاطئ على الصعيد الأخلاقي والاستراتيجي. إنه يحبط آمال الشعب اليمني في فترة هدوء، ويترك الولايات المتحدة متمسكة باستراتيجية فاشلة".
ولفت إلى أن "اليمن عند نقطة الانهيار حيث يوجد 10 ملايين شخص على حافة المجاعة. هناك ما يصل إلى 100 ضحية مدنية في الأسبوع، ومن المرجح أن يُقتل اليمنيون في منازلهم أكثر من أي مكان آخر".
ويعتبر هذا "الفيتو"، هو الثاني من نوعه الذي يستخدمه ترامب منذ وصوله للسلطة، بعد فيتو أول كان قد استخدمه منتصف مارس/آذار الماضي، ضد قرار تبناه الكونغرس لتعطيل محاولاته للحصول على تمويل لبناء جدار على الحدود مع المكسيك.
ع.أ.ج/ ع ج م (د ب ا، أ ف ب، رويترز)