1. تخطي إلى المحتوى
  2. تخطي إلى القائمة الرئيسية
  3. تخطي إلى المزيد من صفحات DW

ترامب ومنتدى دافوس الاقتصادي 2025.. "الفيل في الغرفة"!

٢٢ يناير ٢٠٢٥

يلتقي كبار رجال السياسة والأعمال في منتجع دافوس بجبال الألب السويسرية لمناقشة موضوعات كثيرة، من الحروب وتغير المناخ وحتى الذكاء الاصطناعي. ولكن المنتدى الاقتصادي العالمي يهيمن عليه شخص غير موجود أصلًا في دافوس.

https://p.dw.com/p/4pQuZ
الرئيس الأمريكي دونالد ترامب خلال مشاركته في منتدى دافوس عام 2020، أرشيف.
لن يشارك الرئيس الأمريكي دونالد ترامب في فعاليات منتدى داوفس بشكل شخصي، بل سيلقي خطابًا عبر بث مباشر.صورة من: Reuters/D. Balibouse

تحتضن مدينة دافوس السياحية الخلابة المغطاة بالثلوج في جبال الألب السويسرية مجددا قادة وزعماء من مختلف أنحاء العالم من أجل حضور الاجتماع السنوي، الذي يقيمه المنتدى الاقتصادي العالمي (WEF).

وينعقد المنتدى الاقتصادي العالمي هذه المرة بعد عام انتخابي خارق، سقط خلاله رؤساء في دول عديدة وكذلك خسر غيرهم الكثير من أصوات الناخبين، الذين صوت الكثيرون منهم لصالح الأحزاب والمرشحين الراديكاليين نتيجة تأثرهم بارتفاع الأسعار وضعف التنمية الاقتصادية.

ويركز المنتدى الذي يستمر خمسة أيام على مواضيع من بينها: صعود السياسيين الشعبويين، والحرب في أوكرانيا، والوضع الإنساني في قطاع غزة، والانتظام المثير للقلق في الظواهر الجوية المتطرفة، وكذلك ثورة الذكاء الاصطناعي الناشئة.

وفي هذا العام "ينعقد المنتدى في ظل الخلفية الجيوسياسية الأكثر تعقيدًا منذ أجيال"، كما قال رئيس المنتدى الاقتصادي العالمي بورغ برينده للصحفيين.

ويشارك في منتدى دافوس نحو ثلاثة آلاف شخصية قيادية من أكثر من 130 دولة، من بينهم 60 رئيس دولة وحكومة على رأسهم  المستشار الألماني أولاف شولتس وكذلك رئيسة المفوضية الأوروبية أورزولا فون دير لاين، بالإضافة إلى نائب رئيس الوزراء الصيني دينغ شيويه شيانغ، والرئيس الأرجنتيني خافيير ميلي، ورئيس جنوب أفريقيا سيريل رامافوزا، ورئيس الحكومة الانتقالية في بنغلاديش محمد يونس.

الجميع يتحدثون حول ترامب

أما دونالد ترامب فمن المقرر أن يلقي خطابًا عبر بث مباشر بعد توليه منصبه كرئيس للولايات المتحدة الأمريكية في 20 كانون الثاني/يناير 2025.

وعلى الأرجح أن تهيمن عودته إلى البيت الأبيض على النقاشات في دافوس. فبعد تهديداته بفرض رسوم جمركية على الأصدقاء والأعداء وتعبيره عن طموحاته التوسعية في كندا وغرينلاند، بات المستثمرون والشركات والحكومات يتساءلون: "ما الذي يخطط له ترامب؟".

ومن بين تساؤلاتهم على سبيل المثال: كيف يمكن أن تسير بالضبط الحروب التجارية التي يثيرها ترامب؟ وماذا يعني ذلك بالنسبة للاقتصاد العالمي؟. ومن الممكن للرسوم الجمركية، التي يهدد بفرضها ترامب، أن تضر خاصةً بألمانيا والصين، وذلك لأنَّ اقتصاد هذين البلدين ينمو نموًا ضئيلًا أو حتى ينكمش.

 

وفي هذا الصدد يحذِّر الخبراء من أنَّ مقترحات ترامب تتجاوز كثيرًا ما طبَّقه خلال فترة رئاسته الأولى. وفي حال تنفيذ هذه المقترحات، من الممكن أن يؤدي ذلك إلى ارتفاع الأسعار واتخاذ الشركاء التجاريين تدابير انتقامية، الأمر الذي قد يؤدي إلى صدمة عالمية.

نلاحظ "من خلال التجارب، التي مررنا بها مع إدارة ترامب الأولى، أنَّ التجارة قد نمت وزادت الاستثمارات"، كما قال بورغ برينده.

بيد أنه استدرك: "لكن البيئة تغيرت الآن. ومن الممكن قريبًا فرض المزيد من الرسوم الجمركية، والمزيد من نقل الإنتاج إلى دول قريبة أو صديقة، وستتغير بالتالي سلاسل التوريد. وطالما ازداد حجم التجارة والأداء الاقتصادي، فيمكن النظر إلى الكأس إما على أنَّها نصف فارغة أو نصف ممتلئة"، بحسب تعبير بورغ برينده.

تركيز على أوكرانيا وغزة وسوريا

وتمثّل مرة أخرى في هذا العام الحرب الروسية في أوكرانيا، المستمرة منذ نحو ثلاثة أعوام، أحد الموضوعات الرئيسية المطروحة على جدول أعمال المنتدى الاقتصادي العالمي، الذي يشارك فيه شخصيًا الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي.

لقد وعد ترامب خلال حملته الانتخابية بأنَّه سيعقد حتى في اليوم الأول من رئاسته اتفاق سلام من أجل حل النزاع بين روسيا وأوكرانيا. غير أنَّ هذا التوقيت يبدو غير واقعي، وحتى مستشارو الرئيس الأمريكي يفترضون أنَّ إنهاء الحرب يحتاج عدة أشهر.

وتقيم مؤسسة فيكتور بينتشوك الأوكرانية هذا العام عدة فعاليات في مكان سيتم تغيير اسمه إلى "بيت أوكرانيا" خلال المنتدى الاقتصادي العالمي. ومن بين هذه الفعاليات مشروع اسمه "بلدك أولًا - اربح معنا".

وقد كتبت هذه المؤسسة في بيان: "إذا سقطت أوكرانيا، فستُقْبِل عليكم المخاطر بسرعة. وسيتضرر أمنكم، واقتصادكم، وازدهاركم، وفرصكم في عيش الحياة التي تريدونها - كل هذا سيكون في خطر. ولكن انتصار أوكرانيا في المقابل سيردع المعتدين في جميع أنحاء العالم".

لقد شكلت الصراعات المسلحة بين الدول الخطر الأعظم في عام 2025، بحسب استطلاع سنوي حول المخاطر من المنتدى الاقتصادي العالمي تم نشره مؤخرا. وتشكل النزاعات التجارية بحسب هذا الاستطلاع ثالث أكبر خطر وتكشف عن "مشهد عالمي مُجزَّأ على نحو متزايد".

وكذلك تتصدر موضوعات المنتدى هذا العام سوريا والوضع الإنساني في قطاع غزة واحتمال تصعيد الصراع في الشرق الأوسط. ومن المنتظر حضور عدد من كبار السياسيين من المنطقة، بمن فيهم الرئيس الإسرائيلي إسحق هرتسوغ، ورئيس الوزراء الفلسطيني محمد مصطفى، بالإضافة إلى وزير الخارجية السوري أسعد الشيباني ووزير الخارجية السعودي.

"العصر الذكي"

وتقام الدورة السنوية الخامسة والخمسون للمنتدى الاقتصادي العالمي تحت شعار "التعاون من أجل العصر الذكي" - وهو عصر يتميز بالتقدم السريع في التقنيات مثل الذكاء الاصطناعي والحوسبة الكمية.

من المعروف أنَّ الذكاء الاصطناعي بات يُستخدم بشكل واعد في العديد من القطاعات، مثل الصحة والتعليم والزراعة. ولكن الذكاء الاصطناعي ينظر إليه أيضًا على أنَّه يشكل تهديدًا لملايين فرص العمل.

وبحسب تقرير صدر في بداية شهر كانون الثاني/يناير عن المنتدى الاقتصادي العالمي حول مستقبل العمل، فمن الممكن أن تقضي التقنيات الجديدة بحلول عام 2030 على 92 مليون فرصة عمل في جميع أنحاء العالم، ولكنها ستخلق في الوقت نفسه 170 مليون فرصة عمل جديدة. ولذلك تؤكد التوقعات على أهمية مواصلة التدريب بالنسبة للعاملين.

وكذلك ترى شركة التكنولوجيا الأميركية "وورك داي" في الذكاء الاصطناعي عاملًا محفزًا لـ"ثورة المهارات" في عالم العمل. وفي ذلك ستصبح المهارات الإنسانية مثل الإبداع والتعاطف واتخاذ قرارات أخلاقية من المهارات الأكثر قيمة في مكان العمل.

ومن جانبها ترى كاثي فام، وهي مختصة بالمعلوماتية ونائبة رئيس شركة "وورك داي"، في المنتدى الاقتصادي العالمي منصة تستطيع فيها الشركات والحكومات أن تفهم كيف تطورت المهن والمهارات والقواعد مع مرور الوقت في أجزاء مختلفة من العالم وكيف يتفاعل الناس مع التكنولوجيا.

وحول ذلك قالت كاثي فام لـDW: "هذه هي قائمة أمنياتي لمنتدى دافوس: محادثات صادقة حول كيف يمكن أن يبدو مستقبل العمل في ظل آخر موجة من ذكاء الاصطناعي".

أعده للعربية: رائد الباش

احتجاجات في المنتدى الاقتصادي العالمي: العالم ”لا يستطيع تحمّل“ فقاعة المليارديرات"

Ashutosh Pandey
أشوتوش باندي محرر اقتصادي يركز على التجارة الدولية والأسواق المالية وقطاع الطاقة.@ashutoshpande85
تخطي إلى الجزء التالي اكتشاف المزيد

اكتشاف المزيد