تداعيات تمديد عقوبة إيقاف بلاتيني على مستقبله الكروي
١١ ديسمبر ٢٠١٥أبقت محكمة التحكيم الرياضي الجمعة (الحادي عشر من ديسمبر/ كانون الأول) عقوبة الإيقاف لمدة 90 يوما عن ممارسة أي نشاط كروي، بحق رئيس الاتحاد الأوروبي لكرة القدم، الفرنسي ميشيل بلاتيني، بسبب حصوله على "دفعة أموال مشبوهة" من رئيس الاتحاد الدولي المستقيل والموقوف في القضية ذاتها السويسري جوزيف بلاتر. فما هي دلالات هذا القرار؟ وما هو تأثيره المستقبلي على مسيرة رئيس الاتحاد الأوروبي لكرة القدم؟
بلاتيني قد يمنع حتى من حضور مباريات الهواة
تأييد المحكمة الرياضية لعقوبة إيقاف بلاتيني يمكن اعتباره خطوة أخرى نحو خروج بلاتيني بشكل نهائي من ساحة التسيير الرياضي سواء على الصعيد الأوروبي أو العالمي. وستبدأ تبعات هذا القرار بالظهور أكثر السبت (12 ديسمبر/ كانون الأول)، خلال سحب قرعة بطولة أمم أوروبا 2016، حيث سيكون بلاتيني ممنوعا من الحضور في الحفل. كما سيحظر عليه أيضا التواجد الإثنين المقبل في مدينة نيون السويسرية، حيث ستسحب قرعة ثمن نهائي دوري أبطال أوروبا، وقرعة الدوري الأوروبي.
العقوبة التي يواجهها بلاتيني قد تحرمه من ممارسة مهامه كرئيس للاتحاد الاوروبي لكرة القدم مستقبلا أيضا، وتجمد ترشيحه لرئاسة الفيفا التي قُررت انتخاباتُها في السادس والعشرين من فبراير/ شباط المقبل، وهو ما لمح إليه أيضا الأمين العام لمحكمة التحكيم الرياضي ماتيو ريب بقوله "حتى لو أن عقوبة الإيقاف المؤقت أبطلت فوراً فإن مثل هذا الاجراء لا يمنح أية ضمانة لميشيل بلاتيني بأن اللجنة المعنية ستصادق على ترشحه لرئاسة الفيفا قبل الخامس من يناير/ كانون الثاني 2016."
وينتظر بلاتيني حكم لجنة الأخلاق، التابعة للاتحاد الدولي، والتي من المتوقع أن تصدر حكمها النهائي في القضية في 18 ديسمبر/ كانون الثاني. وقد تتراوح هذه العقوبة بين ست سنوات والإيقاف مدى الحياة، وهو ما يطالب به قضاة لجنة الأخلاق. وإذا حدث ذلك فسيكون بلاتيني ممنوعا حتى من حضور مباريات أندية الهواة.
أمل ضئيل في تبرئة بلاتيني
ورغم المؤشرات التي تدل على أن الحكم النهائي سيكون ضد بلاتيني، إلا أن محاميه لا يزال متفائلا بهذا الخصوص. فقد أكد تيبو داليس، محامي رئيس الاتحاد الأوروبي لكرة القدم، أن موكله "سيبقى مطمئنا بشأن قضيته وقوة ملفه."
وقال داليس إن "ميشيل بلاتيني يعرف أنه ستتم تبرئته في نهاية المطاف"، مضيفا أنه "بالنظر إلى الوثائق الجديدة التي حصل عليها دفاع بلاتيني والتطورات الأخيرة التي نشرتها وسائل الاعلام، فإن لجنة الاخلاق التابعة للفيفا لن تكون قادرة على إصدار حكمها النهائي في ظروف طبيعية والمهل التي حددتها سابقا."
ولا يزال دفاع بلاتيني يعتقد في إمكانية تغيير المعطيات من خلال تقديمه لوثيقة جديدة إلى الملف، هي المذكرة الداخلية للاتحاد الاوروبي بتاريخ 1998 التي تصف بلاتيني بـ"موظف في الفيفا"، والتي يعتبرها دفاعه الدليل "المكتوب للعقد الشفهي"، الذي تقاضى الفرنسي بموجبه من بلاتر مبلغ 1.8 مليون يورو.
وأُوقف بلاتيني في أكتوبر/ تشرين الأول الماضي، مع رئيس الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا) سيب بلاتر عن العمل، في إطار التحقيقات في قضايا فساد في الفيفا، حيث تمت مطالبة بلاتيني بتوفير معلومات حول حصوله على المبلغ المذكور من قبل بلاتر عام 2011.
وبينما يدعي بلاتيني أن هذه الأموال التي تلقاها من بلاتر في 2011 كانت نتيجة عمله كمستشار في الفيفا بين 1998 و 2002، يرى المنتقدون أن هذه الأموال قد تكون رشوة تلقاها بلاتيني من بلاتر، الذي كان آنذاك في حاجة إلى دعم رئيس الاتحاد الأوروبي لكرة القدم للفوز بولاية جديدة كرئيس للفيفا.