تراث عالمي نهض من بين ركام الحروب
دمرت حروب أو نزاعات عسكرية آثارا كثيرة كانت تعتبر جزءا من التراث العالمي. أعيد إحياء بعضها، وينتظر بعضها عودة الحياة إليها.
في ذاكرة التراث العالمي
تمنح منظمة اليونسكو منذ عام 1972 لقب "تراث عالمي" لآثار ورموز تاريخية أو غيرها. ووقع على اتفاقية هذا اللقب أكثر من 190 دولة. بعض هذه الآثار دمرت وأعيد بناءها مثل كنيسة المرأة في مدينة دريسدن الألمانية التي دمرت كليا خلال الحرب العالمية الثانية.
رمز العصور الوسطى
استطاعت خلال مئات السنين الوقوف بوجه الهزات الأرضية والحروب التي ألمت بمدينة حلب. منارة الجامع الأموي في حلب، دمرت خلال الحرب الأهلية التي دمرت أكثر آثار المدينة. كانت المنارة جزءا من التراث العالمي وسقطت، واحتمال إعادة بناءها ليست في مخطط أحد في الوقت الحالي.
الراديكالية المدمرة
دمرت حركة طالبان الأفغانية أكبر تمثال لبوذا على وجه الأرض. هذا التمثال الذي حفر في جبل بوادي باميان بوسط أفغانستان. وصل ارتفاع التمثال لأكثر من خمسة وثلاثين مترا. خطة إعادة بناء التمثال غير واضحة حتى اليوم.
أرض محروقة
مدينة تومبوكتو الواقعة في صحراء مالي. كانت هذه المدينة التاريخية محط رحال قوافل التجارة العابرة للصحراء. وميًزتها مساجدها ومناراتها وقبابها التاريخية التي عكست وجه الإسلام في إفريقيا. دمرت معالم "لؤلؤة الصحراء"، كما تسمى، من قبل المتطرفين الإسلاميين.
جسر بين عوالم مختلفة
جسر مدينة موستار في البوسنة. لم يربط الجسر بين طرفي المدينة فحسب، بل ربط بين الشرق المسلم والغرب المسيحي. كما ربط بين الكروات الكاثوليك والصرب الأرثوذكس. دُمر الجسر في حرب البوسنة عام 1993. انتهت إعادة بناء الجسر عام 2005 و منح لقب التراث العالمي.
رمز لإعادة العلاقة
أعاد الجسر الحياة لأهل المدينة. بُني الجسر لأول مرة عام 1566، فيما أستغرق أعادة بناءه من جديد من قبل فريق دولي بعد الحرب في البلقان سنينا من العمل الدقيق. وبدعم خاص من قبل منظمة الثقافة والفنون – اليونسكو.
تدمير رمز وطني
تلعب كاتدرائية ريمس دورا كبيرا في تراث الفرنسيين. فهي الكاتدرائية التي احتضنت احتفالات تتويج ملوك فرنسا على مر العصور. في الحرب العالمية الأولى دمرت قوات الجيش الألماني الكاتدرائية في محاولة للتأثير على معنويات الشعب الفرنسي. أعيد بنائها عام 1919.
صلاة مشتركة من أجل الغفران
تم إعادة بناء الكاتدرائية قبل كل شيء بفضل التبرعات السخية لعائلة روكفيلر الأمريكية. وشهدت الكاتدرائية قداسا خاصا في الثامن من تموز/يوليو من عام 1962 من أجل الصلح والغفران بين ألمانيا وفرنسا شارك فيها الرئيس الفرنسي آنذاك شارل ديغول والمستشار الألماني كونراد آدنآور.
احترقت في قصف دريسدن
دُمرت كنيسة المرأة في شهر شباط/ فبراير عام 1945 بقنابل الحلفاء التي أحرقت مدينة دريسدن الألمانية. تركت حكومات جمهورية ألمانيا الديمقراطية (السابقة) الكنيسة المدمرة على حالها، للتذكير بآثار الحرب. بدأت أعمال إعادة بناء الكنيسة عام 1994.
سياحة وتراث
أكتمل بناء الكنيسة عام 2005. تم تمويل إعادة البناء من خلال تبرعات جاءت من ألمانيا والعالم ومن الحكومة الألمانية. جذبت الكنيسة الواقعة في المدينة التاريخية عددا كبيرا من السياح. بناء الكنيسة من جديد يعبر أيضا عن إعادة العلاقة بين شعوب أوروبا بعد أن دمرتها الحروب.