تداعيات الحرب على ألمانيا..تراجع الرخاء وازدياد اللاجئين
٣ أبريل ٢٠٢٢لم يخف وزير المالية الألماني كريستيان ليندنر توقعاته بأنالغزو الروسي على أوكرانيا والذي بدأ في 24 من شهر فبرايرشباط الماضي، سيؤدي إلى "خسارة الرخاء" بالنسبة للجميع في بلاده.
وقال ليندنر الذي يرأس الحزب الديمقراطي الحر الشريك بالائتلاف الحاكم الحالي في ألمانيا، لصحيفة "بيلد أم زونتاغ" الألمانية الأسبوعية في عددها الصادر اليوم الأحد (الثالث من أبريل/ نيسان 2022)، إن "الحرب في أوكرانيا ستجعلنا جميعا أفقر، نظرا لأنه سيتعين علينا مثلا دفع المزيد مقابل الطاقة المستوردة".
وتابع الوزير الألماني: "وحتى الدولة لن يمكنها الحد من هذه الخسارة في حجم الرخاء، ولكن الحكومة الاتحادية سوف تخفف من حدة الصدمات الأكبر" وأوضح أنه لهذا السبب سيتم دعم المحتاجين وتأمين وجود الشركات المهددة،
واستدرك قائلا: "ولكن نظرا لأن الوسائل المالية محدودة، فلا يمكن أن تسري هذه الإجراءات سوى لفترة مؤقتة".
الركود التضخمي
يذكر أن نسبة التضخم بمعدل 7,3 % قفزت إلى مستويات مرعبة. وفي هذا السياق قال ليندنر إن لديه "مخاوف جدية على التطور الاقتصادي. النمو يتراجع، والأسعار تزداد"، مشددا بأن الحكومة الاتحادية تقوم بكل شيء من أجل تجنب خطر ما يسمى بالركود التضخمي، وقال إن "على المدى الطويل سوف يتعين علينا وضع أسس جديدة لأجل الرخاء. يجب أن تجدد ألمانيا نموذج النمو الخاص بها لاقتصاد السوق الاجتماعي والبيئي".
وعلى الرغم من الأزمات، يعتزم ليندنر الالتزام بكبح الديون كما هو مقرر في العام المقبل. ورغم أنه واجه معارضة شديدة من الأحزاب إلا أنه شدد على أن كبح الديون من مقتضيات الدستور.
أعداد اللاجئين غير مستقرة
وعلى مستوى أعداد اللاجئين الأوكرانيين الذي دخلوا إلى ألمانياهرباً من الحرب، رفض سباستيان هارتمان المعني بشؤون السياسة الداخلية بالحزب الاشتراكي الديمقراطي الشريك بالائتلاف الحاكم الحالي بألمانيا، في تصريحاته لوكالة الأنباء الألمانية (د ب أ) إعطاء تقييم للوضع، موضحا أن "وضع اللاجئين يبدو متغيرا للغاية، لأنه مرتبط ارتباطا وثيقا بأحداث الحرب". وأضاف أنه لهذا السبب يظل من الصعب إعلان أية تنبؤات، وأكد أنه تزداد حاليا أهمية التصرف بطريقة عملية.
وصدرت بيانات من رئاسة اتحاد المدن قبل أيام قليلة تقول إن الحكومة الاتحادية تتوقع في تقديراتها الحالية نحو مليون لاجئ.
يشار إلى أن أغلب الـ 300 ألف لاجئي أوكراني تقريبا الذين سجلتهم الشرطة الاتحادية حتى الآن، وصلوا إلى برلين، وسوف يتم نقلهم من هناك بحافلات إلى مناطق أخرى، وسيتم بعد ذلك توزيعهم على محليات. ويسري الأمر ذاته على الأشخاص الذين وصلوا إلى مدن ساحلية مثل هانوفر وكوتبوس.
وقال هارتمان لـ (د.ب.أ) إنه "في دائرتي الانتخابية تسود مشكلة نقص المساكن، لذا سيجب تسكين أشخاص جزئيا في قاعات". وتابع السياسي الألماني بأنه "من المهم للغاية بالنسبة لي ألا تظل السلطات المحلية عالقة في تكاليف استيعاب اللاجئين ورعايتهم، وأن تتوصل الحكومة الاتحادية وحكومات الولايات الآن إلى حلٍّ يخفف العبء عن المحليات".
يشار إلى أنه من المقرر اتخاذ قرار بشأن توزيع التكاليف خلال الاجتماع القادم بين المستشار الألماني أولاف شولتس ورؤساء حكومات الولايات المنتظر يوم الخميس القادم.
و.ب/م.س (د ب أ، ك ن أ)