تخصص جامعي جديد في ألمانيا.... لدعم ذوي الاحتياجات الخاصة
٢١ مارس ٢٠١٢لم تتخيل الشابة ساندرا فوبيغ (28 ربيعا) أن تواجه يوما ما، تحديات في عملها كتلك التي تواجهها مؤخرا، فساندرا تعمل كمدرسة في إحدى مدراس مدينة هانوفر، وتكمن صعوبة عملها في قدرتها على التعامل بشكل متوازن مع جميع طلاب فصلها الدراسي. إذ تختلف قدرات التلاميذ في الفصل بين سريعي البديهة وآخرين ضعيفي التركيز أومن ذوي الاحتياجات الخاصة. وهذا ما يجعل ساندرا غير راضية عن عملها على حد قولها" أشعر دوما بأنني غير قادرة على إعطائهم كل ما يحتاجونه".
إصرار ساندرا على تحسين أدائها في عملها ليتناسب مع مختلف قدرات التلاميذ، دفعها للعودة إلى الدراسة من جديد. إذ التحقت ساندرا بجامعة هيلدسهايم التي تقدم اختصاصا جديدا بعنوان "التعليم المدمج" وهو موجه لأستاذة المدارس في ألمانيا. ويهدف هذا الاختصاص إلى تأهيل الأساتذة على أساليب التعامل المتوازن مع التلاميذ مهما اختلفت امكانيات استيعابهم، ما يتيح امكانية دمج الطلاب ذوي الاحتياجات الخاصة في المدارس الألمانية العادية.
طريق الألف ميل يبدأ بثلاث خطوات
وتصل مدة الدراسة في هذا الفرع إلى ست سنوات تقريبا، يدرس فيها الأساتذة بالتوازي مع العمل. ورغم طول الفترة الدراسية إلا أن ساندرا ترى أن ما تقدمه جامعة هيلدسهايم أفضل بكثيرمن الدورات التدريبية المختصرة. وهو ما دفع مارغريتا رودولفو مديرة مركز متابعة التأهيل العلمي في جامعة هيلدسهايم إلى تأسيس هذا الفرع الدراسي. ويحصل الطلبة في نهاية الدراسة على شهادة معترف بها دوليا.
وتعتمد الدراسة على ثلاث ركائز أساسية، الأولى طريقة التعليم، إذ يجب على الأساتذة أن يتفهموا اختلاف قدرات التلاميذ وضرورة تغيير طريقة التعامل معهم كل بحسب احتياجاته، أما الركيزة الثانية فتعتمد على أهمية إيجاد طريقة جيدة من أجل تحقيق تواصل بناء بين الأساتذة والتلاميذ، أما الثالثة فهي كيفية ايصال المعلومات للتلاميذ بشكل يتناسب مع اختلاف قدرات استيعابهم. وتعمل جامعة هيلدسهايم بالتعاون مع جامعة زيوريخ السويسرية من أجل تأهيل الأستاذة، مايتيح للطلبة فرصة تبادل الخبرات. وهو مادفع ساندار للاستفادة من تلك الميزة من خلال احتكاكها ببعض طلبة جامعة زيوريخ الذين أكملوا دراستهم في هذا الفرع.
النجاح يهّون المصاعب
ولا تعد الدراسة في هذا الفرع أمرا سهلا، إذ تؤكد ساندرا على أن هناك الكثير من الصعوبات التي واجهتها في بداية رحلتها الدراسية، كإيجاد الطريقة المناسبة لتفهم الطلبة ذوي الاحتياجات الخاصة مثلا،إلا أن ساندرا قد نسيت كل هذه الصعوبات، عندما نجحت في مساعدة أحد تلاميذها الذي يعاني من ضعف شديد في قدرة التركيز على إحراز تقدم كبير في نتائجه الدراسية.
وتشرح ساندرا بكل فخر الطريقة التي اتبعتها في التعامل مع تلميذها بقولها "لقد قمت بوضع خطة هيكيلية للتلميذ تساعده على الدراسة بالشكل المناسب". ورغم عدم وجود نفع مادي مقابل الجهود التي تبذلها ساندرا لتطوير نفسها وخبراتها في مجال التعليم، إلا أنها تؤكد على أهمية هذا الفرع من اجل امكانية ادماج التلاميذ ذوي الاحتياجات الخاصة في المدراس الألمانية.
أوليفر يورغنس/دالين صلاحية
مراجعة: هبة الله إسماعيل