تحفظات ألمانية تجاه المشاريع الفرنسية النووية مع الدول العربية
١٨ ديسمبر ٢٠٠٧أعرب وزير الخارجية الألماني، فرانك فالتر شتاينماير، عن تشككه في اقتراح فرنسا المتعلق بمساعدة بعض الدول في العالم العربي في مجال الاستفادة المدنية من الطاقة النووية. وقال شتاينماير إن هناك مواقف كانت فيها ألمانيا مستعدة للمساعدة في سبيل نشر برامج نووية سلمية، لكنه عارض انتشارها بسبب المخاطر التي ينطوي عليها هذا الأمر.
وقال شتاينماير في حوار مع صحيفة "فرانكفورتر ألغماينة تسايتونج" الألمانية الرصينة إنه لا يمكنه دعم استخدام الطاقة النووية كحل لمشاكل الطاقة في العالم أو نشر محطات الطاقة النووية في مناطق لا يمكن ضمان كفاءتها في التعامل مع هذه التقنيات. كما أشار الوزير إلى عدم وجود مؤشرات كافية على الاستقرار السياسي في هذه البلدان. وأعرب شتاينماير عن معارضته لامتلاك هذه الدول لمفاعلات ذرية حتى وإن توفرت دلائل قاطعة تثبت عدم رغبتها في تطوير برامج تسلح نووي وأنها ستتعاون مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية حتى وإن كانت أيضا قد وقعت على البروتوكول الإضافي لمعاهدة حظر انتشار السلاح النووي.
تكنولوجيا نووية فرنسية للدول العربية؟
وتأتي تصريحات شتاينماير هذه في ضوء زيارة الزعيم الليبي معمر القذافي لباريس وإبرامه صفقات وعقود مع الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي بمليارات الدولارات، إذ تم خلال هذه الزيارة التوقيع على عقود لشراء طائرات ايرباص وعقود في مجال الطاقة النووية، فضلا عن اتفاقات أخرى قالت باريس إن قيمتها الإجمالية تزيد على عشرة مليارات يورو.
ويشمل التعاون الفرنسي - الليبي اتفاق تعاون يتضمن بيع مفاعل نووي أو عدة مفاعلات نووية تستخدم في تحلية مياه البحر، إضافة إلى دعم أنشطة استخراج اليورانيوم مع شركة الغاز الفرنسية "غي دي إف" وشركة الطاقة النووية "أريف".
لكن المفاجئ في الأمر أنه في ظل الانتقادات الداخلية والأوروبية من بينها ألمانيا، أبدت الولايات المتحدة الأمريكية تأييدها للاتفاق الفرنسي - الليبي الذي يسمح بتزويد ليبيا بمفاعلات نووية. هذا التأيد جاء في نظر المراقبين السياسيين مكافأة أمريكية لليبيا على قرارها عام 2003 التخلي الطوعي عن برامج لأسلحة الدمار الشامل، الأمر الذي أكده متحدث باسم الخارجية الأمريكية نقلا عن وكالة الأنباء الفرنسية حيث قال: "نعتقد أن أي تعاون مع ليبيا حول الاستخدام السلمي والآمن والمسؤول للطاقة النووية يتناسب مع أرفع معايير الحد من الانتشار النووي".
الملف النووي الإيراني
وحول النزاع الدائر حول برنامج إيران النووي قال شتاينماير إن التقرير الأخير الذي أصدرته الاستخبارات الأمريكية حول برنامج التسلح النووي الإيراني يعني أن الضغط الذي يمارس على إيران قد تراجع. ودعا شتاينماير في هذا الإطار المجتمع الدولي بما فيه روسيا والصين إلى توحيد الصف من أجل منع إيران من تطوير السلاح النووي. كما أضاف الوزير الألماني أن ألمانيا شاركت في المفاوضات مع إيران لحل مشكلة استخدامها للطاقة النووية وأن هناك عروضا قدمت لمساعدة إيران في الحصول على طاقة نووية سلمية.
وتجدر الإشارة إلى أن تقريرا للاستخبارات الأمريكية خلص إلى أن طهران أوقفت نهاية عام 2003 برنامجها للتسلح النووي.