تدشين نظام ألماني للتحذير المبكر من تسونامي في إندونيسيا
١١ نوفمبر ٢٠٠٨بعد أربعة أعوام من موجات المد العاتية "تسونامي"، التي اجتاحت مناطق شاسعة من آسيا في كانون أول/ديسمبر عام 2004 والتي راح ضحيتها نحو 230 ألف شخص، دشنت إندونيسيا اليوم الثلاثاء 11نوفمبر/تشرين الثاني نظاما للتحذير المبكر تم تطويره وتمويله بمساعدة ألمانيا، حيث أنفقت الحكومة الألمانية 45 مليون يورو (58 مليون دولار) على هذا المشروع.
وأعرب الرئيس الإندونيسي سوسيلو بامبانج يودويونو على هامش حضوره مراسم التدشين في العاصمة جاكرتا عن فخره بتطوير هذه التكنولوجيا في إندونيسيا، مذكرا شعبه بأن هذا النظام لن يكون النهاية وإنما فقط وسيلة للمساعدة. وقال يودويونو في معرض التحذير من أن إندونيسيا ستظل عرضة لظواهر مثل تسونامي والزلازل بحكم موقعها الجغرافي إن "الشيء الأهم هو الجهود البناءة لتنمية الوعي تجاه أي كارثة".
التحذير في الوقت المناسب قد ينقذ الآلاف
وقال توماس راخيل السكرتير البرلماني لوزارة التعليم والبحث العلمي الألمانية إن سكان المناطق الساحلية في إندونيسيا والمناطق الأخرى المطلة على المحيط الهندي أضحوا "أكثر استعدادا من أي وقت مضى لحماية أنفسهم من ظواهر تسونامي". ووصف راخيل، ممثل الدول المانحة وهي ألمانيا والصين واليابان وفرنسا والولايات المتحدة النظام الجديد بأنه "أساسي للاستعداد لمواجهة الكوارث على مستوى العالم". وأوضح أن تكنولوجيا التحذير المبكر لن تؤتي ثمارها إلا إذا كان سكان المناطق المتضررة يحظون بالمعرفة الضرورية للتعامل مع مثل هذا التحذير بالأساليب السليمة.
ويرجع حدوث تسونامي في عام 2004 إلى وقوع زلزال بلغت قوته 9.3 درجة على مقياس ريختر قرابة سواحل جزيرة سومطرة الإندونيسية . ويقول المركز الألماني للعلوم الجغرافية إن عدد الضحايا ربما كان سيقل إذا ما كان هناك نظام للتحذير المبكر. الأمر الذي أكده الخبير الألماني راينر كيند في حوار لموقع تاجسشاو الألماني قائلاً: "غالباً ما يحدث التسونامي نتيجة لزلزال قوي. وعادة ما يحدث هذا الزلزال في أندونيسيا على بعد حوالي 100 كيلومتر من شاطئ البحر وهو ما يعني أن أمواج التسونامي تحتاج نحو 20 دقيقة حتى تصل إلى الأرض. لذلك فالاكتشاف المبكر للزلزال يعطي الفرصة لتنبيه المواطنين عبر صفارات الإنذار ووسائل الإعلام، مما قد يوفر لهم فرصة النجاة".
"النظام أساسي لمنع حدوث مأساة أخرى"
وقال الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون في تعليقات تليت خلال مراسم إطلاق النظام إن النظام "أساسي" لمنع حدوث مأساة أخرى وإصدار تحذيرات من وقوع تسونامي بما يتيح لسكان المناطق الساحلية وقتا للهرب. وأوضح أن تدشين هذا النظام "يعد خطوة كبيرة لعدد لا حصر له من سكان المنطقة". وصرح سري وورو هاريجونو "رئيس هيئة الأرصاد الجوية والجيوفيزيائية" الإندونيسية بأن النظام سيجعل إندونيسيا قادرة على إصدار التحذير في غضون خمس دقائق "من وقوع الزلزال الذي يحتمل أن يؤدي إلى تسونامي وهو ما يساعد لإعطاء وقت كاف للناس للفرار إلى مناطق آمنة".
ويعتمد النظام على مجسات مثبتة في قاع البحر تنقل تفاصيل التغير في ضغط المياه إلى عوامات على سطح المياه ثم يجري نقل هذه المعلومات عبر الأقمار الصناعية إلى مركز التحذير المبكر من موجات المد العاتية في إندونيسيا. وتعد إندونيسيا واحدة من الدول الأكثر عرضة للزلازل لوقوعها فوق منطقة "حزام النار" في المحيط الهادي حيث يؤدي التقاء الصفائح القارية إلى نشاط بركاني وزلزالي كبير.